مارفيلا 13.. الكلب "بيكلز" أنقذ كأس العالم من الضياع وتسبب في معانقة الإنجليز للذهب
حلقة جديدة من سلسلة "مارفيلا دي فوتبول" التي تتناول الحديث عن بعض القصص الطريفة التي وقعت بالفعل داخل أو خارج ملاعب كرة القدم بشكل عام.
وفي الحلقة الـ 13، سنروي لكم تفاصيل قصة طريفة عن واقعة فقدان كأس العالم في عام 1966، والطريقة الأكثر طرافة على الإطلاق التي تمت العثور عليه به.
كأس العالم الذي بدأت فكرته عام 1930 على يد المحامي الفرنسي الشهير "جول ريميه" الذي كان رئيسًا للاتحاد الفرنسي لكرة القدم ولـ"الفيفا" أيضًا، مر بعديد من القصص الطريقة لكن لعل أبرزها هي واقعة فقدان كأس العالم قبل انطلاق المونديال نسخة 66.
كانت آخر نسخة لمونديال كأس العالم تمت إقامتها في عام 1939 التي حسم لقبها منتخب إيطاليا، ثم توقفت البطولة تمامًا بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية، الأمر الذي جعل "أوتورينو باريتزي" نائب رئيس الاتحاد الإيطالي في ذلك الوقت، قرر سرقة كأس البطولة من المتحف وقام بتخبئته في صندوق حذاءه ووضعه أسفل سريره! للحفاظ على الكأس من بطش الحلفاء، وبالفعل احتفظ بالكأس بهذاالشكل لمدة 6 سنوات حتى نهاية الحرب.
وبعد استقرار الأوضاع تقرر إقامة النسخة الجديدة عقب انتهاء الحرب في إنجلترا. وبالطبع، الدولة المنظمة لمونديال كأس العالم يحق لها استضافة الكأس الذهبية للبطولة قبل انطلاقها بـ4 شهور بالتمام، وهذا ما حدث بالفعل، فقد تم إرسال الكأس الذهبية إلى بريطانيا قبل البطولة بـ4 شهور، وكان لا يحق لأي شخص لمس الكأس سوى رؤساء الجمهورية أو الأسرة المالكة.
لكن إنجلترا لديها طقوس خاصة مع كرة القدم، فقرر المسؤولين في الاتحاد الإنجليزي عرض الكأس في "قاعة البريد العامة" أمام الجماهير للتباهي بعودة رمز كرة القدم إلى مهده، ووضعوا حراسة مشددة عليه.
وكان بين أفراد الأمن المخصصين لحراسة الكأس الذهبية، حارس يبلغ من العمر 74 عامًا، وكانت هناك مواعيد محددة للورديات لتبادل الحراس حراسة الكأس، وما بين الساعة الحادية عشرة حتى الثانية عشرة، كان موعد خروج الحارس ذي الـ74 عامًا، واستغل 2 عدم وجود أي حارس على الكأس ودخلوا من مخرج الطوارئ وقاموا بسرقة الكأس وهموا بالفرار.
وبعد ساعات قليلة من اليوم نفسه، أرسل سارق الكأس خطابًا لـ"جوي ميرز" رئيس الاتحاد الإنجليزي في ذلك الوقت، ورئيس نادي تشيلسي أيضًا، وطلب خلاله فدية قدرها 15 ألف جنيه إسترليني لإعادة الكأس مجددًا.
ومن جانبه، طالب "ميرز" من سارق الكأس بمقابلته في مقر ملعب نادي تشيلسي "ستامفورد بريدج" لتسليم الفدية، وبالطبع كان هناك اتفاق مسبق بينه وبين الشرطة البريطانية، التي همت بالقبض على الشخص الذي توافد على النادي اللندني لاستلام الفدية!
استمرت التحقيقات مع السارق قرابة الأسبوع بالتمام، ورفض بشكل قطعي منح الشرطة أي معلومات عن مكان الكأس، الأمر الذي جعل الاتحاد الإنجليزي يفكر في نحت نسخة جديدة من الكأس الذهبية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لكن مع استمرار التحقيقات!
عندما تلعب الصدفة لعبتها في اللحظات الحرجة!
لكن وكما يُقال دائمًا "إن الصدفة خير من ألف ميعاد"، وهنا الصدفة لعبت لعبتها مُجددًا لإنقاذ إنجلترا من إحراج تاريخي أمام العالم بأسره.. "دافي كوربيت" رجل إنجليزي بسيط خرج في نزهة في "نوروود" جنوب لندن! واصطحب كلبه "بيكلز" لإجراء مكالمة هاتفية قصيرة.
