دعاء اليوم الثامن من رمضان "ارزقني فيه صحبة الكرام"
يستحب كثرة الدعاء في شهر رمضان فهو الشهر الذي تفتح فيه أبواب السماء وشهر تعتق فيه الرقاب من النار وشهر المغفرة وشهر توبة الله على عباده، لذلك يستحب فيه كثر تقرب العبد إلى الله بالدعاء، ويتساءل الكثير بماذا يدعو الله في شهر رمضان وقد وردت أحاديث أن لكل يوم دعاء في شهر رمضان، ومما ورد في اليوم الثامن من شهر رمضان ورد عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وآله:
"اللهم ارزقني فيه رحمة الأيتام، وإطعام الطعام، وإفشاء السلام، وارزقني فيه صحبة الكرام ومجانبة اللئام، بطولك يا أمل الآملين".
دعاء الصائم
شهر رمضان فرصة لكل صاحب حاجة من الله أن يسارع بطلبها منه، فالدعاء فيه مستجاب وهو ما تؤيده السنة النبوية، فقد روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم".
ورغم أن هناك أحاديث واردة لكل يوم من أيام رمضان فإن ذلك لا يعني أن هناك صيغة ملزمة للدعاء أو محددة، فباب الدعاء مفتوح وصيغه متنوعة ومتعددة، فعلى العبد أن يدعو ربه بما تجود به قريحته وبما يفصح به قلبه ولسانه، وهناك أدعية مشهورة في رمضان فعند رؤية رمضان، يقال: "اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام ربي وربك الله"، وعند الفطر، يقال: "ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله".
ويستحب سؤال الله المعافاة في الدنيا والآخرة من الله ت خاصة في ليلة القدر، والإكثار من قول: "اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني".
والليل، خاصة الثلث الأخير منه، هو أنسب الأوقات التي يخلو فيها العبد إلى الله ويتضرع إليه في شهر رمضان، وفي غير شهر رمضان ومن أنسب الأوقات أيضا حين ينادي المؤذن للصلوات، وعند نزول الغيث من السماء، وما بين الأذان والإقامة، وفي لحظات السجود في الصلاة، وفي ساعة الاستجابة من يوم الجمعة؛ وهي أما أن تكون آخر ساعة من العصر، أو ساعة الخطبة والصلاة، وفي مجالس الذكر التي تجمع المسلمين على الدعاء والطاعة، وعند شرب ماء زمزم، ودعاء الوالد لولده، ودعاء المسلم لأخيه المسلم في غيبته، ، وعقب دفن الميت، ودعاء الإمام العادل، ودعاء المضطر ويوم الوقوف بعرفة، وعقب الوضوء، ودعاء المسافر أثناء سفره.
ويجب على المسلم عند الدعاء أن يخلص النية لله ويكون واثقا بالله مؤمنا به موقنا أن الله لن يرده خائبا، ويلح في الطلب والتمني على الله تعالى وعليه أن يتجنب أن يتحرى الحلال ويبتعد عن الحرام حتى يستجاب دعاؤه.
منزلة الدعاء
للدعاء منزلة كبيرة في الإسلام وهو سلاح المؤمن في جلب الخيرات وصد الشر ومواجهة النوائب، فالله لا يرد يد من دعاه دعوة صادقة يدعو بها إنسان مؤمن مسلم أمره له وموكل شؤونه إليه.
والدعاء هو نوع من إظهار غاية التذلل والافتقار إلى الله، والاستكانة له، وهناك الكثير من النصوص التي تحثنا على الدعاء منه قوله تعالى: “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون”، ويقول تعالى: "أم من يجيب المضطر إذا دعاه".
والسنة المطهرة أيضًا أكدت فضل الدعاء، فقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "من فتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة وما سئل الله شيئا يعني أحب إليه من أن يسأل العافية".
كما روي عنه صلى الله عليه وسلم قوله:" ليس شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء".
والدعاء يجعل الله قريبا من العبد وإلى جواره، ففي الحديث القدسي: "أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا دعاني"
وقد ربطت السنة المكرمة بين الدعاء ورضا الله، فقال الرسول، صلى الله عليه وسلم: "إنه من لم يسأل الله يغضب عليه"، وقد ذهب البعض في تفسير هذا الحديث إلى أن ترك سؤال الله ودعائه نوع من التكبر، وهو امر لا يليق بالعبد في علاقته مع الله.
الدعاء وتغيير القدر
روي عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قوله: "لا يرد القضاء إلا بالدعاء"
ويعلق الشيخ عويضة عثمان، على هذا الحديث أن القضاء المقصود هنا هو القضاء المعلق وليس المبرم المحتوم.
والشيخ علي جمعة مفتي الجمهورية السابق يرى أن الدعاء قد يغير الكتاب المسطور الذي تطلع عليه الملائكة.
اقرأ ايضًا| دعاء اليوم السابع من رمضان