موسيماني يبرهن على حكمة الخطيب ويقود الأهلي إلى قمة الهرم (تقرير)
جاء في تحدٍ وخاطر بمستقبله التدريبي، ليقبل بمهمة انتحارية كان من شأنها أن تنهي مسيرته، بعد أن ترك الاستقرار خلف ظهره بحثًا عن المجد والقمة، واختار أن يدخل مغامرة لن يخرج منها خاسرًا، كي يكتب اسمه بحروفٍ من ذهب، عبر منصات التتويج المحلية والقارية والعالمية.
الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني، المدير الفني لفريق الكرة بالنادي الأهلي، الذي تولى المهمة قبل أيام من خوض نصف نهائي بطولة دوري أبطال إفريقيا العام الماضي، والذي جاء من أجل التتويج بها، وقد كان ليواصل بعد ذلك الرحلة التي بدأت كبيرة، مرتكزة على طموحات لا تنتهي.
“القاهرة 24” يستعرض لقرائه، رحلة موسيماني من الطوارئ، للأهلي لحصد البطولات متمسكا بشغفه وطموحاته، وذلك على النحو التالي:
رجل المناسبات الكبرى
بيتسو موسيماني دخل في خضم الأحداث سريعًا، وقاد فريق الكرة بالأهلي للحصول على دوري أبطال إفريقيا، والذي غاب عن القلعة الحمراء 7 سنوات، ليتوج مع المارد الأحمر بالنجمة التاسعة، على حساب الغريم التقليدي الزمالك، في مباراة دراماتيكية.
الجنوب إفريقي حزم حقائبه، وغادر بصحبة المارد الأحمر إلى قطر، للمشاركة في كأس العالم للأندية، بحثًا عن تحقيق طموحات النادي الأهلي وجماهيره، ونجح موسيماني في عبور الملحمة مُتوجًا مع الفريق بالميدالية البرونزية، في إنجاز حققه الفريق مرة واحدة في تاريخه عام 2006.
وأخيرًا وليس آخرا، لقَن موسيماني فريقه السابق صن داونز الجنوب إفريقي درسًا كبيرا بعد أن خطف بطاقة العبور للدور نصف النهائي من دوري أبطال إفريقيا من بوابة بريتوريا، ليضرب موعدًا مع الترجي الرياضي التونسي، أملا في حصد النجمة العاشرة للقلعة الحمراء.
نتائج قياسية في ظروف قاسية
يمر الأهلي بفترة استثنائية منذ انطلاق الموسم الحالي، والذي يعتبر ممتدًا من الموسم الماضي، حيث أُجبر الفريق على خوض عدد كبير من المباريات خلال فترة زمنية قصيرة، تحت شعار “لا بديل عن الفوز”.
لكن موسيماني قبل التحدي، ونجح في التتويج بدوري أبطال إفريقيا، وقاد المارد الأحمر للحصول على الثنائية المحلية ببطولتي الدوري الممتاز وكأس مصر، كما حصل على المركز الثالث في مونديال الأندية.
ويستعد الأهلي لمواجهة نظيره نهضة بركان المغربي، بحثًا عن التتويج بكأس السوبر الإفريقي، الغائب عن القلعة الحمراء منذ عام 2014، بعدما تُوج به على حساب الصفاقسي التونسي.
ورغم ضغط مباريات الدوري الممتاز، حصل موسيماني مع الأهلي على 41 نقطة من 19 مباراة، ويفصله عن الزمالك المتصدر 10 نقاط حصدها من 23 لقاءً، أي أن المارد الأحمر يتبقى له 4 مباريات مؤجلة.
وبينما يتعرض الفريق الأحمر إلى إصابات ناتجة عن خوض مباريات في إطار زمني، إلا أنه لا يُسمح بالحصول على فترات الراحة الكافية، لكن موسيماني نجح في الخروج من هذا النفق المظلم بأقل الخسائر، ولا يزال يقف على نقطة واحدة من كل البطولات، وينافس للحصول على جميعها.
مرونة تكتيكية مثمرة
موسيماني أظهر قدرته على المرونة التكتيكية، وتطويع اللاعبين وفقًا لطريقة اللعب التي تتناسب مع طبيعة المباراة، وظهر ذلك بشكل واضح في مباريات مونديال الأندية في قطر.
الأهلي خاض العديد من المواجهات تحت قيادة موسيماني بطريقة لعب 4-3-3، وإن اختلفت بوجود صانع ألعاب صريح، أو بوجود ثلاثي ارتكاز في وسط الملعب، ولكنها في غالبية المناسبات تجني ثمارها، مثلما جعلت المارد الأحمر يقدم درسًا قويًا أمام بالميراس البرازيلي، في مباراة الحصول على برونزية المونديال.
كما نجح الجنوب إفريقي في الحصول على ثلاث نقاط من كينشاسا على حساب فيتا كلوب وبثلاثية بيضاء، ليسجل الأهلي الفوز الأول للأندية المصرية في الكونغو، ضمن منافسات البطولات الإفريقية.
اللافت أن موسيماني باغت فريقه السابق صن داونز، ودخل موقعة الإياب بطريقة لعب 5-2-3، محافظًا على القوام الدفاعي المتماسك بوجود ليبرو، ليخرج بذلك عن طريقته المعتادة لأول مرة، لكنه نجح في شل حركة صن داونز وأغلق منافذ إبداع الفريق، ليقتل المباراة منذ بدايتها، مؤكدًا على جدارة الأهلي في التأهل.