وأثناء سيرهم في الطريق، مرّت بجوارهم سيارة أحد الجيران ما دفع الكلب "بيكلز" للجري خلفها حتى قرر الدخول إلى جنينه بجوار المنزل، فقام "كوربيت" بالذهاب خلفه لإحضاره لقضاء مشواره سريعًا.
لكن المُدهش أن دافي كوربيت وجد كلبه "بيكلز" يلعب بشيء ملفوف بورق جرائد قديمة تم إغلاقها بإحكام، فأمسك "دافي" بها جيدًا حتى قطع جزءًا من الورق الملفوف عليها ليجد قاعدة ذهبية مدون عليها " البرازيل - ألمانيا الغربية - أوروجواي"، ما أثار حفيظته ليفك الجزء الأخر ليجد سيدة تحمل صحنًا فارغًا فعلم أنه كأس العالم المفقود!
أندهش دافي كوربيت مما وجده، وعبر عن دهشته بقطع مسافة كبيرة حتى أقرب مركز شرطة قريب له جريًا بالكأس رفقة كلبه "بيكلز"، لكن الصدمة أنه عندما سلم الكأس للشرطة فقررت التحفظ عليه ونقله سريعًا إلى مقر "اسكوتلاند يارد" لمباشرة التحقيق معه!
تحول دافي كوربيت من الشخص الذي أنقذ كأس العالم من الضياع رفقة كلبه، إلى مُتهم أو مشتبه فيه بسرقة الكأس! ظل الوضع كما هو عليه لمدة ساعات طويلة على مدار اليوم حتى تأكد المحققون أن "كوربيت" ليس هو السارق! وتم الإفراج عنه.
خرجت الشرطة البريطانية لتعلن تفاصيل العثور على الكأس، وعلى الفور تحولت حديقة منزل "دافي كوربيت" إلى صحن مليئ بالصحفيين لإجراء حوارات صحفية معه وتصوير الكلب "بيكلز" المكتشف الأول للكأس الذهبية!
فيما بعد تم تكريم الكلب "بيكلز" ومنحه ميدالية شرفية من رابطة الدفاع الوطني عن الكلاب في إنجلترا، وجائزة كلب العام من إيطاليا، بجانب منح "كوربيت" جائزة قدرها 5 آلاف جنيه استرليني من شركة التأمين على الكأس.
"بيكلز" تسبب في معانقة إنجلترا الذهب للمرة الأولى في تاريخهم!
أقيمت بطولة كأس العالم 66 بشكل طبيعي بعد العثور على الكأس، لكن الطريف أن منتخب إنجلترا وصل إلى النهائي وقدم مباراة دراماتيكية من العيار الثقيل!
أقيمت مباراة النهائي بين إنجلترا وألمانيا على ملعب "ويمبلي" بحضور الملكة إليزابيث ملكة بريطانيا، فرض الألمان سيطرتهم على المباراة ونجحوا في تسجيل أول هدف في الدقيقة 12، لكن بعد 4 دقائق فقط تعادل لإنجلترا "جيف هيرست".
استمر التعادل حتى الدقيقة 78 حتى جاء الهدف الثانِ لإنجلترا، كان ملعب "ويمبلي" مليئ بالأهازيج والصرخات المشجعين تعبيرًا عن فرحتهم باقتراب حسم إنجلترا لأول لقب كأس عالم! لكن في الدقيقة 90 بالتمام صوب "أولفيرنج ويبر" كرة صاروخية سكنت شباك إنجلترا ليعادل النتيجة في لحظات الحسم.
سكّن ملعب "ويمبلي" تمامًا من شدة الصدمة! لتتحول المباراة إلى أشواط إضافية، وفي الدقيقة 98 ارتطمت كرة صاروخية من "هيرست" في العارضة وسقطت على خط المرمى بالتمام لكن لم تعبر الخط، لكن حكم الراية "باتشرموف" أبلغ حكم الساحة أن الكرة تخطت الخط وتم احتسابها هدف!
بعد دقائق قليلة، استقبلت شباك المانشافت كرة صاروخية من "هيرست" في الزاوية الضيقة لينهار معها الألمان تمامًا، لتتوج إنجلترا للمرة الأولى في تاريخها بلقب كأس العالم، ويرفع لاعبو الأسود الثلاثة الكأس الذهبية التي اكتشفها الكلب "بيكلز" قبل أيام من انطلاق البطولة!