هل يدير محمد الماوي أموال الإخوان بالبورصة المصرية؟

في السادس من ديسمبر الماضي، خرجت علينا قناة الشرق الإخوانية التي تبث من تركيا، بحلقة كاملة تتحدث فيها عن رجل أعمال مغمور يسمى "محمد الماوي"، وهو ما أثار دهشة الوسط الاقتصادي والرأي العام خاصة بعدما حاولت القناة الإخوانية تصوير "الماوي" على أنه هو رجل أعمال المسقبل لمصر، في محاولة من القناة للتعظيم والتهويل من حجم الرجل.

أثارت الحلقة التي بثتها قناة الشرق المشبوهة العديد من التساؤلات حول نواياها الحقيقية، خاصة أن تلك القناة اعتادت بث السموم والتحريض والفتنة ضد مصر وشعبها، وحرضت على الإرهاب والقتل، وهي الذراع الإعلامية الرئيسية لجماعة الإخوان الإرهابية، كما فرضت الحلقة العديد من التساؤلات حول نوايا قناة الإخوان لتسليط الوضوء على رجل أعمال غير معروف في الوسط الاقتصادي باستثناء مجتمع البورصة وعلاقته به.

البنك المركزي يعدل بنود مبادرة تمويل الشركات السياحية

وانتشرت التساؤلات حول اختيار قناة الشرق لـ"الماوي" للحديث عنه والتعظيم من شأنه رغم وجود المئات من رجال الأعمال الشبان في مصر، ممن يملكون تجارب نجاحة في مجال البيزنس، بينما لا يمتلك "الماوي" أية تجارب حتى تسلط القناة الإرهابية عليه الضوء بهذا الشكل وفي هذا التوقيت الذي نشطت فيه مساعي الدولة المصرية لمحاصرة أموال الجماعة الإرهابية، فهل كانت رسالة قناة الشرق هي إبعاد الشبهات عن "الماوي" وعن الأموال التي يديرها؟

ظهر اسم محمد الماوي إعلاميًّا بين الأوساط الاقتصادية في عام 2011 عندما نشرت بعض الصحف خبرًا عن تقدمه ببلاغ للنائب العام يتهم فيه ياسر الملواني، رئيس شركة هيرميس وقتها، بالتهديد بقتله، قبل أن يحكم عليه بالسجن بتهمة النصب والشيكات بدون رصيد.

وداخل السجن توسعت شبكة علاقات الماوي حيث زامل الرئيس الراحل محمد مرسي في سجنه، قبل أن يخرج الثاني هربًا من السجن، وكان أول قراراته بعد توليه رئاسة الجمهورية العفو عن زميل الزنزانة محمد الماوي، بعفو رئاسي، لتبدأ رحلة الماوي الكبرى في الاستثمار بالبورصة المصرية.

بدأت مغامرات رجل الأعمال المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين بعد ظهوره اللافت على الساحة الاجتماعية والإعلامية في مصر بإقامة العديد من الفعاليات الاجتماعية والظهور الإعلامى على القنوات الفضائية، ليتساءل البعض عن إمكانية قيامه برد الجميل لزملاء الزنزانة والقيام بإدارة أموال الجماعة المحظورة في البورصة بغطاء خفي .

الضرائب: شهادة التوقيع الإلكتروني شرط للانضمام لمنظومة الفاتورة الإلكترونية 

عمل "الماوي" رئيسًا لجهاز تنس الطاولة بنادي الزمالك في ظل رئاسة الدكتور كمال درويش، حيث كان لاعبًا لتنس الطاولة إلا إن المستشار مرتضى منصور قام بشطب عضويته ومنه من الترشح لعضوية مجلس الإدارة في الانتخابات الماضية.

محمد ممدوح حسن الماوي تم سجنه عام 2012 وخرج بموجب عفو رئاسي من الرئيس محمد مرسي وقتها، وتردد أنه كان يعمل مع حنفي عوض، مستشار الرئيس الاقتصادي، وذلك ضمن المستشارين الاقتصاديين للرئاسة .

