العلاقات المصرية الجيبوتية.. تاريخ حافل من التعاون في مختلف المجالات

سلطت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، لجمهورية جيبوتي، وعقد لقاء قمة مع الرئيس إسماعيل عمر جيلة، الضوء على العلاقات الثنائية بين دولتي مصر وجيبوتي، والتي شهدت تاريخا حافلا من التعاون السياسي والاقتصادي والعسكري، ويصل تاريخ التعاون بين البلدين إلى 3000 سنة قبل الميلاد حيث كان القدماء المصريين هم أول من وصلوا إلى هذا الجزء من القارة الإفريقية في عهد الفرعون بيبي الأول.

السيسي يؤكد حرص مصر على تعزيز الدعم الموجه إلى جهود التنمية في جيبوتي

السيسي يعقد جلسة مباحثات ثنائية مع رئيس جيبوتي

تاريخ العلاقات السياسية بين البلدين

شهدت العلاقات المصرية الجيبوتية تطوراً كبيراً على مستوى جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي، وبالأخص منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة جمهورية مصر العربية، لاسيما خلال ترأس مصر للاتحاد الإفريقي عام 2019، ففي عام 2015 استقبل الرئيس السيسي رئيس جيبوتي اثناء حضوره القمة العربية في دورتها 26 بمصر.

وقام سامح شكري وزير الخارجية المصري بزيارة استقبله فيها نظيره الجيبوتي بحث الجانبان خلالها العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تفعيلها وتطويرها في مختلف المجالات بما في ذلك التعاون في مجال إقامة منطقة تجارة حرة ومركز لوجستي في جيبوتي لتسهيل حركة التجارة بين البلدين ودول الجوار.

واستمر تبادل الزيارات بين البلدين في الأعوام الماضية لمناقشة سبل تعزيز العلاقات والتعاون الاقتصادي بالإضافة لمناقشة عدة قضايا مهمة من ضمنها قضية سد النهضة الإثيوبي.

تاريخ التعاون العسكري بين البلدين

تستضيف مصر العديد من الكوادر العسكرية الجيبوتية في معاهدها العسكرية وتقدم لهم دورات عسكرية ودعم فني في كافة التخصصات، كما تشهد العلاقات العسكرية بين الدولتين تعاونا في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، وكذلك حماية البحر الأحمر من التهديد الإرهابي وعمليات القرصنة الدولية.

وشهد عام 2015 قام اللواء الركن زكريا شيخ إبراهيم، رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الجيبوتي على رأس وفد بزيارة لمصر، التقي به الفريق أول صدقي صبحي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي. بحث الجانبان سبل دعم التعاون وتعزيز العلاقات العسكرية بين القوات المسلحة لكلا البلدين في مختلف المجالات.

 التعاون على المستوى الاقتصادي

شهدت العلاقات المصرية الجيبوتية على المستوى الاقتصادي تطورًا لافتًا في الأعوام الماضية فقد ارتفع حجم التبادل التجاري بين مصر وجيبوتي ليسجل 48.01 مليون دولار خلال 2018 ، مقابل 37.99 مليون دولار خلال 2017 ، وفق تقرير صادر عن إدارة الدول والمنظمات الإفريقية ووحدة الكوميسا بجهاز التمثيل التجاري، وأوضح التقرير أن الصادرات المصرية إلى جيبوتي ارتفعت لتسجل 40.88 مليون دولار خلال 2018 ، مقابل 33.99 مليون دولار خلال 2017 ، وأشار التقرير إلى ارتفاع الواردات المصرية من جيبوتي لتسجل 7.13 مليون دولار خلال 2018 ، مقابل 3.99 مليون دولار خلال 2017 .

وشهدت الأشهر الماضية قيام وفد مصري من مختلف الوزارات والشركات ورجال الأعمال بزيارة لجيبوتي، لبحث تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وجيبوتي، فضلاً عن التشاور السياسي، حيث شهدت الزيارة إجراء لقاءات رفيعة المستوى مع كبار المسئولين في جيبوتي، وتباحث الجانبين حول الفرص الواعدة للاستثمار في جيبوتي وسبل تحقيق الاستفادة من الموانئ الجيبوتية.

ويوجد تاريخ حافل من التعاون في العديد من المجالات الأخرى فقد لعب الأزهر الشريف والجامعات المصرية دورًا مهمًا في تدعيم العلاقات الثقافية بين البلدين، من خلال استقبال مصر للبعثات الدراسية الجيبوتية، كما توفر مصر العديد من فرص التدريب للكفاءات الجيبوتية من مختلف المجالات، ضمن البرامج التدريبية المقدمة من الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية. ويبلغ عدد مبعوثي الأزهر الشريف في جيبوتي حاليًا اثنا عشر مبعوثًا، بالإضافة إلى المنح الدراسية التي يقدمها الأزهر الشريف لطلاب جيبوتي.


أُعلن قيام دولة جيبوتي عام 1977 بعد استقلالها عن فرنسا، وكان حسن جوليد أول رئيس لها، وكانت مصر في طليعة الدول التي افتتحت سفارة لها في جيبوتي، بالإضافة إلى أنها كانت من أوائل الدول التي رحبت بالحوار السياسي والاتفاقية التي تم توقيعها بين الحكومة وائتلاف المعارضة في جيبوتي، الذي مهد لإنهاء الخلاف السياسي القائم.

وتشارك دولة جيبوتي دولة اليمن في السيطرة علي مضيق باب المندب، واللغة الرسمية للبلاد هي الفرنسية والعربية، وجمهورية جيبوتي عضو في الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية ومقرها في جيبوتي. كما أنها عضو في الأمم المتحدة ومعظم المنظمات الدولية الرئيسية.