“أحلام إلهام”.. قصة صعيدية انتقلت للعالمية بالاستثمار في مخلفات الرمان (صور)
في أحد مراكز محافظة أسيوط في صعيد مصر والشهير بزراعة الرمان، بدأت ابنة مركز "ساحل سليم" في مشروعها للاستفادة من مخلفات الفاكهة التي تملأ شوارع المركز في نهاية كل موسم، لتنطلق بعد ذلك بفكرتها إلى المحافل الدولية.
بدأت إلهام محمد في تنفيذ مشروعها بإنتاج “دبس الرمان” بعد أن لاحظت تواجد مخلفات الرمان بكثرة بعد نهاية كل موسم له، بالإضافة إلى توافر حبات الرمان التي وصلت إلى مرحلة متقدمة من النضج أو ما تُعرف باسم "رمان الشرُق" والذي يعزف عن شرائها العديد من الأشخاص.
مشروع “إلهام” تطور لاحقًا ولم يقتصر فقط على دبس الرمان حيث شمل استخدام المخلفات في صناعة مستحضرات التجميل، فضلًا عن دخولها صناعة الأعلاف الحيوانية، بالإضافة إلى الأدوية البيطرية.
بداية الفكرة كانت عام 2015، عندما عرضت “إلهام” على المركز المصري لخدمة وتطوير الجمعيات والمؤسسات الأهلية، تدشين جمعية للاستفادة من المخلفات الزراعية بالقرية خاصة الرمان لاشتهار مركز ساحل سليم بزراعته.
بدوره ساعدها المركز للوصول إلى منظمة العمل الدولية، والتي عملت على تمويل المشروع من حيث المعدات والأجهزة، "بدأنا بمعدات بسيطة حيث كنا نستعمل العصارات اليدوية والطناجر الالستانلس ستيل التي تستخدم في غلي الرمان حتى يتم تصفيته من الماء"، تقول “إلهام” خلال حديثها لـ"القاهرة 24".
وتوفر جمعية "بادر" لتنمية الصعيد التي دشنتها “إلهام” ما يقرب من 70 فرصة عمل لأهل قريتها، حيث يصل عدد العاملين داخل المقر 50 شخصًا، و20 أخرين يعملون من المنزل وهم السيدات المعيلات لأطفالهن لذلك لا يستطيعون البقاء لفترات طويلة خارج المنزل، علاوة على السيدات الحوامل اللاتي يضطررن للعمل من المنزل، وتبدأ عملية صناعة دبس الرمان باختيار الرمان الذي وصل إلى مرحلة متقدمة في النضوج، وبعدها مرحلة "الغسيل" ثم "التفصيص" وصولًا إلى أخر مرحلة وهى "العصر".
"رمز الصمود والعطاء والتضحية".. القومي للمرأة يحتفل بيوم المرأة المصرية
تقول إلهام في حديثها لـ"القاهرة 24"، إن المشروع بدأ في التوسع والتطور بعد أن تم تكريمها من وزير التجارة والصناعة في العام 2017، وبدأت مشاركتها في العديد من المعارض محليًا تابعة لوزارة الزراعة حيث شاركت إلهام في 8 معارض، بالإضافة إلى دعوتها في المعارض الدولية، مثل المعرض التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في دبي، والمعرض الخاص بمنظمة بوسيتف إينرجي" في ماليزيا، ومعرض الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد) في إيطاليا.
لم تكتفِ صاحبة الـ32 عامًا، بالتركيز فقط على الاستفادة من فاكهة الرمان الذي يمتد موسمها لـ5 أشهر فقط بداية من شهر يوليو حتى شهر نوفمبر، حيث بدأت الجمعية بجانب صناعة دبس الرمان في عملية "تفصيص" الرمان وتعبئته وبيعه لمحلات الـ"السوبر ماركت" وذلك بعد اختيار حبات رمان ذات معايير معينة تختلف عن المستخدم في صناعة "الدبس"، بجانب استغلالها لقشر الرمان وطحنه لاستخدامه في صناعة العديد من مستحضرات التجميل، ومنتجات أعلاف الحيوانات.
بيان منتدى النسوية الإسلامية بشأن مشروع قانون الأحوال الشخصية الجديد
وتضيف إلهام في حديثها لـ"القاهرة 24"، أن المشروع بدأ في التوسع أكثر بعدما قررت شراء التوابل والأعشاب التي تشتهر بها قريتها، من المزارعين لتغليفها وبيعها، بالإضافة إلى الانخراط في صناعة المخبوزات الريفية والتي دفع وكيلة وزير الزراعة لإنشاء منفذ بيع خاص بها حتى تتمكن من بيع منتجاتها.
كما عملت على تجفيف الفواكه الأخرى لتوفيرها في غير مواسمها، وتوفير فرص عمل للسيدات اللاتي يعملن فقط أثناء موسم زراعة الرمان فقط، مضيفة أنها تهدف إلى إنشاء محطة كبيرة مخصصة لتجفيف الفاكهة حتى تتمكن من التوسع في التجارة بها وتصديرها للخارج.
تعمل “إلهام” وهي أم لطفلين أيضًا خلال الفترة الحالية على توسيع أعمال الجمعية الخاصة بها وفتح أكثر من مقر لها في عدد من المحافظات لا سيما القاهرة، كذلك التركيز أكثر على تصدير المنتجات للخارج، بجانب الانخراط أكثر في العمل مع شركات الأدوية البيطرية ومستحضرات التجميل وليس التركيز فقط على صناعة منتجات "دبس الرمان".