وحمل القرار رقم 122 لسنة 2012، بالإفراج عن أعضاء الجماعة الإسلامية والجهاد، وثلاثة متهمين بالضلوع في اغتيال الرئيس المصري السابق محمد أنور السادات، بالإضافة لعناصر تابعة لجماعة أنصار بيت المقدس.

ونص القرار الرئاسي الثاني من الكشف الأول بالعفو عن العقوبة الأصلية للمحكوم عليهم، البالغ عددهم 11، الواردة أسماؤهم وأرقام قضاياهم بالكشف الثاني المرفق، أولهم فتحي أحمد عبد الخالق عبد الله، وآخرهم محمد ممدوح حسن الماوي.

اختفى المناوي عن الساحة الإعلامية بعد 30 يونيو 2013 من مصر عقب الإطاحة بجماعة الإخوان المسلمين، وترددت أنباء عن سجنه عقب فض اعتصام رابعة العدوية ثم عاد في عام 2017 للظهور مرة أخرى في المشهد العام بشكل تدريجي، وظهر بشكل رسمي في عام 2018  في البورصة المصرية من خلال ثروة طائلة، استحوذ بواسطتها على عدد من أسهم  الشركات في البورصة على رأسهم الخليجية الكندية، وأدى ذلك إلى ارتفاع قيمة السهم من 7 جنيهات لنحو 70 جنيهًا، بجانب الاستحواذ على شركة الشروق لتداول الأوراق المالية كونها رخصة قديمة تمتلك رخصة للتداول في البورصات الأجنبية بجانب رخصة للتداول في الفوركس.

لم يكن الماوي يمتلك أي أموال حسب مصدر مطلع، في الفترة من عام 2008 وحتى عام 2010، وكان يقوم بالحصول على أموال معارفة للمضاربة في أسواق الأسهم والفوركس، وعند عودته للمشهد في 2018 بدأ الظهور في صورة الرجل الاجتماعي، حيث أقام العديد من الحفلات الاجتماعية بدعوة مشاهير الفن والرياضة على موائد الطعام، بجانب إعلاميين ورجال قضاء ونواب برلمان، فمن أين أتى بكل تلك الأموال؟ وهل هو واجهة لإدارة أموال جماعة الإخوان الإرهابية بعد هذا التاريخ الطويل المشترك بينهما؟.

وعلم "القاهرة 24" أن الهيئة العامة للرقابة المالية تجري تحقيقات حول أداء سهم الخليجية الكندية للاستثمار العقاري العربي، الذي شهد صعودًا كبيرًا على السهم في البورصة بشكل مبالغ فيه.

وحسب المعلومات التى حصل عليها "القاهرة 24"، فإن التحقيقات شملت إعلاميًا تليفزيونيًا شهيرًا تم استدعاؤه بمقر هيئة الرقابة المالية، بعد أن ظهر اسمه ضمن المتداولين على السهم في البورصة المصرية، والذي يتم مراقبته من قبل إدارة الرقابة على التداول بالهيئة.

وحسب مصادر مطلعة، فإن التحقيقات أوضحت أن الإعلامي الشهير أكد عدم علاقته بالتعامل بشكل مباشر في البورصة، وأنه لا يعلم شيئًا عن سهم الخليجية الكندية، مؤكدًا أنه منح صديقه رجل الأعمال محمد الماوي، رئيس مجلس إدارة شركة الشروق لتداول الأوراق المالية، مبلغًا من المال للاستثمار في البورصة.

علاقة الماوي بجماعة الإخوان المسلمين رجّحت حصولة على مبالغ كبيرة للمضاربة في البورصة على غرار عدد كبير من المشاهير ورجال الإعلام.

فيما يحاول من جهة أخرى إظهار محو تاريخه المتصل بجماعة الإخوان المسلمين عبر تكوين شبكة علاقات قوية مع عدد من النجوم والمشاهير في الفن والرياضي، كما يحرص على التودد لأعضاء مجلس النواب وعدد من المستشارين بشكل دائم.