السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

أميمة جادو تكتب: المعلومات والقيم العلمية والبيئية في أدب الأطفال.. فاطمة هانم طه نموذجًا

القاهرة 24
ثقافة
الأحد 11/أبريل/2021 - 05:47 م

تعد فاطمة هانم طه من الكاتبات المتميزات والموهوبات في مجال قصة الطفل، وهي عضو بالقسم المصري للمجلس العالمي لكتب الأطفال Apy، وفازت قصتها (قلب أم) في مسابقة مجلة زهرة الخليج ونشرت عام 1986 ، وفازت قصتها (زمن دوار) في مسابقة مجلة سيدتي ونشرت عام 1989 وحصلت على الجائزة الثانية في مسابقة المركز القومي لثقافة الطفل عام 1989 عن قصتها (الكل في واحد) وفازت بجائزة اليونيسيف عن قصتها القطرة الحائرة ، كما أصدرت مجموعة أخرى من قصص الأطفال منها سلسلة وليد وقلمه العجيب عن مكتبة المحبة عام 1995، وقصص أخرى منشورة في مجلات الأطفال حيث مازالت الكاتبة تتابع عطاءاتها للأطفال منذ ذلك الحين، وبين أيدينا قصة ( قرية النمل) وهي القصة الثالثة في سلسلة ( وليد وقلمه العجيب) .

 

* قصة قرية النمل 

ملخص القصة

تحكي القصة عن طفل يصاحب القلم وكراسة الرسم ويدخل مملكة النمل عبر الحلم والخيال ورسم ما يراه في أحلامه ، فيتعرف على بعض حقائق الحياة البيئية والعلمية التي تتعلق بعالم النمل العجيب ،الذي يتميز بالنظام والعمل والنشاط وتوزيع الأدوار عبر منطق التسلسل القيادي ، وتشير الكاتبة في مقدمة الكتاب إلى أن اهتمامها بهذه الحشرة يعود( لعظمتها حيث ذكرتها الكتب السماوية وأشار إليها سليمان الحكيم وكانت موضع اهتمام العلماء وأبحاثهم ) ص 3 . 

وتقدم القصة المعلومة العلمية والقيمة البيئية عبر حكي سهل ومبسط وأسلوب واضح لا غموض فيه أو التباس على مدركات الطفل اللغوية لمرحلة الطفولة الوسطى .

نوع القصة:

تنتمي القصة إلى هذا النوع من القصص البيئي العلمي الرمزي المحبب للطفل ، ويلعب الحوار دورا بالغا في تجسيد الشخصيات وشخصنة الأشياء ، ويدور الحوار طوال القصة بين وليد وقلمه وبين وليد والنمل وبالتالي تلجأ الكاتبة إلى أنسنة الأشياء والجماد والحشرات كضرورة قصصية .

كما تعتبر القصة من القصص المعلوماتية بالدرجة الأولى حيث يحتاج  الطفل إلى المعرفة منذ بداياته ، وقد وردت فيها المعلومات العلمية الخاصة بعالم النمل في أكثر من موضع للحكي على حساب أي قيمة أخرى باستثناء الخيال الذي نلاحظه طوال الحكي عبر أنسنة الجماد والحشرات واستنطاقها  .

المعلومات في القصة:

من المعلومات المهمة والجيدة التي وردت في سياق حواري بسيط تم توظيفه بشكل جيد حتى لا يمل الطفل ما ورد في هذه النصوص التالية : 

- ( قالت النملة في فخر: نجمع طعامنا لنخزنه قبل حلول الشتاء ) ص 7 

- ( نظر وليد حوله فرأى النمل في كل مكان هنا وهناك يعمل بنشاط في نقل فتات الفاكهة وأوراق الشجر والحبوب إلى داخل القرية وآخرون ينظفون ممرات القرية ويلقون بالفضلات خارجها ) ص10 

- ( قالت النملة صائحة: نحن لا نأكل طعامكم ، نحن نستنشق عبير الطعام فقط ) ص13 

- ( نحن مثل الفراشات والنحل لا نأكل بل نشم رحيق الطعام والحبوب وهذا يكفي لنعيش ، أنظر إلى جسمي تجده مقسوماً إلى قسمين غير متصلين وليس لنا جوف يدخل إليه الطعام ولذلك نحن نكتفي بالاستنشاق فقط ) ص24 

