مع استخدام السوشيال ميديا كمنصة للطاقة السلبية.. كيف تؤثر الانتقادات اللاذعة على الأشخاص؟
أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي منصة للهجوم والانتقادات، حيث يتم بث طاقة سلبية كبيرة من قبل بعض الأشخاص، ورغم أن هناك ضريبة للشهرة يدفعها المشاهير فإن الأمر في بعض الأحيان يتعدى الانتقادات ليدخل في دائرة التنمر والسخرية، حيث يكتب الشخص تغريدة أو منشورًا وهو لا يعلم مدى تأثير هذه الكلمات التي كتبها في لحظة ما على الآخرين، فربما تؤثر الكلمة في النفس أعوام وأعوام حيث لا يستطيع أحدًا فيما بعد حذف آثارها.
هل يصبح مروان محسن ضحية السوشيال ميديا الجديدة؟
هذه الأيام شاهدنا الهجوم الكبير على مروان محسن لاعب النادي الأهلي ومنتخب مصر، وهذه ليست المرة الأولى لهذا الهجوم، بل يتعرض اللاعب للهجوم بعد كل مباراة، ففي الوقت الذي يشيد الناس بكل طاقم الفريق، يتم استثناء مروان محسن من الإشادة في وسط أجواء الفرحة، ليعود إلى منزله مكسور الخاطر رغم فوز فريقه.
مروان محسن لم يكن الشخص الأول الذي تعرض لهذه السخرية فقط، ولن يكون الأخير إذا استمر الحال على ما هو عليه، وهذه الحكاية نبذة بسيطة عما يجري على مواقع التواصل الاجتماعي، فرغم كل المميزات التي سهلتها السوشيال ميديا فإنها سلاح ذو حدين، فهي منصة نشر الطاقة السلبية في مصر تلك الأيام.
السوشيال ميديا منصة النقد غير البناء والتنمر
من جانبه قال الدكتور عادل جابر السناري، خبير التنمية البشرية ومدرب الجسد إن موضوع الانتقادات على السوشيال ميديا ليس بهدف النقد البناء، ولكنه يدخل ضمن موضوع التنمر، والسخرية من شخص ما أمام الملأ سيؤدي إلى خطورة شديدة من خلال التأثير على مستقبل الشخص الذي تعرض للهجوم.
مصور يلتقط صورًا من الفضاء بواسطة كاميرا بمنطاد (فيديو)
وأضاف السناري لـ “القاهرة 24”: “على الشخص الذي يتعرض للنقد غير البناء على السوشيال ميديا استغلال الأمر ليكون دافعًا قويًا له، ولا يجعل الأمر يقلل من همته ويؤثر سلبيًا عليه، ولكن الموضوع يختلف من شخص لآخر حسب شخصية المتعرض للهجوم وعلى حسب ثباته الانفعالي واستعداده النفسي لتقبل الكلام”.
وأكد أن التأثير السلبي من الممكن أن يؤثر على مستقبل الشخص وينهي حياته المهنية، حيث قال: “لابد من وضع نفسك مكان الشخص الذي يسمع انتقادات سلبية على نفسه، ولابد من الإجابة على هذا السؤال “لو أنا مكانه كنت هستحمل اسمع الكلام ده على نفسي أو أهلي؟”.
وناشد السناري الجميع بضرورة التماس الأعذار، فهناك سر وراء الكسل أو الأداء السيء ربما لا نعرفه نحن، أو من الممكن أن يكون الشخص فاشل من وجهة نظرك أنت ولكنه ناجح في أعين آخرين بدليل احتياج الناس له ولمجهوده.
وفرق خبير التنمية البشرية بين مفهوم النقد البناء والنقد لمجرد الهجوم، حيث قال: “النقد البناء أن تقول الإيجابيات قبل السلبيات، وهناك معادل دراجة تسمى “الساندوتش” وهي عبارة عن قول الشيء الإيجابي ثم السلبي ثم الإيجابي مرة أخرى.
وأكد أن الانتقادات عندما تزيد عن حدها تتحول لشيء يدمر مستقبل الشخص، فالشخص الذي تنقسم الآراء حوله ربما يكون بالفعل ناجح وأنت لا ترى هذا النجاح، فليس بالضرورة أن تكون على صواب عند انتقادك له، طالما أن هناك رأي مخالف ولم يتفق الجميع مع رأيك.
تأثير الطاقة السلبية على المجتمع
وأضاف السناري أن تراكم الانتقادات على شخص بعينه من الممكن أن تؤدي إلى دخول الإنسان في دوامة الفشل، وذلك يتوقف على الثبات الانفعالي ووجود داعم له يحفزه، مؤكدًا على أن الكلام السلبي سيؤدي إلى مشاكل نفسية والتي بدورها تسبب مشاكل صحية والتي تترجم مع مرور الوقت إلى سلوكيات معادية تجاه الآخرين، فمن يعتقد الشخص أن المجتمع ينبذه ربما يكون رد فعله مواجهة الناس بشيء من العدوان أو سلوك غير مرغوب فيه، حيث تتسع نتائج الطاقة السلبية حتى تشمل المجتمع، بالإضافة إلى إنهاء مسيرة هذا الشخص، ووجود تأثيرات سلبية عليه هو وأسرته.
وأشار إلى أن انتقاد شخص ما ثم التعاطف معها بعد سوء حالته سلاح ذو حدين، فربما يرى الشخص أن التعاطف معه به شفقة على حالته وفي هذه الحالة يكون تأثيرها أشد من الموجة الأولى، وربما يكون شيء إيجابي يجعل الشخص يتحسن للأفضل.