هل يبقى فيروس كورونا للأبد؟ خبراء يجيبون
زار العالم الكثير من الأوبئة والأمراض التي دائما ما تأخذ الكثير من الأرواح ثمنا لرحيلها أو حتى تقليل عدائها على البشر، ومنذ أن ظهر فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19” والعالم في مواجهة شرسة معه موجة تلو الأخرى وتحورا تلو الآخر، وصولا للموجة الثالثة منه التي طاحت بالعديد من البلدان التي استطاعت مسبقا اجتياز هجمتين من هجماته، أبرزهم الهند، ما ينم عن قوة التحور الدائم الذي يخلقه الفيروس.
وسط كل تلك التجورات والسلالات الجديدة التي تظهر بشكل مستمر لفيروس كورونا والموجات المتتالية التي تأخذ في الاشتداد كل مرة، يطرح العالم العديد من الاسئلة حول إمكانية استمرار كورونا للأبد، وهل اللقاحات المضادة للفيروس تعد سببا في زيادة شراسته، وان كان كذالك؛ فكيف تم التخلص نهائيا من أوبئة سابقة؟
حول هذا طرح موقع “sciencealert” المتخصص بنشر الدراسات والأبحاث العلمية، سؤالا حول إمكانية أن يتوطن كورونا في بعض المناطق من العالم، ليجيب 75 % من الخبراء في علم الأوبئة الذين تحدثوا للموقع بـ”نعم“.
واستطيان الفيروس، يعني أن يبقى هناك أشخاص مصابون دائما، ينقلون العدوى إلى شخص آخر ثم يتعافون. وبمرور الوقت، يصيب كل شخص شخصا آخر، بحيث يظل عدد المصابين كما هو تقريبًا، أي يبقى الفيروس للأبد”، بحسب ما نقله الموقع عن البروفيسور غراهام ميدلي ، خبير في تصنيف الأمراض بكلية لندن للصحة والطب الاستوائي.
كيف انتهت الأوبئة السابقة؟
وفي هذا السياق، أشار البروفيسور جيمس وود، الخبير في الأمراض وعلم الأوبئة من جامعة نيو ساوث ويلز (UNSW) في سيدني، إلى أنه “عندما ظهر إنفلونزا الخنازير عام 2009 ، أصبح وبائيا في غضون عام من الجائحة الأولية ودفع سلالة إنفلونزا H1N1 إلى الانقراض“.
وأضاف: “لا تزال العديد من الفيروسات التي كانت مسؤولة عن الأوبئة السابقة، بما في ذلك جائحة إنفلونزا عام 1918، منتشرة حتى اليوم“.
وشدد على أن “القضاء التام على المرض ليس بالأمر السهل”، لافتا إلى أنه “حتى الآن، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن مرضين فقط تم القضاء عليهما في جميع أنحاء العالم: الجدري والطاعون البقري“.
هل يمكن القضاء على كورونا باستخدام اللقاحات؟
يذكر أنه تم القضاء على الجدري والطاعون البقري باستخدام اللقاحات، فماذا عن لقاحات كورونا؟ فهل هي قادرة على إنهاء المرض؟
أجاب الدكتور لي رايلي من جامعة كاليفورنيا في بيركلي، أن “هناك عقبة رئيسية أمام القضاء على مرض كوفيد-19، وهي أن الفيروس قادر على التحور ليصبح مقاوما للقاحات“.
وأضاف: “في الأماكن التي يوجد فيها خليط من السكان الملقحين وغير الملقحين، قد تمارس اللقاحات ضغوطا على الفيروس ليقدم المزيد من الطفرات، وستنتشر هذه المتغيرات بين الأشخاص غير الملقحين“.
وتابع: “هناك صعوبة أخرى في الوصول إلى مناعة القطيع وهي أن بعض اللقاحات المتوفرة حاليًا لا توفر مناعة بنسبة 100٪ ضد الإصابة بالمرض“.
من ناحية أخرى، أشار البروفيسور وود من جامعة نيو ساوث ويلز، إلى أن “القيود المفروضة على قدرتنا على إنتاج اللقاح (15-20 مليون جرعة في اليوم) تعني أن التغطية العالمية العالية بجرعتين ستستغرق أكثر من عام حتى مع الإمداد العادل من اللقاحات“.
كما أكد الدكتور ديفيد هايمان من جامعة ماسي أن “هناك تفاوتا هائلا في توزيع اللقاح ، حيث يتم تلقيح نسبة قليلة فقط من العالم حاليا، وهذا يعني أنه ما لم يتم حل هذا الأمر، فمن المحتمل أن يصبح الفيروس مستوطنا في تلك البلدان“.
وهنا ختم البروفيسور بالقول إن “إذا تمكنا من حماية الناس من الإصابة بمرض شديد، واستطعنا تخفيف العوارض، فقد لا يكون هناك سبب لاستئصال الفيروس والقضاء عليه تماما”.
اقرأ المزيد| تراجع أعداد الإصابة بكورونا بالهند والوفيات تسجل رقمًا قياسيًا