باحث أثري يكشف تطور أبراج قلعة الناصر صلاح الدين الأيوبي عبر الزمن

كشف حسام زيدان، الباحث في الآثار الإسلامية والقبطية، عن تطور أبراج قلعة الناصر صلاح الدين الأيوبي عبر الزمن.

وقال زيدان، إن يوسف بن أيوب “صلاح الدين”، بدأ مشروعه الحربي الضخم ببناء القلعة، والتي تعد درة العمارة الحربية الإسلامية في مصر، وصارت مقرًا للحكم في زمن “الملك الكامل” ابن الملك العادل، أخو صلاح الدين، أي أن صلاح الدين الذي أمر وزيره بهاء الدين قراقوش بالبدء في بناء القلعة وحفر بئرها العميقة، لم يسكن بها؛ بل كان أول ساكنيها فعليًا، هو الكامل، وظلت مقرًا للحكم عبر العصور الأيوبية والمملوكية ثم العثمانية، ثم عصر أسرة محمد علي، حتى عهد الخديوي إسماعيل، الذي نقل مقر الحكم إلى قصر عابدين.

وأضاف زيدان، أن القلعة تشمل عناصر كثيرة ولعل أبرزها هي الأبراج متعددة الأشكال والتصاميم، ومنها، ما يلي:

• برج المقطم، وهو مستدير ضخم قطره 24 مترا، وارتفاعه 25 مترا، مبني من الخارج بأحجار ملساء ومن الداخل بأحجار غير مصقولة يصل سمكها لـ7 أمتار، ويرجح “كريسويل” مؤلف كتاب متعلق بالقلعة وتاريخها، أنه بني في العصر العثماني لمقاومة المدفعية، تعلوه غرفة من الآجر، ومدخله منكسر.

– برج الصفة، يلي برج المقطم بعد 16.80 م وهو برج مربع أبعاده 35×25 متر، وارتفاعه 15 متر، مزود بحجرة مركزية في أركانها أربع غرف دفاعية، بها مزاغل والبرج بني في عصر العادل بعد وفاة صلاح الدين، وهو مشيد من أحجار مسنمة.

• برج العلوة، وهو من أعمال صلاح الدين يقع على بعد 9 أمتار شرق برج الصفة، وهو برج نصف دائري صغير، من طابقين يبرز 6 أمتار خارج الجدار، يتكون من طابقين وبه غرفة مركزية، وأذرع بها مزاغل، ودهليز ضيق به فتحة للتهوية.

– برج كيركيلان، يقع بعد برج العلوة بـ 32 متر شرقًا وهو برج ضخم مربع الشكل ارتفاعه 20 متر وطول ضلعه 21 متر، ثلاثة أدوار، الثاني منها قاعة مركزية بها إيوانات ودخلات بها مزاغل، والدور الثالث سماوي مكشوف، مشيد من أحجار مسنمة.

• برج بلا اسم، يقع بعد برج كيركيلان وهو برج نصف دائري صغير من أعمال صلاح الدين يشبه برج العلوة، وقد استبدلت مزاغله بفتاحات للبنادق.

– برج الطرفة، ويبعد عن كيركيلان مسافة 30 متر إلى الشرق، وهو ضخم من أعمال العادل، مربع الشكل، طول ضلعه 30 متر، مشيد من أحجار مسنمة، ويتألف من ثلاثة أدوار السفلي منهم تحت الأرض، ويصعب دخوله، والثاني يتألف من قسمين خارجي وبه 4 حجرات مزودة بمزاغل، ويصل بين الأربع حجرات ممر مستعرض، والقسم الداخلي عبارة عن قاعة مركزية يتعامد عليها 3 إيوانات، الدور الثالث سماوي مكشوف وسوره مجدد.

• برج المطار، ويقع في السور الجنوبي للقلعة، ويبعد مسافة 25 متر عن برج الطرفة، وأطلق عليه هذا الاسم لأن منه كان يتم طيران الحمام الزاجل والعودة إليه، وذكر المقريزي أن الملك الكامل أمر ببناء أبراج الحمام الزاجل في القلعة، وكان عددها 1900 طائر ولها عدد من المقدمين كل مقدم مسؤول عن عدد من الطيور وفي سيقانها بطاقات.

والبرج يتكون من بدنتين كل منهما برج نصف دائري “كباب زويلة مثلًا”، ارتفاع الواحد 15 متر، كان بين البرجين مدخل منكسر، وتم سد المدخل بحائط قوي أيام السلطان الأشرف جانبلاط أو العادل سيف الدين طومان باي الأول بسبب تهديدات العثمانيين، وداخل كل برج قاعة مركزية، يتعامد على كل قاعة 3 إيوانات في كل إيوان مزاغل للدفاع.

