السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

بين أزمة المحرم ورغبة الحرية.. نساء ممنوعات من النزول بالفنادق بمفردهن والأزمة تصل ساحات القضاء

منع النساء من الإقامة
تقارير وتحقيقات
منع النساء من الإقامة في الفنادق بمفردهن - أرشيفية
الثلاثاء 01/يونيو/2021 - 03:13 م

إذا كنتِ امرأة تحت سن الأربعين، وتريدين السفر والإقامة في فندق، فإن هذا قد لا يكون متاحًا أمامك ببعض الفنادق التي ترفع شعار" ممنوع استقبال السيدات وحدهن".

هذه السياسة التي تتبعها مجموعة من الفنادق، تأتي بلا سند قانوني وسط اتهامات بامتهان النساء جراء هذه الإجراءات، فضلًا عن فرص تعرضهن للخطر حال الاضطرار للمبيت في الشارع.

وفي هذا الإطار، قص عدد من السيدات لـ"القاهرة 24" تجاربهن مع هذا الواقع الذي يرفضنه، مبديات امتعاضهن من هذه السياسات، والتي شكون منها بقوة.

3 مرات والإجابة “ممنوع في كل مرة”

أستاذة جامعية، تعرضت للمنع مرتين، إحداها عندما اضطرت للسفر رفقة ابنتها الصغيرة، إلى محافظة الإسكندرية لإنهاء إجراءات متعلقة بالسفر إلى الخارج، والتي انتهت في وقت متأخر.

تقول في حديثها لـ"القاهرة 24" إنه لا توجد وسيلة مواصلات مباشرة للوصول إلى مدينتها الزقازيق، كما تعد القطارات وسيلة غير آمنة في ذلك الوقت.

وبدأت رحلة البحث عن فندق للنزول به، وبالفعل تمكنت من الحجز 3 مرات قبل أن يتم إلغاء الحجوزات سريعا بسبب نفس الذريعة، وهي عدم استقبال سيدات وحدهن.

"مكانش عندي مشكلة في الفلوس، كان همي ألاقي مكان ليا ولبنتي".. تكشف الدكتورة ان أزمتها لم تكن متعلقة بالأموال، حيث إن كل ما تريده كان مجرد الإيواء إلى مكان آمن حتى يحين الصباح.

وتذكر أن الذي أنقذها مقهى على الطريق قضت به ليلتها حتى صباح اليوم التالي.

“هتفضلوا بس هنقفل الباب من برا”

امرأتان بالغتان، هي المرة الأولى لهما للحجز بأحد الفنادق، بسبب وجودهما خارج محافظتهما وتأخر الوقت وبعد المسافة، ولكن الرد كان أيضًا: "ممنوع بيات ستات لوحدهم".

بعد محاولات مضنية، استغرقت ساعة، وافق الفندق لكن بشرط يدعو للسخرية، لتقول إحداهن في حديثها لـ"القاهرة 24": "وافقوا بس بشرط، يقفلوا علينا من بره"، لترضخا للأمر الواقع فلا يوجد وقت أو مكان آخر، لكن شعورهن بالإهانة والانتقاص كان سيد الموقف. 

تشكيك في السمعة وامتهان للمرأة

"الفندق عائلات فقط".. رد بصياغة أخرى لفندق آخر ينضم للقائمة، صديقتان إحداهما تعدت الـ 40 من عمرها، منعهن صاحبه من المبيت، لتواصلان البحث عن آخر بلا جدوى.

مجموعة أخرى من السيدات قررن قضاء إجازة في القاهرة، تنوعن ما بين المطلقة، والأرملة ومن  تعول أطفال، وعند حجز الفندق امتنع بسياسة "ممنوع استقبال السيدات بدون مرافق".

تضيف إحداهن في حديثها: "مش لازم نشكك في سمعة كل واحدة داخلة فندق لوحدها"، وتعبر عن استنكارها، فكيف يمكن أن تحضر صديقتها الأرملة مرافقًا، لتنتهي الإجازة قبل أن تبدأ.

دعوى قضائية 

بدوره قال المحامي  هاني سامح أحد مقيمي دعوى قضائية ضد هذه الإجراءات، إن هذه الواقعة متكررة، مشيرًات إلى أنه فوجئ وقت حجزه على أحد المواقع الإلكترونية، بتعميم من الفندق بعدم قبول إقامة النساء بالفنادق تحت سن الأربعين إلا بوجود محرم.

الدعوى القضائية المرفوعة

وذكر أنه بمتابعة بعض التقارير الإخبارية، وجد حالات عديدة في مختلف المحافظات، مع اختلاف صياغة الرفض، مؤكدًا أن هذا مخالف بشكل فج للقانون والدستور، ويعد اعتداء على حقوق المرأة، ومخالف لاتجاهات الدولة لتمكين المرأة.

وحددت الدائرة الأولى للحقوق والحريات بمحكمة القضاء الإداري، جلسة السبت المقبل الخامس من يونيو لنظر الدعوى.

قرارات باطلة وتسلط ذكوري 

وعن سبب سياسة  تلك الفنادق، قال سامح في حديثه لـ "القاهرة 24" إنه تنفيذ لقرارات باطلة لبعض الذكوريين المتسلطين، مستطردًا: "الدولة مكنت المرأة توصل لمنصب القضاء.. ازاي هتمنع ست تبات في فندق لوحدها"، داعيا كل فتاة لديها نفس المشكلة الانضمام للدعوى وتقديم شكواها.

غير قانوني أو دستوري 

 من جانبه قال مجدي صادق، عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة، إنه لا يوجد قرار ينص على عدم تسكين من هم أقل من 40 عامًا مؤكدًا "لا قانون ولا دستور".

وأضاف في تصريحه لـ" القاهرة 24" أن من يطبق هذا الشرط أو حتى يقوم بالإعلان عنه بأي صورة، يجب أن يقدم فيه بلاغا لوزير السياحة، لإلغاء ترخيصه، مستطردًا أنه يجب مساءلة الوزير عن ذلك.

وأوضح صادق أن هناك وحدة تفتيش ومراقبة بوزارة السياحة، وكان يجب عليها التحرك ورفع مذكرة لإلغاء ترخيص تلك الفنادق، كما يجب محاسبة كل من يشكل حماية لهذه الفنادق ومساءلة المسؤول عن كل هذه القرارات التي تضر بالسياحة في مصر.

عدم فهم للدين

وقال الدكتور عبد الحليم منصور، عضو لجنة الإفتاء بالأزهر الشريف وأستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، إن اشتراط منع سفر المرأة بدون محرم، كلام قديم، لبطلان علته، موضحا أن سفرها منع قديمًا خوفًا من المخاطر التي قد تتعرض لها أو الاعتداء عليها في الطريق ومشاقه.

وأضاف في تصريحاته لـ " القاهرة 24"، أن السفر الآن يتم بوسائل حديثة، وبشكل يمنح مزيدًا من الأمان، مؤكدا أن الرأي المعمول به الآن هو أحقية المرأة في السفر والمبيت من محافظة لأخرى أو من دولة لأخرى.

وأكد أن امتناع بعض الفنادق أو المؤسسات عن استضافة النساء إلا بوجود محرم، هو عدم فهم للدين، وعدم اتساقه مع الظروف الحالية.

تابع مواقعنا