"أم وأب في نفس الوقت".. منار زوجة الشهيد أحمد المنسي تصارع الحياة لتربية أولادها بمفردها (صور)
دق ناقوس البطولة يوم 7/7/2017، خلال معركة البرث، أو ما أطُلق عليها "ملحمة"، لما تحتويه من استشهاد العديد من أبطال قواتنا المسلحة، أثناء معركتهم الدامية أمام العدو الإرهابي الغاشم، إلا أن قائدها حٌفر أسمه في جميع الأذهان، حتى لٌقب بـ"الأسطورة"، نظرًا لجولاته البطولية الكثيرة ذد الإرهابين، فعلى الرغم من مرور ما يقرب من 4 أعوام على اهذا الحادث المفجع، إلا أن السيدة منار سليم زوجة الشهيد البطل أحمد المنسي، تخوض معركة على جانب آخر من خلال تربيتها لأولادها الثلاثة بمفردها.
أوضحت منار، أن المسؤولية التربوية عليها قاتلة، بشأن أطفالها الثلاثة وهم حمزة 11 سنة، وعليا 7 سنوات ونصف، أما علي فيبلغ من العمر 3 سنوات فقط، مشيرة إلى أن طبيعة عمل البطل الشهيد ساعدتها كثيرُا في تربية أولادها بعد استشهاده.
طبيعة عمل الشهيد ساعدها في تربية الأطفال بعد رحيله
قالت منار "للقاهرة 24": طبيعة عمل زوجي الشهيد البطل أحمد المنسي، ساعدتني كثيرًا في تربية الأولاد، نظرًا لعدم تواجده بشكل كبير في المنزل، مضيفة:" كنت بتعامل مع طبيعة شغل زوجي على أنه أمر واقع، وأن الإنسان بيتكيف على الظروف اللي هو فيها، وأنا اتحطيت فيها من أول يوم.
واستكملت: من أول يوم خطوبة، وأنا عندي فكرة من طبيعة شغل الظباط ومقدرة جدًا إن ظباط الجيش مش موجود طول الوقت، وكنت عارفة أن المسؤولية عليّ كبيرة، وهبقي بقضي حاجات البيت الداخلية والخارجية هابقي أم وأب في نفس الوقت.
مكنتش عارفة أوصل فكرة الموت لأولادي
من جانبها أستطردت قالئة: "واجهتني مشاكل كتير عشان أوصل فكرة استشهاد أحمد لعليا وعلي لأنهم كانوا صغيرين جدًا وقت الاستشهاد، عكس حمزة كان 9 سنوات وفاهم، حاولت أفهمهم أن بابا عند ربنا فوق، ولما بروح المقابر بقولها بابا هنا، وده كان بيشتتهم ازاي عند ربنا وأزاي هنا، مكنوش مدركين يعني أيه الروح تنفصل عن الجسد.
وتابعت: حاولتٌ إيصال الفكرة كاملة إليهم، إلا بعرض مسلسل "الاختيار" رمضان الماضي، من خلال متابعتهم الدقيقة لحلقات المسلسل، مشددة: عرفوا باباهم راح فين وفهم حجم الضحية اللي قدمها باباهم للوطن، وعشان ربنا بيحبه أخده عنده وكرمه.
"لازم أتابع مع الولاد كل حاجة في الدراسة والتمرين وفي الدروس وفي البيت والتعليم والتوجيه والصلاة"، منار توضح محاربتها لتربية أولادها تربية صالحة.
الشهيد البطل كان غائبًا حاضرًا
وأشارت أن الشهيد البطل كان يتابع أمورهم الحياتية يوميًا عبر الهاتف، أو بمجيئة إلى الى المنزل، إلا أنه كان معتمد اعتماد كلي في تربيتهم عليّ.
أم عن لحظة الاستشهاد، فقالت: "حمزة كان 9 سنين وقت الاستشهاد كان فاهم وعارف كل حاجة مش محتاج أعرفه، وعاشها بكل تفاصيلها، لكن عليا وعلي كانوا صغيرين جدًا، مكنوش مدركين اللي بيحصل".
عظمة تضحية المنسي كانت الداعم النفسي الأساسي للأسرة
و عن دورها في خروج اطفالها من صدمة الاستشهاد أكدت، قائلة:" حمزة مش أنا اللي خرجته من الصدمة النفسية للاستشهاد، ولكن التضحية الرهيبة اللي عملها والده، والفخر والعظمة اللي سابوا لينا، و الاحساس بالزهو، هو ده اللي خرجمنا من الأزمة النفسية، مشددة:" بنشكر ربنا على نعمة اللي ادهالنا، هو ده اللي صبرنا على فراقه أنه في مكان عظيم عند ربنا، مع سمعته الطيبة والتاريخ اللي كتبه لنفسه قبل استشهاده.
أما عن المساعدة والدعم، فأشارت منار أن الله هو الداعم الأساسي لها، ثم الشعب المصري بجميع أطيافه، خاصةً مع عيشها في محافظة الإسماعيلية بمفردها مع أطفالها، نظرًا لعملها بهيئة قناة السويس، وقالت:" الناس اللي بيتشوفني في الشارع، أو لما بشترى بس حاجة من محل وأي حد بيقدر يعملي حاجة، سواء الحكومة أو الجيش، والقوات المسلحة في المقام الأول، مشددة على سؤالهم الدائم عليها وعلى أولادها، وفقصا لتوجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووزير الدفاع.
"أنا حاليًا أم وأب"، عليّ مجهود بدني وذهني كبير جدًا، منار تشير إلى صعوبة الحياة بعد فقدانها العمود الرئيسي للأسرة زوجها الشهيد.
وقالت: "بقيت أب و أم من خلال المجهود البدني، بتعب مع الاولاد جوه وبره البيت، مع التمارين والدروس والمذاكرة والسفر والامتحانات، وده مجهود جسماني فائق، لكن زاد عليه المجهود الذهني.
هموم المستقبل تلاحق منار
"مش بعرف أنام بليل"، هكذا توضح منار معاناتها بسب التفكير المرير بشأن مستقبل أولادها، من جانبها أضافت، قائلة: أحمد هو اللي كان مسؤول عن التخطيط للمستقبل كل طفل فيهم، وليّ وللأسرة بشكل عام، دلقوتي أنا اللي بفكر وبخاف وأخطط أو أفكر في حاجة غلط، وده بيخلني مش بعرف أنام طول الليل من التفكير.
