لوحة تأسيسية مزخرفة بالخط الكوفي.. مطالبات بالحفاظ على أقدم نص تأسيسي لمسجد في مصر (صور)
في بداية عصر الخلافة العباسية بمصر، انفصل أحمد بن طولون من الخلافة العباسية وأسس مدينة تسمي بمدينة القطائع، وأسس بها مسجد يحمل اسمه وهو مسجد “أحمد بن طولون” وسمي بالمسجد المعلق لأنه بُني على منطقة جبلية مرتفعة، وتم تشييد المسجد في عام 263هـ/ 876 م وانتهت عمارته في عام 266هـ/ 879 م، يقع على قمة جبل يَشكر.
وفي هذا الصدد، طالب بسام الشماع المؤرخ في علم المصريات، بالاهتمام باللوحة الرخامية المعلقة على إحدى جداريات البوائك بإيوان القبلة بـ “جامع أحمد بن طولون” المعلق وهي اللوحة التأسيسية للجامع، والتي تعتبر الأقدم من نوعها وطبيعتها في العالم.
وقال الشماع في تصريحات لـ"القاهرة 24"، إن مؤسس الجامع من الأسرة الطولونية الحاكمة "أحمد بن طولون" فوق ربوة أو تل مرتفع قليلًا عن سطح الأرض يقال له “جبل يشكر”، مشيرًا إلى أن اللوحة موجودة حتى الآن في موضعها والتي وضعتها لجنة حفظ الآثار العربية قديما بعد اكتشافها في صحن الجامع نفسه والاهتمام بها، واللوحة منحوتة ببراعة بيد العبقري المسلم الذى استخدم طريقة الكتابة الكوفية المرتبطة بزمن اللوحة وهو دليل هام يستفاد به عند دراسة تطور ومراحل طريق كتابة الخط الكوفية مدار تاريخ هذا الخط الرائع.
وأوضح الشماع، أن من أسباب أهمية هذه اللوحة التأسيسية القديمة، بأنها تحتوى على توثيق لتاريخ إنجاز بناء هذا الجامع الذي يزيد عن ستة أفدنة من حيث المساحة ليكون أكبر مسجد في مصر من حيث المساحة، وثالث أكبر المساجد التاريخية والأثرية في العالم بعد مسجدي "سامراء" و"أبي دلف" بالعراق، والتاريخ المذكور على اللوحة التأسيسية هو 265 هجرية.
واقترح الشماع، أن يتم تنظيف وترميم المكان واللوائح والأعمدة بل والجامع بأكمله، والصور الموضوعة تظهر الحالة المتردية لسطح للدعامة أيضا والحاجة إلى تنظيف اللوحة نفسها والاعتناء بها، وذلك الأمر متروك للمتخصصين المصريين والمرممين المصريين.
وأشار إلى أن جامع أحمد بن طولون به تفردات ومميزات معمارية رائعة، ومنها ابتكار فكرة فصل جسم مبنى الجامع عن الحياة اليومية الخارجية بمساحة فارغة بأسوار فاصلة لجلب الهدوء والسكينة، ويساعد على نمو الشعور الروحاني داخل الجامع لمرتاديه كما يعتقد العلماء.
واقترح الشماع أيضا، تغطية اللوحة النادرة بغطاء يحميها من اللمس والعبث ووضع حاجز يمنع من الاقتراب منها ولمسها، وأيضا توصيل اللوحة بجهاز انذار حديث جدًا ضد السرقة أو النزع وصنع مستنسخات للوحة التأسيس في الورشة الخاصة بوزارة الآثار المصرية لكى تكون في متناول من يرغب في اقتنائها بأثمان رخيصة.