• برج المبلط، وهو بعد برج المطار في السور الجنوبي الممتد جهة الشرق، وهو برج ثلاث أرباع دائري، من أعمال صلاح الدين، يشتمل على طابقين في كل منهما قاعة مركزية متعامد عليها 4 إيوانات، بها فتحات مزاغل، والطابق العلوي استبدلت المزاغل بفتحات بنادق.

– برج المقوصر، ينحرف سور القلعة بعد برج المبلط شمالًا، ويسير لمسافة 175 مترًا حتى نصل إلى برج الإمام، وفي تلك المسافة يقع برج المقوصر وهو من أعمال صلاح الدين، وهو نصف دائري به قاعة مركزية مزودة بمزاغل.

• برج بلا اسم، ويلي برج المقوصر وقبل أن نصل لبرج الإمام أيضًا، وهو برج نصف دائري من أعمال صلاح من أعمال صلاح الدين، به قاعة مركزية مزودة بمزاغل.

“العناني”: 400 ألف سائح زاروا مصر منذ أول يوليو وعادوا إلى بلادهم

– برج الإمام أو باب القرافة، وهو برج عظيم يتألف من بدنتين كل منهما نصف دائرية، بينهما مدخل منكسر، وأطلق عليه برج الإمام نظرًا لسكنى إمام مسجد سارية الجبل به، وأطلق على الباب باب القرافة حيث كان المدخل الثاني للقلعة، وكان الخارج منه يخرج إلى قرافة مصر وهي قرافة الإمام الشافعي، وهو من أعمال صلاح الدين ولا يختلف تخطيطه عن برج المطار، وقد تم تقوية البرج بكسوة ضخمة من الأحجار الضخمة المسنمة، وتم سد الباب في عصر الأشرف جانبلاط، أو طومان باي الأول.

• برج آخر “بلا اسم”،  ويقع على بعد 30 متر من برج الإمام، وهو نصف دائري من أعمال صلاح من أعمال صلاح الدين، من طابقين بكل منهما قاعة مركزية مزودة بمزاغل.

– برج الرملة، بعد برج بلا اسم يمتد سور القلعة الشرقي جهة الشمال حتى نصل إلى برج الرملة، ويبعد عن سابقه 30 متر، وهو برج ثلاث أرباع دائري، قطره 18 متر وارتفاعه 21 متر، زوده السلطان العادل بكسوة خارجية ضخمة من أحجار مسنمة، وغير في تصميمه، فبعد أن مزود بقاعة مركزية متعامد عليها إيوانات مزودة بمزاغل، أصبحت أبواب تفضي إلى ثلاث حجرات مستطيلة حتى تتناسب مع الكسوة الجديدة، وزودت الحجرات بمزاغل، وزود الجدران الخارجية بسقاطة لإلقاء المواد الحارقة على المهاجمين.

وزير السياحة والآثار يلتقي عددًا من العاملين لتطوير منظومة العمل بالوزارة

• برج الحداد،  بعد 22 متر من برج الرملة يقع برج الحداد، وهو وأيضًا أضاف له العادل كسوة من أحجار ضخمة مسنمة، وزودة بسقاطة لإلقاء السوائل الحارقة على المهاجمين، وأدت زيادة العادل إلى تغيير تصميم البرج من الداخل أيضًا.

– باب السر وبرج بلا اسم، بعد برج الحداد في الركن الشمالي الشرقي للقلعة يبدأ السور الشمالي، حيث نجد باب سر صغير على بعد 2.25 متر يرجخ كريسول أنه لخروج بعض أفراد الحامية للدفاع ضد أي قوات تتسلل بين القلعة وجبل المقطم. يلي الباب برج نصف دائري صغير من أعمال صلاح الدين ويماثلها في التصميم.

• برج الصحراء، يستمر البرج بعد ذلك حتى نصل إلى برج الصحراء، وهو نصف دائري أضاف له العادل كسوة خارجية من حجارة مسنمة مستطيلة الشكل، طوله 21.30 متر، وعرضه 12.70 متر، به ممر مستطيل من الداخل، وقاعة كبيرة، وبنهاية الممر فتحتان إحداها تؤدي إلى سلم صاعد للطابق الثاني، والثانية تؤدي لقاعة أخرى.

– برج بلا اسم، بعد برج الصحراء توجد بقايا برج دائري من أعمال صلاح الدين أحاطه العادل بكسوة خارجية أيضًا.

• البرج الجديد، بعد بقايا برج صلاح الدين ينحرف سور القلعة جنوبًا ثم غربًا حيث يختفي السور الأيوبي ويبدأ سور جديد في مسار مستقيم تجاه الغرب يرجح كريسول أنه من أعمال محمد علي ينتهي في الركن الشمالي الغربي ببرج نصف دائري مصمت البناء.