تجدد الجدال السياسي الفلسطيني عقب توقف العدوان الإسرائيلي على غزة
يبدو أن تداعيات الحرب الإسرائيلية على القطاع ستتواصل بلا توقف، الأمر الذي زاد من دقة المشهد السياسي، على الصعيد الفلسطيني الداخلي، خاصة مع قوة ضربات المقاومة وقدرة صواريخها على الوصول إلى العمق الإسرائيلي.
وفي هذا الإطار رصدت عدد من التقارير الصحفية العربية، أخيرًا تصريحات جبريل الرجوب، أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح"، والذي أشاد بصواريخ المقاومة مشيرًا إلى نجاحها في إصابة الكثير من الأهداف السياسية قبل العسكرية.
اللافت وفي هذا الإطار أن تصريحات الرجوب، قوبلت بتباين واسع سواء على الصعيد الفلسطيني الداخلي أو الخارجي، خاصة إزاء السلطة الفلسطينية التي يرفض الكثير من مسؤوليها سياسات حماس.
ونوهت بعض من التقارير الصحفية بأن تصريحات الرجوب الهدف منها هو تحقيق أي مكاسب سياسية، خاصة إن وضعنا في الاعتبار أن هناك تخوفات في حركة فتح من إمكانية انتصار حركة حماس سياسيًّا على السلطة في الضفة الغربية في ظل الشعبية التي تتمتع بها عقب العدوان على القطاع وصمودها لـ 11 يومًا في هذه الحرب.
وأشارت عدد من القيادات الفلسطينية إلى أن تصريحات الرجوب الآن لا تخدم الواضع الفلسطيني، بل تخدم أهداف سياسية معينة تتعلق به.
بدورها أشارت بعض من التقارير إلى أن بعضًا من قيادات حركة فتح، قالوا إن جبريل الرجوب أخطأ عندما تحدث داعمًا لحركة حماس، خاصة مع خطورة أهداف الحركة وتداعياتها السياسية.
وقال بعض من المسؤولين، إن ما قاله الرجوب يلحق ضررًا كبيرًا بالمصلحة الوطنية الفلسطينية، ومن الواضح أن تأجيل الانتخابات ، بدعم من الرجوب لأسباب شخصية، يجعل من الصعب عليه قبول قرار الحركة، وينتظر استدعاء الرجوب قريبًا لشرح آرائه للجنة المركزية لحركة فتح.
اللافت أن الكثير من قيادات حركة حماس دعمت تصريحات الرجوب، وأشار المتحدث باسم حركة حماس، عبد اللطيف القانوع، إلى أن ما قاله جبريل الرجوب عن حق حماس في المقاومة في عموم الأراضي الفلسطينية هو حديث مسؤول، موضحًا أن الرجوب كان ولا يزال صديقًا مخلصًا لحركة حماس.
وأشار عدد من كبار المسؤولين في حركة حماس وعلى رأسهم القيادي بالحركة خليل الحية، أشاروا إلى إن الرجوب يتصرف وفق الاتفاقات المبرمة معه في المحادثات التي جرت في القاهرة قبل تأجيل الانتخابات، وأنه يمثل حركة حماس في الضفة الغربية.
يذكر أن الرجوب قال صراحة: "إن الصواريخ الفلسطينية التي أطلقت من قطاع غزة هزت إسرائيل وعقيدتها الأمنية".
وأضاف في حديث لـ"تليفزيون فلسطين “مؤخرًا: “نحيي كل شكل من أشكال المقاومة التي حَصلت،.. الصواريخ هزت كيانهم “الإسرائيليين” وضربت عقيدتهم الأمنية وما جرى في مدن الداخل ”أراضي 48” أنهى شيئًا اسمه حياة مشتركة في نظام عنصري وفاشي".