العلاج الجديد المركب من بروتين "MTOR" يساهم في علاج الخلايا السرطانية
تُظهر "خريطة الحرارة" الجينية أن العديد من الجينات الرئيسية المرتبطة بتكاثر الخلايا، أصبحت أكثر نشاطًا في الفئران التي تمت تربيتها وتفتقر إلى جين "mTOR"، ويساعد هذا النشاط في بناء مسارات لإشارات يمكن أن تسمح للخلايا السرطانية بتجنب الاضطراب الناجم عن مثبطات "mTOR".
ووفقًا لدراسة أجريت في "PNAS" بقيادة خبراء في مستشفى "Cincinnati Children's"، نستعرض كيفية علاج الخلايا السرطانية من خلال مثبطات "mTOR".
بعد فترة وجيزة من ظهور الراباميسين وهو أول مثبط لـ "mTOR" في التسعينيات كعلاج محتمل ضد تكاثر الخلايا غير المرغوب فيها، كان العديد من خبراء السرطان يأملون أن تصبح الأدوية الناشئة التي تستهدف "mTOR" علاجًا للأطفال والبالغين الذين يعانون من انتكاسات سرطان الدم النخاعي الحاد (AML) والسرطانات الأخرى التي يكون نشاط mTOR فيها مرتفعًا بشكل غير طبيعي.
ومع ذلك، فقد وجدت العديد من التجارب السريرية التي شملت ثلاثة أجيال من مثبطات "mTOR" أن الخلايا السرطانية تمتلك قدرة ملحوظة على صنع خلايا جديدة تتفادى هذه الأدوية، وكان التفسير الوحيد هو إصابة بعض الأشخاص المصابين بابيضاض الدم النقوي الحاد (AML) وإصابة الأشخاص الذين تم علاجهم بمثبطات "mTOR" بانتكاسات قاتلة على الرغم من العديد من التحسينات في نتائج اللوكيميا على مر السنين.
ويقول الدكتور يي تشنغ رئيس قسم أمراض الدم التجريبية وبيولوجيا السرطان في مستشفى سينسيناتي للأطفال، أن مقاومة سرطان الدم للعلاج أمر خطير، ولكن يعد "mTOR" هدفًا معترفًا به لمكافحة "AML" والعديد من أنواع السرطان، فإن تجارب المثبطات لم تسير كما هو متوقع، وتقترح الدراسة طريقة جديدة لتعزيز فعالية مثبطات mTOR، في حين أن التجارب تستند إلى نماذج الفئران إلا أن النتائج توصلت إلى إمكانية تحسين الأشخاص المصابين بمرض"AML" أو أي نوع آخر من أنواع السرطان من خلال "PNAS ".
وقد وثق العديد من العلماء الدور متعدد الأغراض الذي يلعبه الهدف الميكانيكي لبروتين الرابامايسين، حيث يشارك البروتين في تنظيم نمو الخلايا، والبقاء على قيد الحياة، والتمثيل الغذائي ، وتعزيز المناعة، وأن الاضطرابات في نشاط بروتين mTOR الطبيعي تؤدي إلى الإصابة بأحد أنواع السرطان وحالات أخرى.
وتلقي الدراسة الضوء على ما يحدث عندما تستهدف العلاجات mTOR، فقد قام الباحثون بحذف بعض الجينات المسؤولة عن تكاثر خلايا السرطان من الفئران المستخدمة، مما أدى إلى دفع خلايا الدم الجذعية إلى التكاثر بسرعة لفتح مسارات أخرى لمواصلة إنتاج خلايا دم جديدة.
ويقول الدكتور يي تشنغ كبير مؤلفي الدراسة، ووجدنا أن خلايا سرطان الدم تستخدم استجابة مماثلة لمواصلة التكاثر على الرغم من تثبيط mTOR، ويؤدي مهاجمة البروتين بشكل أساسي إلى إطلاق الإنذارات بين الخلايا الجذعية المكونة للدم (HSCs)، والتي تعمل مثل مصانع خلايا الدم في عمق نخاع العظام.
وأضاف، بدأ العلماء في سينسيناتي للأطفال بالفعل بعض الأبحاث اللازمة لإعداد العلاجات المركبة للاختبار في الجسم الحي المؤدي إلى التجارب السريرية البشرية، وتستغرق هذه العملية وقتًا، ولكن نظرًا لأنه تم اختبار مثبطات mTOR على نطاق واسع في التجارب السريرية، فإن الباحثين لديهم السبق في اكتشاف العلاجات المركبة.