حكمت كفرعون لمدة 20 عامًا.. مومياء ملكة قامت بأضخم بعثة لبلاد بونت
في شوارع القاهرة وبالتحديد يوم 3 إبريل المقبل، ترحل ملوك مصر القديمة من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة المصري بالفسطاط، وضمنهم ملكات حكمن مصرالفرعونية من بلاد طيبة، “حتشبسوت ” وتولت عرش البلاد ما بين عامين 1479 إلى 1458 قبل الميلاد، وتغادر حتشبسوت متحف التحرير على عربة فرعونية تشبة العجلات الحربية في مصر القديمة، وعليها الألقاب الخاصة بها باللغة المصرية القديمة ومنها “M3ˁ.t-k3-Rˁ” والذي تقرأ "ماعت كا رع"، وتعني العدل وروح رع.
حتشبسوت مدير بيت الإله سنموت
عندما تولت حتشبسوت العرش فكرت في بداية الولاية في تكوين مجموعة ملكية تضم عددًا من رجال الدولة المخلصين لبلادهم، الذين أظهروا مهارة وقوة من أبناء عصرها وذلك لتستعين بخبراتهم النابغة في شئون حكم البلاد والقضاء على الأعداء، ولتضرب ضربتها الحاسمة عندما تحين الفرصة، على أنه لم يفتها أن تجعل رجال الدولة القدامى لا ينفضون من حولها، وبعد ذلك التفكير وقع الاختيار على شاب نشط قوي طموح يسمى "سنموت" وقد رأى بثاقب نظره أن الفرصة سانحة ليكون لنفسه منذ باكورة هذا العهد الجديد مجدًا خالدًا، وبعد ذلك وحدت الملكة القوية روحها بروح “سننموت”، وجعلتة المربي الأول لابنتها الابنة الملكية “نفرو رع”.
حتشبسوت والحملة على بلاد بونت
تمكنت الملكة حتشبسوت السيطرة على مصر السفلي والعليا بعد توليها حكم البلاد، وبعد ذلك أنشئت معبدًا يحمل أسمها وليُدون على جدرانة جميع ما قامت به الملكة من الأعمال لوالدها آمون رع، ثم لها، وفكرت الملكة في إرسال حملة سلمية إلى بلاد بونت، لتحضر منها الأشجار ذات الروائح العطرية التي اشتهرت بها تلك البلاد النائية، وهي التي كانت تُعد في نظر المصريين بلاد الآلهة، حيث كانت الرحلة في هذه البلاد ذات قيمة عظيمة للمصريين وبخاصة لأنها كانت منبع شجر المر والذي كان يُستخدم بخورًا في الاحتفالات والشعائر الدينية، هذا فضلًا عن أنها كانت تمد المصريين بمنتجات أخرى مثل التبر والأبنوس والعاج والحيوان.
اكتشاف مومياء حتشبسوت
كشف عالم الآثار البريطاني هاورد كارتر مقبرة حتشبسوت والتي يرمز إليها بـ “KV20” في عام 1903م، وقد قال عن ذلك الأنجاز أنه واحد من أصعب الأعمال التي أشرف عليها طيلة مساره المهني، وكشف العالم البريطاني عن مومياءتين لامرأتين عاريتين وبعض الأوز المحنط، ولم تحظ هذه المومياوات باهتمام هاورد كارتر ظنًا منه أنها ليست ذات أهمية، وجاء ذلك عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس بعمل تحليل للمومياءتين، وأثبتت أن المومياء “KV60a” تعود للملكة حتشبسوت وذلك بجانب الضرس، ويتمثل ذلك في الأدلة التشريحية الخاصة بالسمات التشريحية لأسرة الملوك التحامسة وهما تحتمس الأول والثاني والثالث التي تنتمي إليها حتشبسوت.
حتشبسوت والصراع مع مرض السرطان
رجح بعض العلماء أن الملكة حتشبسوت توفت بسبب مرض سرطان الحوض، ذلك نتيجة استخدامها أدوية تحتوي علي مواد مسرطنة، فقد كانت الملكة تعاني من مرض جلدي في وجهها ورقبتها، فبعد فحص قنينة عطر خاصة بالملكة وجد خبراء الأدوية العديد من الكربوهيدرات المشتقة من “الكريوسوت Creosote” والتي من المحتمل أن لها تأثيرات مسرطنة، كما وجد أيضًا مادة (بينزو الفا بيرين) والتي تعد أحد أشد المواد المسرطنة خطورة، والتي تعد السبب في الإصابة بسرطان الرئة عند المدخنون.
مومياء الملكة حتشبسوت تحت كبسولة الهيدروجين
قبل نقل مومياء الملكة حتشبسوت مع 22 مومياء ملكية من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة، تم وضعهم أسفل كبسولات الهيدروجين للحفاظ عليهم من عوامل الجو الخارجية، وذكرت مصادر من وزارة السياحة والآثار أن مومياء حتشبسوت تم عمل الترميم اللزام لها قبل وضعها تحت كبسولة الهيدروجين الخاصة بها ثم وضعها في تابوت خشبي وذلك للحفاظ عليها أثناء مرور الموكب، والكبسولة تحافظ على اتزان وضع المومياء من حيث الثبوت عند الحركة حتى لا تتأثر بالسير.