في ذكرى ميلاد "دنجوان" السينما.. أبرز محطات أحمد رمزي منذ ميلاده بالإسكندرية
الواد الشقي وفتى الشاشة العربية، ودنجوان السينما المصرية، ألقاب عُرف بها الفنان أحمد رمزي، والذي سجل علامة مميزة للشاب المرح والمشاغب، صاحب البهجة مثلما أطلق عليه صديقه عمر الشريف، وفارس أحلام فتيات فترة الخمسينيات والستينيات، وذلك خلال مسيرته الفنية التي قدم خلالها 113 عملًا فنيًّا حتى وافته المنية عن عمر يناهز 82 عامًا.
وعلى الرغم أن حياة أحمد رمزي الفنية تميزت بهذا الطابع المرح، فإن حياته واقعيًّا كانت مليئة بالأحداث الدرامية، وربنا هذا ما جعله يغاير الواقع محاولًا الخروج عن النص لصناعة حالة فنية فريدة يسيطر عليها قصص الحب، ويجسد شخصيات لا تخلو طباعها من وجود المرح.
نشأته
ولد "رمزي" بالإسكندرية في مثل هذا اليوم الموافق 23 مارس، لأب مصرى يُدعى "محمود بيومي" والذي كان يعمل طبيبًا وأم أسكتلندية تُدعي "هيلين مكاي"، والأسم الحقيقي له هو رمزي محمود بيومي، وكان له شقيق واحد وهو الطبيب "حسن".
وكان للإسكندرية طابع خاص في حياة الفنان الراحل، حيث كان دائما ما يذكرها في حوارته الصحفية بأن نشأته الإسكندرانية أثرت بشكل كبير علي طباعه المرحة الودود التي تميز بها في الحقل الفني.
مدرسة "كلية فيكتوريا"
بدأ الفنان الراحل، حياته من مدرسة الأورمان بالإسكندرية، وبعدها التحق بكلية فيكتوريا، وهي واحدة من أعرق مدارس المحافظة التي كان يلتحق بها في تلك الفترة أبناء الطبقة الراقية، وأبناء الملوك والمشاهير.
صداقة الطفولة مع عمر الشريف
وكان لهذه المدرسة سبب غير مباشر في دخول الفنان أحمد رمزي إلى عالم الفن، حيث زامل فيها الفنان عمر الشريف، وظلا معًا طوال رحلتهم في الحياة حيث كانت تربطهما علاقة صداقة قوية، وكذلك جمعتهما المدرسة بالمخرج الكبير يوسف شاهين.
وفاة والده
وفي 1939 والفنان الراحل في سن التاسعة، بدأت أمور حياته المرفهه الثرية تنقلب رأسًا على عقب، حيث خسر والده الطبيب الشهير ثروته في البورصة، وتعرض لصدمة مؤلمة مات على أثرها من حسرته.
وبعدها بدأت والدته العمل كمشرفة على طالبات كلية الطب بالإسكندرية حتى تستطيع تربية ولديها والإنفاق عليهما، وبالفعل حقق حلمها الابن الأكبر "حسن" وأصبح طبيب عظام، أما "رمزي" فكانت موهبته الفنية هي هدفه الأول منذ طفولته.
فشل في دراسة الطب
التحق "رمزي" بكلية الطب جامعة الإسكندرية، لكنه لم يستمر فيها ويحقق حلم والدته بأن يكون طبيبًا مثل والده وشقيقه، حيث كان يراوده حلم آخر جعله لا يستطيع مواكبة دراسة الطب الصعبة، وهو حلم دخول عالم الفن، وانتقل في تلك الفترة من كلية الطب إلى التجارة.
بداية مشواره الفني
وبدأ "رمزي" مشواره الفني عن طريق الصدفة التي جمعته بصديقه عمر الشريف، أثناء وجودهما في نادي البلياردو في القاهرة، فدخل إليهم المخرج حلمي حليم للاتفاق مع "الشريف" على بطولة فيلم "أيامنا الحلوة"، وما أن شاهد رمزي حتى وجد فيه صفات الشاب الذى يمكن أن يجسد الشخصية المرحة في الفيلم مع ثالثهم الفنان الذي كان يعتبر وجه جديد حينها عبد الحليم حافظ.
ابن من ذوي الاحتياجات الخاصة
ولم تقف الأحداث الصعبة التي تعرض لها "رمزي" في حياته مع تغير وضعه الاجتماعي بعد وفاة والده، بل ازدادت حينما تزوج من محامية يونانية تُدعى "نيكولا" وأنجب ولده الأول "نواف" واكتشف أنه معاق ذهنيا ولا يستطيع الكلام أو الحركة، الأمر الذي دفعه لترك نجله في مدرسة داخلية بالعاصمة البريطانية لندن، حتي يتلقي معاملة جيدة، وظل طوال حياته شديد الحرص على زيارته.
ولم تكن الزيجة السابقة هي الأولى في حياة الفنان الراحل، حيث سبقها زواجه في عام 1956 من عطيات الدرملى ابنة الأسرة الأرستقراطية ووالدة ابنته باكينام، والثانية كانت زيجة قصيرة لم تستمر سوى أيام من الراقصة نجوى فؤاد، بعدها استأنف حياته الزوجية مع زوجته الأولى، ثم انفصلا ليتزوج من المحامية اليونانية نيكولا، وأنجب منها ابنته نائلة وابنه نواف.
113 عملًا فنيًّا
وطوال تلك الفترة كان الفنان الراحل في ريعان نجوميته الفنية، التي قدم خلالها أكثر من 113 عملًا فنيا، ومن عام 1975 بعد مشاركته في فيلم "الحب تحت المطر"، قرر الابتعاد عدة سنوات عن السينما حتى عاد من خلال فيلم "حكاية وراء كل باب"، ثم غاب مجددًا، وعاد إلى السينما عام 1995 من خلال فيلم "قط الصحراء"، وبعدها شارك عام 2000 في فيلم "الوردة الحمراء" ومسلسل "وجه القمر"، واختفى مرة أخرى ليظهر في عام 2007 بآخر أعماله الفنية بمسلسل "حنان وحنين" مع صديق عمره الفنان عمر الشريف.
عمله بصناعة السفن
وقبل أن يبتعد "رمزي" عن الوسط الفني بشكل كامل ومع أواخر أعماله، اتجه إلى العمل في صناعة السفن، فعاد مرة أخرى إلى الإسكندرية، وعاش في فيلا خاصة بالساحل الشمالي، وبالفعل قدم السفينة الأولى بشكل حقق ربحًا كبيرًا، ولكنه عندما شرع في بناء السفينة الثانية، جاءت "حرب الخليج" ودمرت السفينة، فخسر أملاكه وطاردته البنوك وصدرت ضده أحكام بالحبس.
دفنه بالإسكندرية
وبعد حياة كانت مزيجًا ما بين الحب والفن تارة والصدمات والخسائر تارة أخرى، توفي الفنان أحمد رمزي في 28 سبتمبر عام 2012 عن عمر ناهر 82 عامًا إثر جلطة دماغية بعد سقوطه على أرضية حمام منزله، نتيجة اختلال توازنه، ودفن في الساحل الشمالي بالإسكندرية.
