25 رمضان.. مولد الفخر الرازي صاحب القول بوجوب تعلم اللغة العربية
في يوم 25 رمضان 544هـ، الموافق 26 ینایر 1150م ولد الفقيه والأصولي الكبير محمد بن عمر بن الحسين بن علي، المعروف بفخر الدين الرازي، صاحب تفسير القرآن الكريم المعروف بـ"مفاتيح الغيب"، وقد بلغت مؤلفات الرازي أكثر من مائة كتاب.
ولسعة علم الفخر الرازي كان يُطلق عليه شيخ الإسلام في هراة وهو أصولي وفقيه شافعي، وأصحابه الشافعية يعرفون له قدره وطول باعه في الأصول خاصة ويضعونه في مقدمة أهل التحقيق من الأصوليين وخصوه بلقب الإمام فإذا أطلق لقب الإمام في كتبهم فالمراد به الرازي، ولقد استوعب وهو لا يزال في مقتبل العمر أهم الكتب الأصولية لسابقيه فدرس "البرهان" لإمام الحرمين و"العهد" للقاضي عبد الجبار وحفظ "المستصفي" للغزالي" و"المعتد" لأبي الحسين البصري، ولذلك استطاع أن يؤلف في الأصول، وجدد في مؤلفاته ولم يسر على نهج الأقدمين سير المقلد، ولكنه نظر في كل ذلك نظرة الفاحص المفند المدقق، لذلك نجد له مؤاخذات على سابقيه وخاصة الغزالي وأبي الحسين البصري وملاحظات تدل على تبحره في هذا العلم.
وفي الفقه فقد ألف شرحًا "لوجيز" الغزالي" ولكن لم يتمه، كما بث في كتبه المختلفة وخاصة التفسير الكثير من الآراء الفقهية التي تدل على طول باعه في هذا الباب، كما ألف في الفقه كتاب "البراهين البهائية" بالفارسية وذكر فيه 170 مسألة وآراء الشافعية والحنفية فيها مرجحاً في كل تلك المسائل رأي إمامه الشافعي.
ويرى الرازي أن تعلم علوم العربية واجب شرعي، لا يختلف عن وجوب تعلم القرآن والسنة، كما يبدي الرازي استغرابه وعجبه من الأصوليين كيف لم يعنوا بضبط اللغة وإخضاع رجالها وطرق نقلها إلى نفس القواعد التي أخضعت لها السنة، وقدم لتفسيره ببحث قيم في اللغة تناول فيه الدقائق، وله مؤلفات خاصة بفروع لغوية تدل على إلمامه التام بعلوم اللغة.
وفي البلاغة كان له اعتبره البعض أول من قعد علوم البلاغة، وكتابه "نهاية الإيجار في دراية الإعجاز" يعد من المراجع البلاغية المهمة.