إغلاق يوم بقناة السويس يعطل 9 مليارات دولار وسط خسائر فادحة للشحن العالمي
لازالت الجهود المضنية لتعويم السفينة الجانحة بقناة السويس "إيفر جيفن"، مستمرة لليوم الثالث على التوالي ليلا ونهارًا؛ لإعادة الحركة الملاحية للمر الملاحي الأهم في العالم، لكن في هذه الأثناء لا يزال عداد الخسائر التي تتكبدها عملية الشحن العالمي مستمرة.
وبالإضافة إلى 156 سفينة عالقة شمال وجنوب قناة السويس، في انتظار استئناف الحركة؛ تظهر بيانات نظام التعرف الآلي للسفن "AIS" استمرار 300 سفينة أخرى في طريقها نحو القناة خلال الأسبوعين المقبلين؛ ما يشير إلى تراكم أكبر للسفن حول المجرى المائي خلال الفترة المقبلة، مع الأخذ في الاعتبار أن بعض السفن لا يزال بإمكانها تغيير وجهتها، وذلك وفقا لتحليل نشرته وكالة "أسوشيتد برس" بالتعاون مع شركة "Refinitiv".
وتقدر مجلة الشحن الشهيرة Lloyd's List أن كل يوم تُغلق فيه قناة السويس، يعطل أكثر من 9 مليارات دولار من البضائع التي يجب أن تمر عبر القناة، موضحة أن ربع الحركة الملاحية اليومية في قناة السويس، تتمثل في سفن الحاويات مثل السفينة إيفر جيفن.
السفينة الجانحة
وتعاني حركة الشحن العالمية بالفعل من الضغوط بسبب جائحة كورونا، ومع توقف العبور في قناة السويس فإن تأثير ذلك لن يكون بسيطا أو فوريا لكنه سيمتد لعدة أسابيع، متمثلا في تأخر الشحنات، وفقا للرئيس التنفيذي لشركة شحن الحاويات SeaIntelligence Consulting، لارس جنسن.
وأضاف جنسن، أن "تعطل شيء مثل قناة السويس يدفع بالفعل عددًا من أحجار الدومينو إلى إسقاط بعضها البعض، وسيكون له تداعيات تمتد لعدة أشهر على سلسلة التوريد."
ومن جملة المتأثير بالوضع الحالي في القناة، إمدادات النفط والغاز إلى أوروبا من الشرق الأوسط، والتي تعتمد على العبور في قناة السويس لتجنب الإبحار حول إفريقيا.
ووفقا لشركة Leth Agencies المزودة للخدمة بقناة السويس، فإن ما إجمالية 156 سفينة عالقة بمنطقة قناة السويس، موزعة على 48 سفينة تنتظر في ميناء بورسعيد بالشمال. و38 سفينة في بحيرة المرة الكبرى (منتصف القناة). و70 سفينة منتظرة بميناء السويس بالجنوب، وذلك منذ أمس الأربعاء.
ووفقا لآخر بيانات هيئة قناة السويس، فإنه يجري حاليا التكريك بمنطقة جنوح سفينة الحاويات البنمية العملاقة EVER GIVEN، لإزالة من 15 إلى 20 ألف متر مكعب من الرمال المحيطة بمقدمة السفينة؛ وذلك للوصول للغاطس الملائم لتعويمها والذي يتراوح من 12 إلى 16 مترا.
وتفقد الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، أعمال التكريك التي تتم بواسطة الكراكة مشهور بداية من مساء الخميس، بالتنسيق مع شركة الإنقاذ الهولندية SMIT والتي تتابع جهود التعويم من أعلى سفينة الحاويات البنمية.
وكانت أعمال التكريك التمهيدية قد بدأت أمس الأربعاء بواسطة الكراكة العاشر من رمضان.