صراع على عرش العشيرة المحمدية ينذر بالانفجار ويضع "الطرق الصوفية" في مأزق

تشهد العشيرة المحمدية، إحدى أشهر الطرق الصوفية، حالة من التخبط والفوضى بسبب الصراع على شياخة الطريقة، بعد وفاة شيخها السابق نور عصام محمد زكي إبراهيم، قبل عدة أشهر، إذ ينص قانون الطرق الصوفية على توريث منصب شيخ الطريقة إلى الابن، وفي حالة عدم وجوده إلى الأخ، وهكذا إلى أقرب شخص تالٍ، ومع وفاة "نور الدين"، في عمر مبكر، فإن شغور المنصب فتح باب الصراعات حول تحديد أقرب شخصية له.

واشتدت حالة الصراع في الآونة الأخيرة، بشكل ينذر بدخول الطريقة حالة من العنف إذا واصل المجلس الأعلى للطرق الصوفية تأخره في اعتماد اسم شيخ الطريقة الجديد وحسم هذا الأمر، فيما كشفت مصادر لـ"القاهرة 24" أن الصراع على "عرش الطريقة" يعود للتمسك بما يوفره المنصب من هيبة وسلطة وتحكم في قدر كبير من الأموال والتبرعات والأملاك. 

وشهدت الأشهر الماضية مبايعة العميد أشرف وهبي، ابن عم والد شيخ الطريقة السابق، وابن شقيق محمد زكي إبراهيم، مؤسس الطريقة، لكن خلافات مع أسرة الراحل، أخرت تنصيبه رسميًّا واعتماده من مشيخة الطرق الصوفية، ليبرز بعده اسم زكي الدين جمال محمد زكي إبراهيم، وتتم مبايعته شيخًا لطريقة العشيرة المحمدية ويتنازل له الأول بعد توافق المجلس الأعلى للطرق الصوفية، لكن استمرت حالة الصراع والخلافات مع أسرة الشيخ الراحل، التي ترغب في تسمية أحد أبنائها للمنصب.

وكانت أسرة الشيخ الراحل "نور الدين"، دفعت بالطفل "يوسف" (14 عامًا) ابن شقيق الراحل، ليكون شيخًا للطريقة مع تسمية وصي عليه حتى يبلغ سن الرشد، لكنها تراجعت عن هذه الخطوة لاحقًا، ودفعت بـ"كريم النجدي" الذي تقدم بأوراقه للمجلس الأعلى للطرق الصوفية ليتولى شياخة طريقة العشيرة المحمدية، خلفا لخاله الراحل "نور الدين" باعتباره أقرب شخص له.

وفي حين يرى الطرف الأول أن "النجدي" ابن أخت غير شقيقة للراحل "نور الدين"، فإن أسرة الأخير تتمسك بأنه يظل أقرب الأشخاص إليه وأنه الأحق بالمنصب، لكن آخرين يرون أن والدة الراحل هي من تحرك الأمور من خلف الستار، وتتمسك بأن يظل المنصب تحت أيديها تمريره إلى حفيدها بعدما توفي نجلها، ويساعدها في ذلك ولاء البعض من المنتمين للطريقة، باعتبار أن الأسرة التي تتولى الشياخة منذ فترة طويلة.

وقال مصدر من داخل العشيرة المحمدية، إن العميد أشرف وهبي، أول من تمت مبايعته لتولي مشيخة الطريقة خلفا لـ"نور الدين"، كان في طريقه لتولي المنصب رسميا، لولا خلافات مع والدة الراحل حول طريقة إدارة الطريقة، وإعادة بعض الأسماء التي تم تنحيتها في السابق مثل الدكتور محمد مهنا، الذي كانت له وجهة نظر مختلفة في تسيير بعض الأمور.

وأوضح المصدر، أنه لا يوجد توافق بين مريدي الطريقة على تولي "كريم النجدي" شياخة الطريقة، بينما تتمسك أسرة الراحل و"النجدي" بأنه أقرب الأشخاص إليه وأنه الأحق، وتقدم بأوراقه بالفعل إلى المجلس الأعلى للطرق الصوفية.

وتستمر الأزمة وسط حالة من الاحتقان بين طرفي النزاع على شياخة الطريقة، فيما أكد المصدر أن الوضع ينذر بالانفجار في أي وقت، مع استمرار "الأعلى للطرق الصوفية" في عدم حسم الأمر، وإطالة أمد الأزمة.

ومنذ بدء الأزمة ويسعى عدد من كبار مشايخ الطرق الصوفية في تهدئة الأمور، لكن دون جدوى.

الطريقة المحمدية تنتظر شيخها.. ومشيخة الطرق تتريث وتراقب الاختيار الأصلح

اختيار الطفل يوسف ولاء شيخًا للعشيرة المحمدية الصوفية.. وتنصيب رجل أعمال شهير وصيًا عليه (خاص)