الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

مفتي الجمهورية: المتطرفون يعدون آية السيف ناسخة أو مزيلة لأحكام وآيات الرحمة

مفتي الجمهورية
تقارير وتحقيقات
مفتي الجمهورية
الجمعة 28/مايو/2021 - 11:05 م

علّق الدكتور شوقي علام مُفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، على اعتقاد المتطرفين القائل بأن الآية المسماة بآية السيف ناسخة أو مُزيلة لأحكام وآيات الرحمة والمودة.

وقال علام خلال الجلسة الأسبوعية مع الإعلامي حمدي رزق على قناة “صدى البلد”، إن هذا غير صحيح مُطلقًا، لأنها نزلت قبل فتح مكة، والرسول صلى الله عليه وسلم فَتَحَ مكةَ ومِن قبل الفتح صُلح الحديبية، والذي كان يُعد فتحًا، ولم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل المُشركين ولا غير المُسلمين في ذلك الوقت، فالثابت أن بعضهم لم يدخل الإسلام بدليل أن أبا سفيان بن حرب لم يزل بعدُ على الشرك، ومع ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: “مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ”.

وأضاف مفتي الجمهورية، أن تفسير القرآن يجب أن يتم في إطار كلي مُتكامل، وفي إطار تاريخ الرسول الكريم وسيرته، ونُلاحظ أن غير المُسلمين كانوا موجودين في مكة على عهده، وكذلك فقد أرسل النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين إلى الحبشة - وهي بلد غير مسلمة، وفي عهده أيضًا، ولما قدم المسلمون المدينة كان هناك غير مُسلمين كاليهود وغيرهم.

وأوضح أنه لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مأمورًا بقتل كل أحد كما يفهم هؤلاء المتطرفون خطأ، لأُمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل كل أحد، ولكنه لم يقتل كل أحد إلا هؤلاء الذين ناصبوه العداء واعتدوا بالفعل، ولكن من كان مُسالمًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يثبت أنه صلى الله عليه وسلم قتله.

وأشار المفتي إلى كثرة الآيات التي تدعو إلى التعايش والرحمة والهُدنة والمودة، والتي تدل على أن المجتمع في مساحة كبيرة من الحرية ولا يجوز أن يُكره على الإيمان، فضلًا أن يُقتل من أجل ذلك لأنه غير مسلم، منها قوله عز وجل: {وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} [يونس: 99]، وغيرها من الآيات التي لم يفهمها المتطرفون التي ضيَّقت دائرة العيش المشترك عندهم.

وأشار إلى بعض النماذج التي وُقِعت أثناء فتح مكة، وعززت مبدأ الرحمة والسماحة والعفو، منها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الْيوم يوم المرحمة” ردًّا على قول أحد الصحابة "الْيَوْمَ يَوْمُ الْمَلْحَمَةِ"، بل أن عدد ما قتلهم المسلمون من أعداء على عهد الرسول الكريم لا يتعدى 300 شخص على مدار سنوات طويلة، وربما هذا العدد يقتلهم إرهابي واحد في بعض العمليات الإرهابية في العصر الحاضر.

وعن دعوى بعض الإرهابيين والمُتطرفين لاتخاذ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مُبررًا للقتل والتخريب قال المفتي: إن هذا الأمر يطبقه ولي الأمر أو من ينوب عنه بصورة مؤسسية ومنضبطة؛ فالتجربة المصرية رائدة في الحفاظ على الهوية الدينية والحضارية مُزامنة مع عدم التخلف عن الأخذ بمُقتضيات العصر وما انتهى إليه التطوُّر في تنظيم الدولة الحديثة والاستفادة من مبادئ الشريعة الإسلاميَّة التي يأتي مبدأ "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" على رأس أولوياتها، حيث تتم ممارسته وبصورة عملية ومتخصصة عبر المؤسسات التثقيفية والتعليمية والصحية والأجهزة الرقابية والمعلوماتية، والجهات الأمنية والتنفيذية، والمؤسسات التشريعية والقضائية؛ بما يضمن تقويم ومتابعة حركة الناس والمجتمع بشكل دائم ومستمر، ويحول دون شيوع تزييف الحقائق وتشويه الهوية والخروج على قواعد النظام العام وعموم الفساد والانحراف.

تابع مواقعنا