الصدفة تلعب مع القدر لتلتقي "هانم" ابنها بعد 14 عامًا بالشوارع
"لقاها بالصدفة".. 14 عامًا تفصل بين "هانم" وابنها، السيدة الخمسينية التي حُرمت من رؤية أطفالها الثلاثة بأمر من زوجها، الذي سمح للخلافات الزوجية أن تدخل بينهما وينتهي به الأمر بطردها من بيتها وحرمانها من أطفالها الثلاثة.
قررت هانم أن تلجأ لبيتها الأساسي حيث يوجد أهلها ولكن كان التخاذل هو موقفهم الوحيد، لم يحتضنوا "هانم" بعد طرد زوجها لها ولم يسعوا في حل الأمور، وبالتالي أصبحت شوارع الإسكندرية مسكنًا لها، و تحولت إلى غير العقلاء بالشوارع، حيث أصبحت تنطق بكلمات غير مفهومة وتسارعت الأمراض لجسدها الهزيل، ثم أتيحت لها الفرصة لتعمل في دار مسنين مع الإقامة بتلك المأوى الصغير، ولكن بات الحزن وآلام الفراق ملازمين لـ "هانم" حيث إن صورة أطفالها لم تفارقها أبدًا، محفورة بخيالها، ودائمًا ما كانت تردد أسماءهم، ومن بعدها ضعفت قواها الجسدية والنفسية وخرجت للشارع من جديد بعد مرور سنوات في تلك الدار.
شوارع الإسكندرية أصبحت مأواها الدائم وبدأت علامات الخرف في الظهور عليها فكانت في حالة يُرثى لها، ولكن الصدفة كانت سببًا في إنقاذها، حيث جاءت استغاثة لمؤسسة "معانا لإنقاذ إنسان" لالتقاط السيدة الخمسينية من الشوارع منذ حوالي ثلاث سنوات، وهناك كانت المفاجأة الثانية التي أحيتها من جديد حين أدرك ابنها مكان المؤسسة والتقى بها لأول مرة بعد سنوات طوال.
وقال محمود وحيد رئيس مجلس إدارة مؤسسة معانا لإنقاذ إنسان إن الكلمة الوحيدة التي باتت تنطقها السيدة هانم هي "نفسي أشوف ولادي" وشيئًا فشيئًا اتضحت حكايتها المؤلمة، ولأن حالتها بدأت تتحسن بدأوا في فهم قصتها وإنها تبحث على أبنائها حيث تعرضت للطرد من زوجها وحرمانها منهم.
وأضاف "وحيد" أن حالة هانم تحسنت كثيرًا وبدأت تشارك زملائها في المؤسسة في الأنشطة، وهي بداية الفرصة الثانية التي أبدلت حياتها، متابعًا "احنا بنزل صور الأنشطة دايمًا على صفحتنا على فيس بوك.. لغاية ما ابنها وهو عنده 23 سنة كان بيدور عليها وشاف صورتها بالصدفة".
وبيّن "محمود" أنه تلقى مكالمة استغاثة، ليفاجئ بالابن يطلب رؤية أمه ، الذي رأها للمرة الأولى بعد 13 سنة من الفراق، لكن ملامحه وصورته لم تمحو من ذاكرتها، رغم تجاوزه عامه الـ23، ويضيف "رغم كل السنين أول ما شافته عرفته وحضنته".
اختار "محمد" الحياة مع والدته بالمؤسسة، ليجتمع شملهما من جديد وأصبح يعمل معها في الدار ولا يفضل العودة إلى المنزل خوفًا من الأب، ولكنهم على تواصل مع باقي الأخوة كي تتمكن هانم من رؤيتهم.
في ذكرى ميلاده وشهر الأم.. محمد عبد الوهاب مُلحن أشهر الأغاني المصرية منها "ست الحبايب"
وأخيرًا قال "محمود" “المؤسسة هي مكان إعطاء المشردين بالشوارع فرصة ثانية للحياة، والآن أصبحت من أهدافها لم شمل العائلة، نحن سعداء إننا كنا سبب في جمع أم لأبنها وضمه لحضنها بعد حرمان طال أكثر من 14 عامًا”.