وزير الخارجية الفلسطيني: القدس خط أحمر وعاصمة فلسطين العتيدة
قال وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي، إن القدس خط أحمر ولن يسمحون بتخطيها، مبينًا أنها عاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة، مشددا على أن الاعتداء على الأقصى المبارك ليس الأول ولن يكون الأخير.
جاء ذلك في كلمته أمام مجلس جامعة الدول العربية في جلسته الطارئة على مستوى وزراء الخارجية، الذي انعقد عبر تقنية "الفيديو كونفرنس" اليوم الثلاثاء.
واستكمل: "إسرائيل اعتقدت أن قرارها بضم القدس الشرقية واعتبارها جزءا من القدس الموحدة كعاصمة أبدية، سيجبر الفلسطينيين على التنازل عن قدسهم وعاصمتهم، وأن سياستها العنصرية بحق المقدسيين واجراءاتها القمعية وجرائمها الفاشية ستجبر المقدسيين على الاستسلام وترك مدينتهم، وقدسهم، ومقدساتهم.
وتابع المالكي أن إسرائيل اعتقدت أن ضخ الأموال والاستيلاء على المنازل وطرد سكانها وتهجيرهم، وخلق البؤر الاستيطانية في قلب الأحياء العربية في القدس الشرقية سيفي بالغرض ويضمن يهودية المدينة للأبد، وأن هدية ترامب المجانية باعترافه بالقدس عاصمة موحدة أبدية لدولة إسرائيل سيغير في الأمر شيئاً، وسيحسم أمر القدس ومستقبلها نهائياً".
وتابع: "من الواضح أن دولة الاحتلال لم تتعلم من أخطائها ولم تستخلص الدروس والعبر من تجاربها الفاشلة. ونراها بالأمس كما رأيناها كل مرة تعود لتحتل القدس من جديد، عندما تكتشف أنها لم تنجح في احتلالها، ولم تنجح في تهويدها، ولم تنجح في طرد المقدسيين الشرفاء المرابطين فيها، ولم تخدمهم هدية ترامب إلا معاناة جديدة مع مقدسيين وهبوا حياتهم للدفاع عن القدس والأقصى، وعندما اكتشفوا كل ذلك كان رد فعلهم عنيفاً اجرامياً حاقداً كارهاً عنصرياً فاشياً. يصبون كل هذا الفشل وكل هذا الغضب على كل من يمر أمامهم أو يتجنبهم وهذا ما قاموا به خلال الأيام والأسابيع الماضية".
وأوضح وزير الخارجية: "شعور إسرائيل أنها فوق المساءلة أو المحاسبة، رغم كل ما تقترفه من جرائم بحق الأبرياء الفلسطينيين قد شجعها على المغامرة لإغلاق ملف القدس بالكامل. فمن جهة تنبري الإدارة الأميركية لتوفير الحق لإسرائيل في الدفاع عن النفس كلما احتاجت لذلك بينما تبقى صامتة أمام ارتقاء الشهداء الأبرياء من أبناء شعبنا، أو أمام جرائم الحرب التي تقترفها إسرائيل، دولة الاحتلال، بحق المسجد الأقصى ومدينة القدس المقدسة. كما تسكت الأفواه في عديد دول العالم خوفاً من نعتها باللاسامية، بينما تتسابق بعض الدول لكسب ودها والتطبيع معها. أسباب كافية لكي تشعر إسرائيل بالمناعة ولكي تقترف جرائمها بحق الفلسطينيين، غير آبهة يما يصدر من أصوات ودعوات لوقف العدوان من دول ومسؤولين أملت عليهم ضمائرهم ومبادئهم ومسؤولياتهم إلا ذلك".
وقال المالكي إن الاعتداء على الأقصى المبارك ليس الأول ولن يكون الأخير، والاعتداء عليه بهذه الطريقة خلال شهر رمضان الفضيل إنما رسالة لكل العرب والمسلمين، إنكم غير قادرين على حمايته، وإن دولة الاحتلال ماضية في تهويده تماماَ كما فعلت مع الحرم الابراهيمي في الخليل. وإن النتيجة هناك حتماً ستكون جبل الهيكل بديلاً عن المسجد الأقصى، إن لم نتحرك الآن وبمسؤولية عالية لوقف هذه الجرائم.
وتطرق في كلمته إلى عمليات التهجير والإخلاء في الشيخ جراح الذي يعتبر جريمة حرب، متابعًا: "لكن كم من جريمة حرب اقترفتها إسرائيل منذ قيامها وحتى الآن ولم تحاسب عليها".