التدخين يدمر عددًا كبيرًا من الخلايا المناعية المهاجمة لفيروس كورونا (دراسة)
توصلت دراسة حديثة إلى أن تدخين السجائر يدمر عددًا كبيرًا من الخلايا المناعية بفيروس كورونا، وأكدت أن الإصابة تحدث عند ضعف الاستجابة المناعية للجسم.
وكشف العديد من الدراسات على نماذج مجرى الهواء المصنوعة من الخلايا الجذعية البشرية، أن التدخين يوقف جزيئات الجهاز المناعي الرئيسية، والتي تسمى “الإنترفيرون”، عن العمل بشكل صحيح.
والإنترفيرون عبارة عن مراسلات تخبر الخلايا المصابة أن تصنع بروتينات لمهاجمة الفيروس، وهي ضرورية لمحاربة العدوى الأولية، كما أنهم يستدعون الدعم من جهاز المناعة الأوسع، ويحذرون الخلايا غير المصابة للاستعداد بدخول فيروس للجسم، ووجدت الدراسة أن التدخين يوقف هذا المسار عن العمل بشكل صحيح، وهذا يسبب زيادة تصل إلى 3 أضعاف في عدد الخلايا البشرية المصابة بالفيروس.
وكانت هناك تقارير متضاربة حول تأثير التدخين على تشخيص مريض بكوفيد 19، حيث وجدت دراسات أخرى أنه يقلل من المخاطر، بينما وجد البعض الآخر عكس ذلك، والآن، حدد أكاديميون من جامعة “كاليفورنيا لوس أنجلوس”، كيف يؤدي التدخين إلى إصابة أكثر حدة بفيروس ” SARS-CoV-2″.
وفي بداية الوباء لم يكن معروفًا سوى القليل عن ” SARS-CoV-2″، وأنه الفيروس المسبب لمرض كوفيد_19، وحذر الباحثون كثيرًا من أن المدخنين سيكونون أكثر عرضة للخطر بسبب حقيقة أن الفيروس التاجي يستهدف الجهاز التنفسي.
ومع ذلك، سرعان ما ظهر عدد قليل من الدراسات المبكرة، التي اكتسبت مصداقية عالية، وأكدت أن المدخنين معرضون لخطر أقل من الإصابة، ولكن تعثر الخبراء حينها لشرح كيف يمكن أن يكون هذا.
ومنذ ذلك الحين، عاد الإجماع إلى الاعتقاد الأصلي بأن المدخنين هم أكثر عرضة للخطر، لكن الخبراء فشلوا أيضًا في تقديم تفسير قاطع لذلك.
جمعية طب الأطفال تحذر من عدوى الالتهاب الرئوي في ظل وجود فيروس كورونا (صور)
وفي يونيو الماضي، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن التدخين يضعف وظائف الرئة، التي تجعل المدخن أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا.
وقالت مؤلفة الدراسة الدكتورة بريجيت جومبيرتس للصحيفة البريطانية “ديلي ميل”: “إذا كنت تفكر في الممرات الهوائية مثل الجدران العالية التي تحمي القلعة، فإن تدخين السجائر يشبه إحداث ثقوب في هذه الجدران، بل و يقلل من الدفاعات الطبيعية، ويسمح للفيروس بالظهور”.
واستخدم العلماء الخلايا الجذعية البشرية من المتبرعين، لإنشاء نظير للممرات الهوائية، والذي يسمى بثقافة الواجهة بين الهواء والسائل.
كما ركز الباحثون على هذا الجزء من الجهاز التنفسي قبل الرئتين، لأنه المكان الذي يتكون فيه المخاط وتعيش غالبية الأهداب، بالإضافة إلى الشعر الصغير المصمم للمساعدة في تحريك الأهداب وأي عدوى محاصرة خارج الجسم.
وعرض القائمون على الدراسة بعض المدخنين لدخان السجائر لمدة 3 دقائق كل يوم على مدار 4 أيام، ثم أصيبوا جميعًا بفيروس كورونا بعد ذلك، وأشاروا إلى أن هناك من بين ضعفين إلى 3 أضعاف خلايا مصابة في جسم المدخن، مما يجعلها قابلة لاستقبال الفيروس.
بالإضافة إلى بحث ألماني أُجري في يونيو الماضي، يشمل تأثير التدخين والتدخين الإلكتروني على الإصابة بفيروس كورونا، ووجدوا حينئذ أن كلاهما يصلب الشرايين ويزيد من خطر الإصابة بأمراض الرئة والقلب، وهما عاملان من عوامل الخطر لفيروس كورونا، بما يصل إلى سبعة أضعاف من خطر الإصابة.
ونتيجة لذلك، يعتقد الفريق أن المدخنين ومستخدمي السجائر الإلكترونية سيكونون أكثر عرضة للمعاناة من مضاعفات كوفيد 19 بعد التعافي منه.