دكتور طارق عبد الغني يكتب.. روشتة الطعام الصحي والمحافظة على صحة الإنسان
كانت الحرارة مرتفعة نسبيا في إحدى المقاطعات الريفية بإنجلترا صيف العام 1960، والأمور تسير على ما يرام، لكن شيء ما قد حدث أصدر عاصفة من ردود الفعل ستمتد حتى يومنا هذا، كان الحدث الذي مثل انطلاقة مهمة لتخصص علمي حيوي وهام هو نفوق مئات الألوف من البط والديوك الرومي بسبب مرض غامض تم معرفته فيما بعد بأنه تسمم فطري حيث تم اكتشاف تلوث العلف بالسم الفطري "أفلاتوكسين"، أدى ذلك إلى طفرة في البحوث حول الفطريات التي تغزو محيطنا بالكامل، وتقتحم كل المنتجات الحيوانية والنباتية وتنتج سمومها تحت ظروف محددة.
تؤدي الفطريات السامة ومنتجاتها السامة إلى أعراض خطيرة في جسم الحيوان والإنسان، وإذا تم تجاهل تلك النتائج فسوف تمثل خطورة على صحة الإنسان وحياته، لذا فإن جزءا مهما من تأمين غذاء صحي وآمن للإنسان يتضمن الأبحاث حول السموم الفطرية، وكيفية إنتاج غذاء خالٍ منها.
تنتشر السموم الفطرية في كل المنتجات الغذائية ودون عناية قائمة على دراسات علمية رصينة سيكون ما نتناوله من طعام خطر على صحتنا وحياتنا.
وإن كانت الأبحاث العلمية ونتائجها في هذا الجانب موجهة للمتخصصين والمجالات المسؤولة عن إنتاج الطعام فعلى الباحثين في الوقت نفسه تبسيطها للعامة لخلق وعي صحي بهذا الجانب، وهذه مهمة ضرورية ليعرف الناس كيف يحصلون على غذاء آمن وصحي وخالٍ من السموم الفطرية.
وعلاوة على دور المجتمع والإدارات الرقابية في المساهمة في إنتاج غذاء صحي وآمن خالي من السموم، هناك عدة خطوات يجب أن يقوم بها الفرد ليحمي نفسه وأسرته من تلك السموم الفطرية قدر الإمكان ولتقوية جهازه المناعي.
حيث يجب الاهتمام بالنظافة الشخصية والتأكد من نظافة أدوات وأماكن إعداد الطعام.
ويجب غسل الخضر والفاكهة غسلاً جيداً ويفضل الإقلال من استخدام قشر بعض الفواكه في عمل الكيك والمربات لأن هذه المناطق من الثمرة تتركز فيها المبيدات والمواد السامة .
ويفضل خلو الوجبات الغذائية من الأغذية المحروقة مثل الخبز والسكر وجلد الدجاج والأسماك المشوية والمقلية والإقلال من استهلاك الأسماك الغنية بالدهون ويجب التخلص من الخياشيم والأحشاء الداخلية وطبقة الدهن الملاصقة لها.
عدم استهلاك أية أغذية معلبة بها أية درجة من درجات الانتفاخ أو التشوهات أو في حالة وجود صدأ على العلبة من الداخل أو من الخارج لأن انتفاخ العلبة يكون مصحوباً بنمو الميكروبات الملوثة والصدأ دائماً يصحبه تلوث كيميائي وميكروبي.
وعدم تكرار استخدام الزيوت أو السمن عند تحمير أو قلى الأطعمة.
عدم استخدام ورق الألومنيوم في طهي الأطعمة واستخدامه فقط في حفظ الأغذية الباردة.
عدم ترك الطعام بعد الطهي لفترة تزيد على الساعتين قبل وضعه في الثلاجة حتي لا يسمح بنمو الميكروبات.
مع تجنب تكرار تسخين الطعام المحفوظ بالثلاجة عدة مرات. يمنع منعاً باتاً استخدام الأيروسولات بكل أنواعها في المطابخ اثناء إعداد الطعام حيث أن هذه الأنواع من مستحضرات المبيدات تظل معلقة في الجو وعلي الحوائط فترات طويلة وفى النهاية يستقر على الأطعمة ويلوثها.