“صباح ومسا” جديد يطرق أبواب جارة القمر
صوت ناعم وبالرغم من نبرته اللبنانية، يعبر جميع الحدود والبلاد ليصل إلى العالم أجمع ويُشكل معهم العديد من المشاعر، يربطهم بالكثير من الحكايات والمواقف، ولا مانع في أن يعود بهم لذكريات طال عليها الزمن.
اسمها الحقيقي “نهاد رزق وديع حداد”، ولدت في حارة زقاق البلاط بمدينة بيروت في لبنان، أحدثت طفرة في الموسيقى العربية من خلال عملها مع الأخوين رحباني الأشهر في العالم، حيث زوجها وأخوه، ومن ثم مع ابنها زياد الرحباني، وتميزت أسرة فيروز من زوج وأبناء بالنبوغ في الفن بمختلف أشكاله.
“افترقنا .. فلم نظل نحن على العهد ولكن ظلت قلوبنا”، جاءت تلك الكلمات من إحدى المستمعين لتصف أغاني فيروز في طريقتها للتعبير عن الفراق وتقول “الكلام مش مكتوب، الكلام مرسوم، مشيرة إلى مدى الرُقي وحفاظ الأخوين رحباني دائمًا على وجود كلمة “حبيبي” في كل أغاني الوداع.
84 عامًا رحلوا ولا زالت “جارة القمر” عالقة في الأذهان بين جميع الأعمار المختلفة، صوتها يلمس كل مشاعر أين ما وجدت، تأتي مع بداية كل جديد لتُشكله، وتستطيع رسم مشاعر الفراق وكأنها قد وصلت بنفس الخط.
شهدت فيروز العديد من المواقف الصعبة خلال الحرب اللبنانية، حيث موت ابنتها ليال، واختيارها لعدم ترك البلاد في ذلك الوقت، فضلًا عن منعها من قبل ورثة منصور رحباني عن الغناء بحكم قضائي، وهو الأمر الذي أدى لحدوث العديد من المظاهرات والاعتصامات في بيروت حتى يسقط هذا الحكم، حيث تُعد من أهم الرموز اللبنانية في لبنان، كما أنها عرفت دائمًا ببعدها عن التصريحات الإعلامية أو السياسية، وتفضيلها إلى عدم الرد مهما أثار الموضوع المطروح على الساحة الإعلامية الحد الأقصى من الجدل.
ويرجع خلود أغاني وصوت فيروز إلى أن بعضها كان ورائه قصة حقيقية عاشتها فيروز فأحست بالكلمات وهو الأمر الذي انعكس على الجمهور بشكل تلقائي، حيث منهم ما كان له علاقة بالحرب اللبنانية، وما شهدته شوارع القدس القديمة، شواطئ إسكندرية، وباريس، بالإضافة إلى باقي الأوطان التي ظلت أغانيها باقية حتى الآن.