والد شاب بالأقصر يستغيث بتدخل الرئيس: "عائلنا الوحيد سقط من أعلى جبل والمستشفى شخّص حالته كورونا" (صور وفيديو)
"ابني كان نفسه يبني بيتنا اللي حيقع علينا، سافر للعين السخنة يشتغل، رجع في إسعاف ومبيمشيش".. بحرقة قلب يروي الحاج أحمد تفاصيل تعرض نجله صاحب العشرين عامًا، لحادث مأساوي منعه من القدرة على السير أو حتى الحركة.
في منزل قديم مشيد بالطوب اللِبن، تبدو عليه آثار البساطة والتواضع، وقد أوشكت أجزاءه على الانهيار، تستطيع أن تصل إليه بعد عبور عروق من النخيل تم مدها بين حافتي الترعة، هذا هو سبيلك الوحيد للوصول إلى منزل محمد أحمد، بعد أن تقطع ثلاث مواصلات من مدينة الأقصر إلى الرزيقات بمركز أرمنت جنوبي غرب المحافظة.
يرقد محمد ابن العشرين عامًا على أريكة، لم يستطع أن يحرك من جسده سوى شفتيه ويده التي يمدها لمصافحتك للترحيب.
يقول والد محمد إنه منذ نحو 12 عامًا أصبت بانزلاق غضروفي منعني من العمل، ما أجبر نجلي محمد، على تحمل المسؤولية، منذ أن كان بالمرحلة الإعدادية من التعليم، لمساعدتي في أعباء الأسرة وكفاية حاجتها المعيشية، فأصبح يعمل في التشييد والبناء.
يضيف والد محمد لـ"القاهرة 24": "منذ 7 أشهر، انضم محمد للعمل بشركة خاصة تعمل بالمقاولات، وتنفذ منتجعات بالعين السخنة، وخلال عمله بأعلى جبل سقط محمد من ارتفاع بعيد".
ويتابع: "لم نعلم شيئا مما حدث لابني سوى أنه عندما استفاق من غيبوبته بمستشفى السويس، اتصل هو من هاتف أحد طاقم التمريض، بزوج أخته وقال له إنه وقع وهو حاليا بالمستشفى"، على الفور جهزنا سيارة خاصة واتجهنا إلى السويس وكان محمد يرقد بالمستشفى منذ ثلاثة أيام.
ويستكمل: "قبل أن نصل هاتفنا أحد زملائه بموقع العمل بأن محمد تم وضعه بالمستشفى على أنه مصاب بكورونا؛ لكن هو وقع من الجبل، والإسعاف نقلته مستشفى السويس". وأضاف: "بالفعل وصلنا مقر المستشفى، ولم أجد طبيبًا يوضح حالة ابني، الأمر بالنسبة لهم كان يتلخص في ورقة مدون عليها اسم محمد، وأنه مصاب بفيروس كورونا، وغير مختومة وعندما طالبت بوضع ختم المستشفى على الورقة رفضوا، متسائلا كيف لابني فاقدًا للوعي ومكسور لأنه واقع من مرتفع عالٍ، ولم يشتكِ من أي أعراض كورونا قبل الحادث، وتبلغنا المستشفى بأنه مصاب كورونا ولم يقدموا له أي علاج سوى حبوب، وأعطوني ورقة غير مختومة، وحين تساءلت عن الطبيب المعالج أجابوني إنه مفيش دكتور وكلهم مشيوا".
وتابع: "بعد وصولنا إلى الأقصر، تم فحصه بمستشفى أرمنت التخصصي، أوصوا بعرضه على أطباء بمستشفى قنا الجامعي، وخضع هناك لعمليات، ولكن منذ الحادث وحتى اليوم نعالج القرح التي يعاني منها بسبب سقوطه على كتل صخرية، ومع عدم استطاعته الحركة تسبب ذلك في زيادة القرح، مؤكدًا أن محمد خضع لعملية تنظيف للقرحة، وأخرى ترقيع لكنها فشلت، وعندما طالبنا بعملها مرة أخرى، قوبل بالرفض لعدم توفر إجراء العملية على نفقة الدولة مرة ثانية، لافتًا إلى أنه لا يحتمل مصروفات العملية خاصة أنه لا يمتلك وظيفة، ومنذ مرضه لم يتحمل عمل اليومية، ولم يصرف سوى 400 جنيه من الشؤون الاجتماعية.
وناشد الحاج أحمد والد الشاب، عبر "القاهرة 24"، الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، والدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة بعلاج نجله وعرضه على مختصين بحالته، ومحاسبة المقصرين والمتخاذلين في علاجه.
كما ناشد رئيس مجلس مدينة أرمنت بتمهيد طريق عزبة الغوال، بسبب صعوبة نقل نجله لداخل سيارة الإسعاف لافتقاد الطريق لممر للسيارة، بل يعتمد دخول القرية عبور فوق عروق النخيل أعلى الترعة حتى يصل للإسعاف؛ ما يعرضهم للسقوط بها خلال مرورهم.