تعرف على حكم الإفطار في رمضان عمدًا
يعد الإفطار عمدًا في نهار رمضان واحدًا من الأمور المحرمة في الدين الإسلامي، لأنه يعد تركًا لأحد أركان الإسلام الخمسة التي فرضها الله تعالي، طالما لم يكن هناك عذر أو رخصة للإفطار، وفي التقرير التالي نرصد لكم حكم الإفطار في رمضان عمداً.
الإفطار عمدًا يستلزم التوبة
كما يعد الإفطار بغير عذر شرعي معصية، إذا كان من مسلم بالغ عاقل قادر على الصيام، وخال من الحيض والنفاس وسائر الأعذار التي تبيح الإفطار، فيعتبر كمن ارتكب معصية ويلزمه التوبة والاستغفار
وقد حرم الرسول صل الله عليه وسلم الإفطار بدون عذر في حديث صريح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أفطر يومًا من رمضان في غير رخصة رخصها الله له لم يقض عنه صيام الدهر".
حكم الإفطار في رمضان عمدا من القرآن
من يتعمد الإفطار في نهار شهر رمضان يحرم نفسه من تفويت الثواب الذي أعده الله للصائمين في هذا الشهر، لأنه حتى إذا صام الدهر كله فلن يحصل بذلك على فضيلة اليوم الذي أفطره عمدًا، فتفويت فضيلة يوم من رمضان لا يعدله صوم الدهر.
فقد ذكره الله في القرآن الكريم بأن من يشهد شهر رمضان الكريم عليه بصيامه، طالما لم يكن لديه أي من الرخص التي وضحها الله في كتابه، إذ قال سبحانه " شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى للنّاس وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ الله بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ الله عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون"
كما أن صيام رمضان فريضة من الفرائض التي بُني عليها الإسلام، قال رسول الله-صلّى الله عليه وسلّم (بُنِيَ الإسْلامُ علَى خَمْسٍ) ومنها صَوْمِ رَمَضانَ)
كفارة إفطار يوم في رمضان بدون عذر
أوضحت دار الإفتاء أن الإفطار بلا رخصة في نهار رمضان كبيرةٌ من كبائر الذنوب، فلا بد من أن يتوب من يفطر بدون عذر توبة صادقة؛ لقول النبي: "مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ، مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ وَلا مَرَضٍ لَمْ يَقْضِهِ صِيَامُ الدَّهْرِ، وَإِنْ صَامَهُ".
وبحسب ما فسرته الإفتاء بأن الإفطار فالإفطار يكون موجِبًا للقضاء والكفَّارة وإمساك بقية اليوم عند الشافعية، ويكون موجبًا للقضاء وإمساك بَقِيَّة اليوم بلا كفَّارة ما عدا الجماع وهو ما أوجبه الحنفية والمالكية الكفارة في الأكل والشرب عمدًا أيضًا.
وحسمت الإفتاء الجدل بأن الكفارة 3 خصال أولها عتق رقبة عن كل يوم أفطره بالجماع، ولكن لم يعد ساريًا الآن عتق الرقاب بعد صدور معاهدات دولية شارك فيها المسلمون بمنع الرقِّ، أما الثانية فهي صيام شهرين متتابعين وإن لم يكن لديه استطاعة فعليه بالثالثة وهي إطعام ستين مسكينًا
وروى النسائي عن أبي أُمَامَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ بَيْنمَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ أَتَانِي رَجُلَانِ فَأَخَذَا بِضَبْعَيَّ وَسَاقَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ قَالَ ثُمَّ انْطَلَقَا بِي فَإِذَا قَوْمٌ مُعَلَّقُونَ بِعَرَاقِيبِهِمْ، مُشَقَّقَةٌ أَشْدَاقُهُمْ تَسِيلُ أَشْدَاقُهُمْ دَمًا، قُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُفْطِرُونَ قَبْلَ تَحِلَّةِ صَوْمِهِمْ
حكم الإفطار في رمضان عمدًا بالجماع
اتفق أهل العلم على وجوب الكفارة على من جامع زوجته في نهار رمضان، وكان هناك اختلاف في وجوب الكفارة على من يفطر بغير الجماع، مع الاتفاق بأنه كبيرة من الكبائر، مع ترجيح بأنه لا كفارة فيه، وإنما يجب فيه القضاء والتوبة، وكانت أحد أوجه الاختلافات بين أهل العلم إذا كانت الزوجة راضية مختارة أم لا وبذلك هل يكون عليها الكفارة أم لا؟
ولكنه تم ترجيح رأي أنه لا كفارة على الزوجة ولو كانت راضية، وإنما عليها القضاء فقط لأن صومها قد فسد بالجماع، وأما إن أكرهها على الجماع فلا كفارة عليها، وهل يكون على الزوج كفارتان حينئذ أم كفارة واحدة؟ المعتمد الذي عليه الجمهور أن عليه كفارة واحدة.
فالكفارة الواجبة لمن يقوم بالجماع في نهار رمضان كفارة واحدة صريحة وهي عتق رقبة، وإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين