ذكرى وفاة عادل خيري.. أخر أيامه على كرسي متحرك وشهرته جاءت "إلا خمسة"
المشكلة في العالم اللي احنا فيه مش إزاي توصلي.. لا إمتى توصلي.. متوصلش وخمسة.. حلاوتها إلا خمسة".. هذه كانت الكلمات الأخيرة للممثل الراحل عادل خيري في مسرحيته الشهيرة "إلا خمسة" التي قدمها على المسرح عام 1963، وتوفي أثناء عرضها عن عمر 32 عامًا.
الكلمات الأخيرة لعادل خيري على خشبة المسرح ربما تحمل في طياتها رثاءً للكثير من محبي الفنان الراحل الذين يشعرون بالحزن لأن عمره الفني 7 سنوات فقط والقدر لم يمهله كثيرًا في عالم الفن، لكن هذه الكلمات ربما تشير إلى أن الفنان الكوميدي وضع بصمته بالفعل في عالم النجومية والشهرة إلا خمسة، وحجز مكانة مميزة في قلوبهم قبل رحيله بسنوات قليلة.
وأن القدر نفسه جعل عادل خيري فنانا مشهورًا ومحبوبًا قبل رحيله، ومنحه فرصة دخول عالم التمثيل وتقديم أعمال كوميدية مميزة، فالكثير من جمهوره استمتع بأعماله الفنية وترحم على الكوميديا التي كان يقدمها هو ورفاقه في هذا العصر.
الـ 7 سنوات التي قضاها الفنان الراحل على المسرح كانت كفيلة بأنه تجعله نجما ينافس كبار نجوم الكوميديا وقتها ومنهم إسماعيل ياسين، وربما لم يكن كل ذلك ليتحقق لو أنه عمل بالمحاماة ولم يتجه للفن، إذ درس في كلية الحقوق بإصرار من والده الفنان بديع خيري، وكان يقدم بعض العروض المسرحية في الجامعة.
وكان عادل خيري نفسه يخطط لكي يصبح مخرجا ويدرس الإخراج في إيطاليا، لكن تغيرت ترتيبات حياته بعد وفاة النجم نجيب الريحاني صديق والده بديع خيري، فما كان من الأخير إلا أن يستعين بثلاث مواهب لمواصلة عروض الريحاني وإنقاذها وهم سراج منير وحسن فايق والثالث كان عادل خيري الذي أدهش الجميع بحضوره الطاغي على خشبة المسرح.
الفصل الأخير من حياة عادل خيري
قدم عادل خيري في المسرح العديد من الأعمال الناجحة ومنها "30 يوم في السجن" و"ياما كان في نفسي" و"حسن ومرقص وكوهين" و"الشايب لما يتدلع" و"إلا خمسة"، بينما في السينما قدم عملين فقط هما "لقمة العيش" و"أسرار البنات".
اهتمام الفنان الراحل بالتمثيل وعشقه للفن جعله يتناسى مرضه، إذ أصيب بداء السكري وأهمل في علاجه وتناول الأدوية، ولم يكن يلتزم بتعليمات الأطباء الذين نصحوه كثيرا بأن يهتم بصحته، ويبدو أن الفنان الراحل كان يشعر بثقل الحمل الفني والمسؤولية الملقاة على عاتقه فوالده كبر في السن ويجب عليه أن يكمل المسيرة الفنية التي بدأها والده مع نجيب الريحاني وأن يحافظ على الإرث الفني.
كل ذلك جعل عادل خيري لا يكترث بمرضه ولا يعترف به، وحافظ على إيقاع حياته السريع، وحاولت زوجته - التي كانت صديقته في الجامعة أيضا- أن تحرص على إعطائه الأدوية في موعدها خصوصا أنه كان يقف على خشبة المسرح وهو يعاني من المرض حتى أصيب بتليف الكبد، وقضى أيامه الأخيرة على كرسي متحرك من شدة المرض.
واكتفى عادل خيري في أيامه الأخيرة برؤية زميله محمد عوض يقدم عرضه المسرحي بدلا منه على خشبة المسرح، ليرحل عن عالمنا يوم 12 مارس عام 1963، ويترك في قلوب الجمهور ذكرى طيبة وأعمال كوميدية خالدة.