استراتيجية العصا الغليظة
وقف الرئيس عبد الفتاح السيسي، من قلب الحدث بعد نجاح هيئة قناة السويس في تحرير السفينة الجانحة، يتحدث عن موقف مصر بشأن مفاوضات سد النهضة.
ومن هذا الموقع الاستراتيجي الذي ثبت فيه للعالم أهمية موقع ودور مصر، وبعد نجاح هيئة قناة السويس منقطع النظير، فلأول مرة يتم تحرير سفينة جانحة دون تفريغ حمولتها، ودون إصابات أو تسريب زيوت أو مواد بترولية، تصاعدت تصريحاته بلهجة حازمة قائلاً "مياه النيل خط أحمر، ولن نسمح بالمساس بحقوقنا المائية، نحن لا نهدد أحدا".
على مدار سنوات ظلت مصر تتبع سياسة النفس الطويل والدبلوماسية الهادئة متمسكة بحقوقها أمام المجتمع الدولي، ولكن لأول مرة يستخدم الرئيس استراتيجية العصا الغليظة، وهي فكرة يعود أصلها للرئيس الأمريكي روزفلت استخدمها في تعامل أمريكا مع الجهات المعادية لها قائلاً: "تحدث بهدوء ولكن أحمل عصا غليظة".
فعلى مدار فترة طويلة كان حديث مصر هادئاً طويل النفس، ولكن هذه التصريحات أظهرت العصا الغليظة التي يمكن أن تستخدمها مصر، فقد أكد الرئيس أنه لن يستطيع أحد أخذ نقطة واحدة من مياه مصر وإلا سيكون هناك حالة عدم استقرار في المنطقة لا يتخيلها أحد.
وتحدث الرئيس عن قدرة مصر "لا يتصور أحد أنه بعيد عن قدرتنا، والمساس بمياه مصر خط أحمر وسيؤثر على استقرار المنطقة بشكل كامل"، فمصر لديها القدرة والقوة العسكرية، وجيشها مصنف من أوائل الجيوش عالميًا وإمكانياتها كبيرة وهي رمانة ميزان القوى في المنطقة، ما قد يؤثر على استقرار المنطقة ككل.
ومع استخدام القوة الناعمة في محاولة إيجاد حلول تُرضي جميع الأطراف، ومع مماطلة إثيوبيا ظهرت استراتيجية العصا الغليظة لتؤكد إمكانية انقلاب القوة الناعمة لقوة خشنة كما تقتضيه ضرورات الصراع، وأيد هذا مناورات عسكرية مفاجئة بين مصر والسودان بعد ساعات، في إشارة للتلويح بالخيار العسكري، كما ظهر تأييد واصطفاف عربي يحملان تضامنًا لموقف مصر والخرطوم وحقهما في الحفاظ على أمنهما المائي.