تحف معمارية مصرية ببصمات إيطالية
للإيطاليين بصمة خالدة ومبدعة في المعمار المصري، فهناك الكثير من المباني تعكس مدى تأثر الثقافة المصرية بالثقافة الإيطالية، واندماجهما ببعض، فالإيطاليون تركوا بصماتهم الفريدة في القصور والتي من أبرزها قصر المنتزه، ورأس التين، وقصر الأمير يوسف كمال، وقصر الأميرة نعمة الله توفيق والمتحف المصري الإسلامي بباب الخلق.
وكان أيضًا لهم أثر واضح على أهم المساجد، فأنت تستطيع أن ترى شخصية معمارية متميزة وفريدة ناتجة عن امتزاج المعمار الإسلامي بالمعمار الإيطالي، ويظهر ذلك بوضوح في مسجد عمر مكرم، والقائد محمد إبراهيم، والمرسي أبو العباس بالإسكندرية، وأيضا المدرسة الإيطالية بالإسكندرية، بالإضافة إلى النصب التذكاري بالعلمين.
قصر المنتزه
هو ذلك القصر الذي يطل على البحر الأبيض المتوسط، وتحيطه الأشجار والغابات الجذابة، بالإضافة إلى تلك الحديقة المميزة، الغنية من النباتات النادرة، التي تلتف من حول القصر. قد فُتن الخديوي عباس حلمي الثاني بتلك البقعة التي تقع على طرف مدينة الإسكندرية الشرقي، فأمر ببناء قصر المنتزه عليها الذي مزج بين العمارة الكلاسيكية والعمارة القوطية، بالإضافة إلى الطراز الإسلامي وطراز عصر النهضة الإيطالي.
وبعد عزل الخديوي عباس وشراء القصر منه، آمر الملك فؤاد بهدم القصر وبناء قصر جديد على غرار القصور الملكية الإيطالية، وتولى أمر بناء القصر الجديد المهندس الإيطالي "أرنستو فيروتشي بك"، الذي قام بتصميم قصر على غرار "قصر ماكينزي" في مدينة فلورنسا الإيطالية.
قصر الأمير يوسف كمال
ذلك القصر الذي يُعد قطعة فنية متميزة فهو من أجمل قصور أسرة محمد علي، الذي أمر بتشييده الأمير يوسف كمال ليُسمي على اسمه، ويضم مقتنياته الفريدة كالسيوف، والمشغولات الذهبية، والمصاحف والدروع، بُني القصر في فترة كان فيها امتزاج الحضارة الأوروبية بالحضارة الشرقية طاغي، وتولى أمر بنائه المهندس الإيطالي الشهير أنطونيو لاشباك الذي صمم القصر على نهج الطراز الإيطالي والفرنسي.
قصر الأميرة نعمة الله توفيق
الأميرة نعمة الله توفيق هي الابنة الصغرى للخديو توفيق، تم بناء قصر فخم خصيصًا لها وكان على مقربة من ميدان التحرير، وتولى أمر تصميم القصر والإشراف على بنائه المهندس المعماري الإيطالي "أنطونيو لاشباك"، استطاع المهندس الإيطالي أن يمزج بين الجمال والرقة والدقة في تصميمه للقصر، واهتم بكل التفاصيل الصغيرة، كما اهتم بتوزيع الظل والنور في كل أجزاء القصر، وبعد موت زوج الأميرة نعمة الله توفيق، قامت الأميرة بإهداء القصر للدولة ليتحول مقرًا لوزارة الخارجية لمدة 56 عامًا.
مسجد القائد إبراهيم
مسجد القائد إبراهيم يعد من أشهر المساجد التي بُنيت بمنطقة الرمل في الإسكندرية، فهو عبارة عن تحفة معمارية ببصمة إيطالية، تولى أمر تصميمه المهندس المعماري الإيطالي "ماريو روسي" الذي كان يُقيم في مصر حينذاك، وشغل منصب كبير مهندسي الأوقاف عقب مسابقة اشترك بها، وتولى الإشراف على أعمال القصور والمساجد في عهد الملك فؤاد الأول، وتم بناءه المسجد في الذكرى المئوية لوفاة القائد إبراهيم باشا بن محمد علي باشا.