صانع البهجة.. الشاب عمار أشرف: "الناس بتبقى متضايقة ولما يتفاجئوا بالفانوس يفرحوا"
"جبر الخواطر، والبهجة"، كانا السبب الذي دفع عمار أشرف، الشاب العشريني صاحب الفيديو الأكثر تداولًا على منصات التواصل الاجتماعي "فانوس السعادة"، الذي لم يدخر جهدًا في فرحة المكلومين في إطار المتاح، "لو همشي من غير فلوس هعمل كده، وأفرح الناس" كما يقول.
ما فعله "أشرف" من إدخال السرور على هؤلاء المواطنين لم يكن وليد اللحظة، فبحكم عمله كمصور "فوتوغرافي"، كان يحرص على تصوير البسطاء والشقيانين، لإدخال البهجة عليهم بروية صورتهم، حيث يتابع: "مرة واحد قاعد على الرصيف قالي هو أنا حلو قوي كده"، تلك اللحظات التي أدرك فيها الشاب أهمية هذه اللفتات الإنسانية.
وبحلول شهر رمضان، كان الشاب العشريني حائرًا يفتش في أفكاره عمّا يسعد به المواطنين الذين عانوا ويلات كورونا وما تبعها من تداعيات طالت الجميع وإن لم يصابوا، حتى جاء الإلهام: "ماشي في الشارع لقيت فوانيس، بسأل لقيت الواحد بـ5 جنيه، مش كتير يعني"، فقرر الشاب صاحب الواحد والعشرين عامًا أن يشتري الفانوس ويوزعها على المارة في الشارع.
"واتفاجئت لإن الموضوع هدفه جبر الخواطر وإدخال البهجة على الناس ببياع الفوانيس نزلي السعر من غير ما يعرف الهدف"، هكذا يكمل "عمار سرد الفكرة، حيث ساقته قدمه نحو بائع الفوانيس دون أن يكون مقصده، "لقيت نفسي معدي من قدامه وللحظة جت الفكرة ولقتني بسأله عن السعر".
الترويج لهذه الفكرة من خلال الفيديو كان هدفه نشر البهجة وتكرار هذا الأمر من كل الشباب، خاصة أن الموضوع بسيط وغير مكلف، حسبما يتابع عمار أشرف، "الناس كانت بتبقى متضايق وفجأة لما يشوفوا الفانوس يفرحوا، فرحتهم دي محدش هيتخيل كانت مفرحاني قد إيه".
من بين ردود الأفعال التي لم يتوقعها "أشرف والإشادات بالفكرة، لا يغيب عن ذهنه للحظة بائعة المناديل، هذه السيدة التي تجلس أمام محطات المترو، وقد رسم الشقاء نفسه على وجهها وعلى جبهتها، حينما قالت له: "الله.. دا أنا هورثه لولادي ولادي الصغيرين.. هيفرحوا بيه قوي.. شغالة عشانهم".