- (وجد مجموعة من النمل تقوم بتقسيم الحبوب إلى نصفين وغيرهم يأخذونها إلى المخازن) ص15 

- ( نحن نقسمها إلى قسمين لنمنع إنباتها ) ص17 

- ( قالت النملة : إنه "البيظ" الذي يضعه النمل ويفقس ويخرج منه النمل الصغير ، إن اسمه (بيظ) وهو البيض الوحيد الذي يسمى "بيظاً " بحرف الظاء وليس الضاد لأنه يخرج من النمل كفضلات ويظل هكذا كما ترون حتى ينضج من تلقاء نفسه ثم يفقس ليخرج منه النمل الصغير) ص18 

- ( قالت النملة : إنه النمل الفارسي يسرق مخازننا ) ص21 

تشير الكاتبة إلى أن أعداء النمل هو النمل الفارسي كما تشير إلى أنواع أخرى من النمل مثل : نمل الأسد والنمل البخار و( النمل الأسود والأبيض والأحمر يعيشون في أفريقيا ويبنون بيوتهم فوق الأرض طبقات فوق بعضها فتراها كالأبراج العالية وهي شديدة الصلابة لأنه يبنيها بالأسمنت ) ص27 

- ( قال القلم : ومن أين يأتون بالأسمنت ؟ قالت النملة : يخلطون التراب بلعابهم وعندما يجف يصبح في صلابة الأسمنت ، أشد صلابة منه ) ص27

- ( قالت النملة في إصرار : أحب أن أكمل عملي بنفسي وقادرة على حمل وزني مرات ومرات ) ص 29 .

 

قيم أخرى في القصة:

 

كما تتضمن القصة مجموعة من القيم والمضامين التربوية في عالم النمل ، من الأجدر أن يحتذي بها الإنسان مثل قيمة : " العمل – النظام – الاعتماد على النفس – الهمة والسعي والنشاط – بذل الجهد دون كلل أو ملل أو تعب" . 

 

ما يؤخذ على الأسلوب: 

تتمتع القصة بأسلوب سهل وبسيط وحوار مناسب للسرد وللطفل  لكن يؤخذ عليه في بعض مواضع السرد استخدام أسلوب جمع المذكر السالم عند الحديث عن النمل وكان من الأنسب استخدام الفعل المفرد باعتبار النمل جمع تكسير وهو جمع نملة ( حشرة)، فنقرأ أفعال مثل : يعيشون ويبنون ويخلطون ويخرجون ..إلخ ، وكان من الأنسب استخدام أفعال مثل : يعيش، يبني ، يخرج ..إلخ 

كما وردت بعض الأخطاء النحوية والصياغة الأسلوبية مثل ( لماذا يخرجونها مرة ثانية وينثرونها هكذا بعد أن تعبتم في جمعها ؟ ) ص30 والأصح والأنسب : بعد أن تعبوا أو تَعِبَ النمل .. دونما استبدال لغة السرد من أسلوب الغائب إلى المخاطب في نفس الجملة ولا يبررها حديث وليد للنملة وهو يخاطبها بحيث اشتملت الجملة الواحدة على أسلوبين في ذات الجملة  وهو غير مناسب للطفل ، وربما كان أكثر مناسبة للكبير الذي يستطيع احتواء اللغة والنص بشرط أن يكون واعياً باللغة لقد أحدثت هذه الجملة شيئا من الارتباك والاضطراب في التلقي عندنا فتوقفنا لإعادة قراءتها مرات نتيجة هذا الشعور بالبلبلة أو القلقلة اللغوية .

وفي جملة ( قالت النملة صائحة ) كان من الأنسب قول (وصاحت النملة) فهي تؤدي نفس المعنى مع تبسيط الجملة عند تقديمها للطفل.

