خطط الإنفاق الرأسمالي خلال العام الجاري هي الأعلى منذ 2002 (دراسة)
قالت وكالة بلومبرج الشرق، إن خطط الإنفاق المطبقة والتي تعد الأكبر منذ أكثر من عشر سنوات، هي المحرك الجديد لسوق الأسهم التي يتم تداولها حاليًّا بالفعل عند مستويات قياسية مرتفعة، حيث إنها حولت الحذر الذي سيطر على الشركات العام الماضي إلى استثمار قوي عبر مجموعة شاسعة من القطاعات بدافع من إعادة فتح الاقتصادات، وأسعار الفائدة المنخفضة، والدعم الحكومي.
وأوضحت الوكالة أن مثل هذه الإشارات الواثقة في المستقبل جعلت مؤسسات مثل "جيه بي مورغان"، و"ستيت ستريت غلوبال ماركتس"، و"انفيسكو"، متفائلين بأن مستثمري الأسهم قد يجنون مكاسب أكبر من التي يتمتعون بها حاليًّا.
أظهرت أحدث دراسة مسحية تجريها "إيفركور آي إس آي" -Evercore ISI- على المديرين الماليين في الولايات المتحدة أن خطط الإنفاق الرأسمالي العام الجاري هي الأعلى منذ 2002.
وفي أوروبا، تستعد الشركات - باستثناء الشركات المالية وصناديق الاستثمار في العقارات - لاستثمار 467 مليار يورو في 2021، وهو الرقم الأكبر منذ 2007، ويمثل قفزة نسبتها 26% عن العام الماضي، وفقًا لـ"بلومبرغ إنتليجنس"، ومن المتوقع أن تستفيد قطاعات بدءًا من السيارات إلى المرافق والتكنولوجيا استنادًا إلى توجهات تلك الاستثمارات.
وقالت ماريجا فيتمين، خبيرة استراتيجية الأصول المتعددة في "ستيت ستريت غلوبال ماركتس": "يمكنك التفكير في خطط زيادة الإنفاق الرأسمالي تلك على أنها إشارة نوعا ما إلى صحة الشركات والتفاؤل على مستوى الإدارات بشأن المستقبل، وهو أمر إيجابي للسوق.. فالسوق تكافئ الشركات التي تواصل الاستثمار".
وارتفعت سلة "غولدمان ساكس" لأسهم "ستاندرد آند بورز 500"، صاحبة أعلى استثمار رأسمالي وإنفاق على الأبحاث بنسبة 26% العام الجاري، مقارنة بصعود نسبته 16% للشركات التي تدفع أعلى توزيعات أرباح.
وانخفضت نسبة المديرين الماليين الذين يخططون للاحتفاظ بالنقدية في النصف الثاني من العام الجاري إلى 18% في يونيو مقارنة بـ37% العام الماضي، بينما قال 33% إنهم يعتزمون الاستثمار في رأس المال مقابل 22% العام الماضي، وفقا لمسح "إيفركور".
وقالت كريستينا هوبر، محلل استراتيجية الأسواق العالمية في "انفيسكو": "الاقتصاد العالمي ينمو وهذا وقت تمتلك فيه الشركات المزيد من الأموال لإنفاقها كما أنها تشعر بالتفاؤل.. ومن المرجح أن تعزز الشركات الإنفاق الرأسمالي للتعويض عن فترة تراجع الاستثمار خلال الوباء".
كانت الأسهم الأمريكية والأوروبية تتداول في نطاق قريب من المستويات القياسية منذ منتصف أبريل، ويتوقع الاستراتيجيون في "جيه بي مورغان"، بقيادة ميسلاف ماتيجكا، أن يعطي الإنفاق المرتفع من قبل الشركات دفعة لسوق الأسهم، ويرون أن الإنفاق الرأسمالي يتعافى بقوة بدعم من خطة حكومة بايدن للإنفاق على البنية التحتية، ومن المدفوعات القادمة من صندوق التعافي الخاص بالاتحاد الأوروبي.
وتظل القطاعات والأسهم الفردية التي ستستفيد مثارًا للجدل، وترى فيتمين من "ستيت ستريت" أن القطاعات الدورية مثل المواد والشركات الصناعية وصناع السيارات كفائزين محتملين، بينما تتوقع كايدي مينغ، محللة "بلومبرغ إنتليجنس" أن تقود المرافق وشركات الاتصالات القطاعات الأخرى، من حيث ارتفاع الإنفاق العام الجاري سواء في أوروبا أو الولايات المتحدة.
أما "هوبر" فترى أن قطاع التكنولوجيا من بين المستفيدين الأساسيين، وتخطط "آبل" إلى زيادة الاستثمار في الولايات المتحدة بنسبة 20% خلال السنوات الخمس المقبلة، بينما تسعى "إنتل" لزيادة الإنفاق الرأسمالي بحوالي 43% إلى ما يعادل 20 مليار دولار في 2021.
في مسح "إيفركور" برزت بشكل خاص خطط المديرين الماليين للإنفاق على تكنولوجيا المعلومات، وتتوقع فيتمين من "ستيت ستريت" أن تفوز شركات أشباه الموصلات بالاستثمارات الأعلى وسط النقص في الرقائق.
يرجح الاستراتيجيون في "باركليز" ألا يكون التعافي في الإنفاق الرأسمالي متساوٍ عبر القطاعات وكذلك المكاسب المحتملة، وحددوا سلة من الأسهم الأوروبية التي يرون أنها قد تحقق أعلى المكاسب والتي تضمنت شركة خدمات البترول "إس بي إم أوفشور" (SBM Offshore NV)، وصانعة الرقائق "انفنيون تكنولوجيز"، و"إيرباص"، وتاجر البقالة عبر الإنترنت "أوكادو غروب"، إذ ارتفعت تلك السلة بنسبة 17% منذ بداية العام وحتى الآن مقارنة بتقدم مؤشر "ستوكس 600" بنسبة 15%.
لم تقابل جميع خطط الإنفاق بالترحيب، فقد انخفضت أسهم "فودافون" بنسبة 8.9% في 18 مايو مع قلق المحللين من أن الإنفاق الرأسمالي الأعلى لشركة الاتصالات قد يضغط على تدفقاتها النقدية الحرة، كما أثرت خطط الإنفاق من قبل "إلياد" -Iliad SA- سلبًا على أسهمها في نفس اليوم، وبالمثل، لاقت خطط "بي تي" (BT Plc) بشأن هدفها لزيادة وصلات الألياف البصرية استقبالا باردا.
تقول مسؤولة استراتيجية الاستثمار في "نيويورك لايف انشورنس"، لورين غودوين، إن بعض مشاريع الاستثمار قد لا تحقق مستهدفاتها، ما سيقلل نقدية الشركة دون توليد أي إيرادات مستقبلية.
مع ذلك، في الوقت الذي يخرج فيه العالم من إغلاقات وترتفع فيه توقعات الأرباح، يفضل المستثمرون الشركات التي تضخ أموالا في تحسين أعمالها وتوسيع نطاقها.
قالت أولغا بيتل، مسؤولة استراتيجية إدارة الأسهم العالمية في "ويليام بلير انفستمنت مانجمنت": "باعتبارنا مستثمرين في النمو النوعي، نميل إلى الانجذاب للشركات التي تواصل الاستثمار في الابتكار للحفاظ على ميزتها التنافسية القوية أو زيادتها".