الأم المثالية بالغربية: خرجت ثلاث طبيبات من تربية الطيور.. وتكريم الرئيس "تعويض عن رحلة كفاح"
قالت صبحية حسن المرسي الموظفة بمديرية الطب البيطري بالغربية والقاطنة بقرية محلة مرحوم مركز طنطا بمحافظة الغربية، والحاصلة على لقب الأم المثالية عن محافظة الغربية هذا العام، إن تكريم الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية لها كان بمثابة التعويض عن سنوات ورحلة المعاناة والكفاح في الحياة.
وأضافت الأم المثالية، أن لقاء الرئيس في حد ذاته يعد فخرًا لها، وأنها تشعر بالفرحة والسعادة لتكريمها من رئيس الجمهورية وحصولها على لقب الأم المثالية لهذا العام عن محافظة الغربية، لافتة "أنجبت من زوجي ثلاث بنات هن أميرة 30 سنة طبيبة أطفال ومتزوجة ولديها ابن، وإيمان 31 سنة طبيبة أمراض جلدية ومتزوجة ولديها ولد وبنت، وآخر العنقود أسماء صيدلانية مخطوبة".
وروت الأم المثالية بمحافظة الغربية لعام 2021 والبالغة من العمر 57 عامًا تفاصيل حياتها قائلة: “عملت مع زوجي في تجارة الطيور إلى جانب عملي موظفة بمديرية الطب البيطري لتوفير متطلبات الحياة”.
وأضافت أن زوجها أصيب في عام 1994 بمرض الفشل كلوي وكبدي ما أقعده عن العمل، بالتزامن مع ولادة ابنتها الثالثة، والتي أصبحت حاليا صيدلانية، وبالرغم من ذلك لم تتوان عن الوقوف بجانب زوجها أثناء رحلة علاجه والتي استمرت لمدة 14 عامًا.
وتابعت، أنها تحملت تكاليف علاج زوجها وتنقلت معه في جميع المستشفيات فكانت تسافر يوميا في الصباح الباكر، وتعود ليلا لترعي بناتها الثلاثة وكانوا في أعمار تتراوح بين مابين 5 سنوات وشهور للصغري.
وأوضحت، في تلك الفترة كنت أذهب لعملي صباحا ثم أعود للمنزل لرعاية بناتي وتجهيز الطعام لهن، وأذهب يوميا للاطمئنان على زوجي بشبين، ثم تدهورت الحالة الصحية لزوجي، وتم نقله إلى معهد ناصر بالقاهرة، واستمرت رحلة المعاناة بنفس الوتيرة لسنوات لم يشهد زوجي خلالها امتحانات البنات في المرحلة الثانوية.
وكشفت الأم المثالية لـ "القاهرة 24" أنها أصيبت خلال رحلة علاج زوجها بمرض الدرن نتيجة انتقال عدوي من زوجها في الجهاز التنفسي، ورفضت الإقامة والعلاج داخل المستشفى بسبب عدم وجود من يرعى بناتها وحتى لا تتأثر نفسيتهن.
واستكملت الأم المثالية حديثها بأن زوجها توفي بعد رحلة طويلة من المرض، واستكملت حديثها مع بناتها، فظلت تعمل في تجارة الطيور بجانب عملها مما أصابها بانزلاق غضروفي مما تطلب إجراء عملية جراحية وراحة تامه لكنها رفضت توفيرًا النفقات المعيشية.
وكشفت صبحية أنها واجهت تحديًا آخر في حياتها عندما أصيبت الابنة الوسطى بورم سرطاني في الغدة الدرقية، وتم إجراء جراحة لاستئصالة ولم تتوانَ عن رعاية ابنتها في المرض.
تستكمل الأم المثالية حديثها قائلة مرت سنوات والتحقت الابنه الصغرى بكلية الصيدلة وتحقق حلم الأم مؤكدة أن المرحلة الدراسية على أي طالب وعلى كاهل أي أسرة، ولكنني كنت أشجع بناتي على الجد والاجتهاد والمذاكرة والمثابرة حتى يتفوقن ويصلن لأعلى المراتب العلمية وبالفعل كن على مستوى المسئولية وتحملن معى المشاق حتى أصبحن طبيبات أفخر بهن جميعا".
الأم المثالية بالغربية عطاؤها لم ينقطع حيث أشارت بأنها تقوم حاليا برعاية ابنتها الثالثة حتى تتزوج وتكون حياتها الخاصة.