قمر على نافذة زرقاء.. قصيدة للشاعر أحمد حافظ
صوتٌ تَـ كَـ سَّـ ـرَ
حتى صارَ ألفَ صدى
وخُطوةٌ لم تجدْ في الدربِ نارَ هُدى
وذكرياتٌ
أراقتْ خمرَ دهشتِها على الرمالِ
وأبقتْ في فمي الزبدا
وحائطٌ فيهِ مرآةٌ مُحطَّمةٌ
أرى بها وجهيَ المذهولَ مُحتشدا
من أين ينبعُ ماءُ الشعر في لغتي؟
وكلُّ معنىً إذا حاولتُهُ ابتعدا
كأنَّ روحيَ أبوابٌ مُغلَّقةٌ
وقبضتي منذُ أزمانٍ
تدقُّ سُدى
وأنتِ جئتِ سؤالًا جارحًا
لفتًى
يقينُهُ لم يزلْ في الحُبِّ مُجتهدا
ألقيتِ مِعطَفَكِ السكرانَ ضاحكةً
ونمتِ قُربيَ وقتًا
خِلتُهُ أبدا
وحينما غادرتْني منكِ رائحةٌ
تبخَّرَ العمرُ في آثارِها بددا
من أيِّ نافذةٍ زرقاءَ جئتِ لهُ؟
حتى التففتِ على أيَّامِهِ مَسدا
حتى طلعتِ على صحرائِهِ قمرًا
يراهُ إن ضاعَ في عينيكِ
أو شَردا
كم من فتًى ذبحتْهُ أعيُنُ امرأةٍ
حتى إذا عانقتْهُ أحيتِ الجسدا
وأنتِ ساحةُ حربٍ
كم سفكتِ دمًا لعابريكِ
وكم خلَّفتِ من شُهَدا
يكفيكِ أنَّ حنيني لا حدودَ لهُ
إليكِ..
يا من أُسمِّي حُبَّها بلدا.