 

وفي الجملة التي تشرح كلمة (بيظ) بأنه بالظاء وليس بالضاد ، كان من الأنسب أن يُضَمَّن هذا الشرح اللغوي في الهامش وليس في سياق النص حتى لا يخرج عن سياق القص بشكل تقريري مباشر طالما وردت المعلومة عفوية خلال القصة . لم يكن هناك أي داع للتأكيد عليها مرة أخرى ولا توجد ضرورات فنية إلا تخيل الكاتبة التباس الكلمة على الطفل فأرادت أن تؤكدها مرة أخرى فلم يأت هذا التأكيد مناسباً داخل الحوار بل كان يجب أن يتم التنويه عنه خارج النص في هامش الصفحة أو آخر القصة

 وردت بعض الكلمات غير مناسبة  في سياق تقديم المعلومة مثل استخدام كلمة (عبير) ، وكلمة ( رحيق) مع الطعام ص 13 ، فللطعام رائحة أو نكهة ، لذا كان من الأنسب صياغة الجملة على هذا النحو :  ( قالت النملة : نحن نستنشق رائحة الطعام) أو من الأسهل والأبسط  للطفل ، أن نقول ( نشم رائحة الطعام والحبوب ) ص14 أو ( نكهة الطعام) بدلا من كل من عبير الطعام أو رحيق الطعام . 

ولعل الكاتبة العزيزة أرادت أن تضفي على بعض الكلمات جمالاً في أسلوب العرض لكن استبدال بعض الكلمات بأخرى غير مناسبة لا يفيد الطفل في مرحلة التكوين اللغوي التي نحن بصدد بثها فيه منذ الصغر ليشب على وعي بتوظيف المفردات المناسبة في موضعها المناسب وقد يكون من المناسب أن نشم عبير الزهور ، أو تمتص النحلة الرحيق وحيث الرحيق يُمتص ولا يُستنشق لأنه سائل وليس غاز وحيث الغازات تستنشق مثل الأكسجين بينما السوائل تمتص وتنسكب وتتبخر وما شابه بحسب موضعها في الجملة .

 

كما وردت بعض الأخطاء النحوية ففي( ص 14) ورد خطأ نحوي في سياق الحكي حيث ورد الفعل في حالة جمع المذكر السالم بدلاً من المثنى تقول الجملة ( سمع وليد النملة والقلم ينادون عليه ) وتصحيحها هو ( سمع وليد النملة والقلم يناديان عليه ) لأن المنادي مثنى فيتبع الفعل الفاعل المنادي وهما( النملة والقلم) .

كما وردت كلمة (فجأة) في ص14 مكتوبة هكذا ( وفجاءة) ولعل هذه المآخذ تؤخذ على دور النشر ولأني شاهدة عيان لما حدث مع مشروع مكتبة المحبة في نشر كتب الطفل والأسرة تماشيا مع مشروع الدولة في مصر فقد كان هذا المشروع في بداياته ونظرا لحداثة التجربة فقد فات على هذه المكتبة الناشرة مسألة التصحيح النحوي والمراجعة ثقة في كُتَّاِبها، لكنها لم تبخل بنوعية الغلاف الجيدة ولا بالرسامين أو بالألوان مع التسعير المناسب والدعاية المكلفة لسنوات كثيرة قبل افتتاح معرض كتب الأطفال وفي موسم الصيف حيث الأجازات . 

ولا يفوت علينا أن ننوه إنصافاً للحق بأنه ليس عيبا في الكاتب أن تفوت عليه بعض الهنات اللغوية أو النحوية أو حتى الأسلوبية من حيث تركيب الجملة تركيبا صحيحاً ، إذ ليس من المفترض أن يكون الكاتب ضليعا في اللغة العربية أومتخصصاً بها وإن كان يفضل هذا بالطبع خاصة بالنسبة لكتاب الأطفال حيث يجب تحري الدقة النحوية والأسلوبية بما يناسب كل مرحلة عمرية ،لكن العيب أن يطبع كتاب للطفل للتعلم دون مراجعة لغوية دقيقة، لذا أورد هذا المأخذ على دور النشر عموما- العامة والخاصة – التي يجب أن يكون لديها مصححها اللغوي ومدققها الإملائي ثم مراجعها بعد ذلك . 

لذا أعفي بعض الكتاب من المآخذ النحوية والأسلوبية طالما الفكرة جيدة والمضمون جيد ومناسب للطفل ومرحلته وطالما السياق يتماشى مع متطلبات مراحله النمائية ، كما يجب على الكاتب أن يكون من التواضع بحيث يعرض كتاباته على متخصص لغوي موثوق به إذا كان الكاتب لا يثق في بعض الجمل التي يكتبها أو يتشكك بها ، وعلينا أن نؤمن بأن النقص من سمات البشر وأن الكمال لله وحده لذا يجب ألا يأخذنا الغرور أو التهاون عند تقديم نص للأطفال خاصة . 

