60 عاما في المهنة وأول يومية 10 صاغ.. قصة عم بلبل أقدم مكوجي رجل بالبحيرة (صور)
منذ أكثر من 60 عاما ومع إطلالة كل صباح جديد، يحنى عم محمد السحماوى، وشهرته بلبل، نصفه الأعلى ويرفع ساقه اليسرى على المكواة الحديدية ثقيلة الوزن حيث تزن 25 كيلو جرام، ذات الذراع الطويلة المنحنية التي تبلغ 80 سم، لكى يمارس بها مهنته كمكوجي رجل تلك المهنة التي اندثرت فعليا في مصر، ولم يعد يعمل بها سوى أفراد قليلين من بينهم عم محمد السحماوى، فهو الوحيد الذى يعمل بها في مركز المحمودية ومن القلائل بمحافظة البحيرة.
آلاف القطع من الملابس وضعها عم محمد السحماوى أسفل قدمه لتحمل علامة جودة من مكواته، لكن مع مرور السنوات قل الإقبال على تلك المكواة التقليدية مع انتشار المكواة الكهربائية والتي امتهن الكى بها الكثير إلى جانب انتشارها في كثير من المنازل، إلا أن أصحاب تلك المهن مازالوا متمسكين بها برغم قلة دخلهم وأصبحت محال مكوى الرجل أو المكوى العربي قليلة للغاية.
وعن رحلة التحاقه بمهنة الكى بالرجل يقول محمد السحماوى ( 68 عاما) ل “ القاهرة 24” بأنه وهو ابن 7 سنوات أرسله والده رحمه الله للحاج أنور جودة، معلم مكواة الرجل فى المحمودية، آنذاك بمحله الكائن بملك عبد المعطى أبو عجلة عمدة المحمودية بجوار مركز الشرطة، حتى أصبح صنايعى، وفى عام 1973 ذهب لأداء الخدمة الوطنية لكنه كان يتردد على المحل خلال الإجازات.
مضيفا بأنه أول يومية يتقاضاها كانت 10 صاغ وهو صنايعي بالمحل، حتى وصلت جنيها عام 1973 وكان وقتها الجلباب يتم مكواته 15 صاغا، موضحا بأنه عام 1962 تم نقل محل المكواة من منزل العمدة الأيل للسقوط إلى ملك مغازى افندى حمدان، وذلك مع معلمه الحاج أنور جودة إلى إن توفاه الله عام 2004 وأصبح يعمل مع نجله السحماوى الذي أتقن المهنة.
تطورت أساليب الكى ولكن عم محمد لا يزال متمسكا بمكواته الحديدية حتى اليوم، يقول زبائن المكواة (الرجل) مازالوا يتوافدون عليه من مراكز محافظة البحيرة وبعض مراكز المحافظات المجاورة، خاصة أصحاب الجلباب والعباءة والبالطو، وأغلبهم من العمد ومشايخ البلد وكبار العائلات، وهم من يقدرون قيمتها وجودتها، أما الشباب فلا يعرفون طريق مكواتى الحديدية، حيث يفضلون عليها المكواة البخار وهى بالفعل رحمة لمن يعمل بها لكنى تعودت على مكواتى الحديدية ثقيلة الوزن، وهى مصدر دخلى الوحيد رغم أنها مهنة شاقة ولم أستطع أن أغيرها.