السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

أستاذ شريعة يرد على أسامة الأزهري: الإذن بالذكر من "المجربات" الصوفية ولم يرد به نص شرعي

الجامع الأزهر
تقارير وتحقيقات
الجامع الأزهر
السبت 05/يونيو/2021 - 08:18 م

قال الدكتور محمد عبدالعاطي، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، إن مسألة الإذن بالذكر في الإسلام التي يدور الجدل حولها على مواقع التواصل الاجتماعي حاليا لم يرد بها نص شرعي، لكنها ليست مرفوضة كذلك؛ إذا ترد تحت بند "المجرّبات".

وأوضح عبدالعاطي، في تصريح خاص لـ"القاهرة 24"، المقصود بـ"المجربات"، قائلا إنها الطريقة التي تقوم عليها كل تعاليم الصوفية تقريبا، وتعني أن أحد العلماء الأتقياء المشهود لهم، جرب طريقة معينة في الذكر والدعاء؛ وتحقق له من رجاه من دعائه، ثم كرر ذلك فحدث ما دعا به مرة أخرى، فنقل هذه الطريقة إلى تلامذته، ثم نقلها تلامذته إلى تلامذتهم وهكذا ليستفيد منها الآخرين.

وتابع: "مثلا عالم من الأتقياء جرب الدعاء باسم الله الواحد أو العزيز أو الماجد مثلا ألف مرة، وجرب ذلك بعد صلاة العصر فحدث له ما يأمله من هذا الدعاء، وعندما جرب مرة أخرى بنفس الطريقة حدث له ما دعا به، فينقل ذلك إلى تلامذته ثم تلامذته يعطونه إلى تلامذتهم، ويسمى ذلك الإذن في الذكر".

ورغم أن هذه الطريقة لم ترد في النصوص الشرعية من كتاب أو سنة، ولم ترد بين الأذكار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أنه لا يمكن رفضها، كما لا يمكن لوم من ينكر ذلك، وفق قوله.

وأضاف: "نعم لم ترد في النصوص الشرعية بالكتاب أو السنة، أو الأذكار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن هناك أذكار ابتكرها العلماء نتيجة مجرباتهم؛ فالإسلام يؤخذ من الكتاب والسنة وهناك أمور تؤخذ من تجارب العلماء".

وعما إذا اعتبرنا هذه الطريقة "بدعة"، أجاب قائلا إنها ليست كذلك لأن البدعة هي الزيادة فيما لم يأت به نص في الكتاب أو السنة، أما الزيادة في جنس العبادة نفسها فهي ليست بدعة، وضرب مثلا على ذلك بقوله: "صلاة الليل مثلا ليست بدعة، والرسول صلى 8 ركات، فهل لو صليت أنا 500 ركعة هل أنا مبتدع؟ لا لأني زدت من جنس الصلاة، وكذلك صيام الاثنين والخميس سنة، فهل لو صمت 18 يوما في في الشهر هل سأكون مبتدعا؟ لا لأني زدتنن من جنس العبادة، لكن البدعة أن يأتي الإنسان بشيء لا أصل له ويدعي أنه من الدين".

وأضاف أن الذكر مسموح به، والسنة على أن التسبيح والتحميد والتكبر 33 مرة عقب كل صلاة، بالإضافة إلى أذكار أخرى مثل قول الرسول أن "من قال سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر 100 مرة، حدث له كذا وكذا، إذا الذكر موجود والعدد موجود أيضا.

وبين أن الإذن في الذكر يماثل الإجازة في القرآن الكريم، فالمسلم يمكنه قراءة القران أو الذكر في أي وقت ويثاب عليه، وليس ذلك مقصورا على من لديهم الإجازة، معتبرا أن الجدل المثار على وسائل التواصل الاجتماعي حاليا حول هذا الأمر "ضجة بلا معنى".

ووقع جدل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب تعليق للشيخ أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية رد فيه على فتاة طلبت منه “إذنا للذكر باسم الله  العزيز”، ليعطي لها الشيخ أسامة إذنًا بذلك.

وانهالت التعليقات على منشورات الشيخ أسامة الأزهري، حول إذن الذكر وما يعنيه، وتحولت التعليقات إلى الانتقاد والسخرية من متابعيه، والذين أكدوا عدم وجود ما يُسمى إذنًا بالذكر في الإسلام. 

ونشر الشيخ الدكتور أسامة اﻷزهري على صفحتِهِ، أمس كلامًا عن اسم الله تعالى (العزيز)، وطلبت منه إحدى الفتيات إذنًا بأخذ ورد بهذا الاسم المشرَّف، فأذن لها الشيخ أن تذكر اسم الله (العزيز) بعدد 658، وفجأة انهالت التعليقات ما بين معترض وسائل، وآخرين تطاولوا على هذا المعنى والعدد. 

وعلق أحد متابعي الشيخ أسامة الأزهري على منشور له ساخرا: "أخي الصغير يزعجني آذن لي يا شيخ أن أضربه، كم ضربة يا شيخ؟ من فضلك أسرع بالإجابة قبل أن يهرب"، بينما قال آخر: "كام شير وتأذنلي بالذكر يا مولانا"، وغيرها من التعليقات الساخرة. 

إلى أن وصل الأمر، ورد الشيخ هشام محمود الأزهري أحد شيوخ الأزهر الشريف، مبررا ومفسرا مفهوم الإذن بالذكر والعدد الذي ذكره الشيخ أسامة الأزهري في تعليقه، موضحا أمرين الأول معنى اﻹذن بالذكر، والثاني سر العدد الذي قاله الشيخ أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية.

وتابع: " أولًا أن البعض فهموا أن معنى اﻹذن بالذكر أن اﻹنسان لا يستطيع أن يذكر الله تعالى إلا إذا كان معه إذنًا بذلك، وهذا فهمٌ غير صحيحٍ مطلقًا، والشيخ لم يقل ذلك، وإنما اعترض المعترضون وتطاول الجاهلون وسأل الكرامُ؛ ﻷنهم لم يفهموا معنى اﻹذن بالذكر عند أهل العلم.


 

تابع مواقعنا