وأخيرا فقصة ( قرية النمل ) للكاتبة فاطمة هانم طه من القصص ذات المستوي الجيد رغم أنها نشرت عام 1995 ولعلها كتبت قبل هذا التاريخ بعدة سنوات . 

 

قصة ( القطرة الحائرة ):

 

قصة القطرة الحائرة لفاطمة هانم طه ورسوم نجوى شلبي من منشورات اليونيسيف بالتعاون مع المركز القومي لثقافة الطفل من بين إصدارات ورشتي العمل عام 1992 لكتاب ورسامي كتب الأطفال  ، وقد شارك في هذه الورشتين مجموعة كبيرة من الكتاب الواعدين والرسامين المتميزين وحيث تلعب رسوم الفنانة نجوى شلبي دورا بالغ الأهمية في إبراز معنى وقيمة النص ، فهي رسوم متميزة غاية التميز لفنانة حقيقية استطاعت بمهارة فائقة وموهبة عالية أن ترسم كل أحداث القصة بشكل معبر وموح تماماً .تحياتي وتقديري بداية لرسم الفنانة نجوى شلبي . 

 

نوع القصة: 

تنتمي للقصص الرمزي البيئي الذي يعتمد في المقام الأول على تقديم معلومة بيئية للطفل ، عبر أسلوب الحكي الدرامي بأسلوب سهل مبسط مباشر ومناسب لطفل المرحلة المبكرة ، والكتيب في إصدار فاخر ملون ومصقول من قطع خاص كبير مستطيل الشكل مما يبهج الطفل .

والقصة خيالية تستخدم تقنية الحكي عبر تشخيص وتجسيد الأشياء ( الأنسنة) و( الاستنطاق) وهو أسلوب محبب للطفل ويشبع في وجدانه القدرة على التحليق والتخيل الواسع .

فكرة القصة :

 تطرح القصة مشكلة (تلوث نهر النيل) باعتبارها أحد المشكلات البيئية التي تواجه المجتمع المصري ، وهي أحد محاور العمل في ورشتي العمل السالفة الذكر .

ملخص القصة :

    تدور حول شخصية محورية هي (قطرة الماء الحائرة ) التي نزلت من السماء مع المطر الأخير في موسم الشتاء ، وتلعب البطولة "قطرة الماء" من بداية القص لنهايته ، ففي بداية القص تتساءل في حيرة لأين تذهب ؟ ولا تدري فتسأل كل من يقابلها وبالتالي تلتقي بشخصيات أخرى في القصة عبر السرد الحواري مثل زهرة عباد الشمس، والشجرة العجوز ، وزهرة الياسمين والنحلة والفراشة وشجرة الصفصاف وأبو فصادة وأخيرا النهر.

ويدور بينها وبينهم جميعا حوار درامي بسيط فنشعر بالحيرة مع قطرة المطر كما ورد في العنوان ( القطرة الحائرة) والذي يتسق مع المضمون تماماً.

تبدأ الكاتبة في عرض مشكلة القصة منذ السطور الاستهلالية الأولى بعد وصف الطبيعة الخلاب :

(  فتقول قطرة الماء : لا أعرف لأين أذهب وماذا أفعل ؟ لقد نزلت من السحاب مع زميلاتي فلم أجد من يشعر بالحاجة إلي ) ص1 

وكأن غاية الإنسان وهدفه عبر الإسقاط الرمزي أن يلعب دوراً خاصا في الحياة ويكون ذو قيمة وفائدة . 

مهدت الكاتبة بأنه ( ظل المطر ينهمر خلال فصل الشتاء الذي أوشك على الرحيل لتأتي أيام الدفء ، كانت الأرض قد ارتوت ولبست ثوبها السندسي الأخضر) ص1

(سقطت قطرة ماء على إحدى زهرات عباد الشمس ، وقفت حائرة لا تعرف إلى من تذهب أو إلى أين تتجه ؟ لقد غمر المطر الأرض والأشجار والزهور ولم يعد أحد في حاجة إليها ) ص1.

    ومع تجسيد هذه المشكلة نشعر بمعاناة قطرة المطر التي تظل تتساءل طوال القصة مع الشخصيات التي تلتقي بها : لأين تذهب ؟ وكل شخصية تقدم لها اقتراحا لتقودها إلى الشخصية التالية ، وهكذا حتى نصل إلى قرب وصولها إلى النهر بعد رحلة طويلة تمر بها هنا وهناك وتكاد تسقط في النهر لكنها في اللحظة الأخيرة ما قبل السقوط - والتي تمثل العتبة الفارقة في القصة – حيث تكتشف كيف يلوث الآدميون النهر فهذا الفلاح يلقي بحيوان نافق في النهر وذاك الطفل يقضي حاجته فيه فتصرخ محتجة ومندهشة : (صرخت قطرة الماء قائلة : كيف يفعل الصبي هذا ثم يشرب بعد ذلك من النهر نفسه ؟ ) ص 7 .

 

 *المضمون التربوي و الخاتمة

ثم تختم الكاتبة القصة بمونولوج اعتراضي ( وأضافت قطرة الماء بصوت غاضب لن أهبط إلى النهر لكي يصيبني ما أصابه ، أتوسل إليكِ أيتها الشمس أن تأخذيني بعيدا عن كل هذا ) ص 8 .

وحيث تبدو القطرة كما يعكسها الرسم المعبر للغاية مثل طفلة تدعو بعيون معبرة عن الرجاء والتمني وحيث تبدو الشمس مزهوة في الأعالي ومشرقة وكأنها سيدة الكون كله في كبرياء رائع بريشة فنانة معبرة بجمال فتان . 

 

وهكذا تنتهي القصة بعدم رغبة القطرة في النزول للنهر حتى لا تتلوث مؤثرة عليه البعد والهروب منه ، وكأن لسان حال النص يقول: البعد عن التلوث غنيمة.

وهي قصة جميلة موحية معبرة في أسلوب عذب وشيق ويبدأ القص بحكي تقليدي جميل بعيدا عن أجواء الحداثة والتجريب التي يلجأ إليها كبار الكتاب بما لا يتناسب مع الطفل ، لكن الكاتبة تأخذنا بتسلسل وتدرج مع الأحداث في لغة عذبة وسلسة رقيقة تعتمد على الحوار الدرامي طوال القصة مما يتيح الفرصة للتخيل والتعايش مع أجواء الحكاية .

 

وعلى الرغم من أن القصة تؤكد على مفهوم تلوث النهر كجزء من التلوث البيئي إلا أن القصة تقدم قيما ثانوية مثل التعاون بين الأصدقاء ، وإعمال العقل والتفكير للحل والخروج من المأزق فكل شخصية تقدم اقتراحا كما تتبدى قيم الحوار الديمقراطي والشورى بين الكائنات ، دونما تعنت ديكتاتوري أو عناد من أحد ، فكل الكائنات طيبة وخيرة وعذبة ولطيفة ولعله هو نفسه عالم فاطمة هانم طه النفسي الذي ينطوي على قيم الحب والخير والجمال والتطلع نحو الأفضل والأمثل دائما .

 

فنحن نشعر بأسلوب هادئ يعكس حالة من الهدوء النفسي للكاتبة وعلى الرغم من أنها في نهاية القصة بدت القطرة أكثر غضباً وعنفاً في موقف اعتراض القطرة على التلوث إلا أنه عنف محمود واعتراض طبيعي ينشد الرغبة في عالم أفضل وهو موظف جيدا لخدمة الفكرة وما كان من القطرة الحائرة إلا أن تنهي حيرتها بالانسحاب بعيدا إلى الأفق الأعلى حين تنادي على الشمس وتتوسل إليها أن تأخذها عندها لتسكن السحاب مرة أخرى . حيث الكون والفضاء والسماء والنقاء وعالم أرحب وأطهر وأجمل .

وأخيرا تحية تقدير ومحبة للكاتبة الجميلة المضيئة فاطمة هانم طه وأمنياتنا بدوام الصحة والعطاء والتألق نحو الأفضل دائماً. 

تابع مواقعنا