"ما يَحُومُ حَوْلَ الصِّرَاطِ".. شعر حافظ المغربي
ما بينَ خوفيَ من صراطِ النَّارِ
وتراقُصِي في حَوْبَةِ الأوزارِ
وتشتُّتِي بينَ التَّواريخِ التي
تَجْتَرُّ نَفْسِيَ في زَفِيْرِ إِطَارِي
تبدُو وجوهِيَ في الزُّجَاجِ كأنَّهَا
مِزَقٌ من المَعْنَى بغيْرِ شِعَارِ
أنا من يَقِيْنِ تَدَلُّهِي في طِيْبَتِيْ
فِطْرِيةِ السًّلْوَىْ بكل أُوَارِ
أَمْ أنَّنِي العِرْبِيْدُ يرفُو ذنبَهُ
بمُرَقَّع التًّقْوَىْ، كَذُوْبَ دِثَارِ؟!
أَهْفُو وأُذْعِنُ لالتفاتِ مشاعِرِيْ
ومشاعِريْ حُبْلَىْ بكُلِّ مُثَارِ
لَفَتَاتُ ذَنبِيَ؛ مُجْرِمٌ مُتَنمِّرٌ
قَدْ أفلتَتْهُ الرِّيْحُ من إِعْصَارِ
فتلقَّفَتْهُ سَمَاءُ رُحْمَىْ أَبْدَعَتْ
في عَوْدِهِ للأرضِ ثَوْبَ العَارِيْ
سَقْطَ الحَيَارَىْ من جحيمِ فِعَالِهِ
تَعْرُوْهُ رِعْشَاتُ اختلاجِ العَارِ
ماذا لو افْتَرَتِ الذُّنُوبُ على فَمِيْ
كالسَّامِرٍيِّ وعِجْلِهِ وخُوَارِي
وتَمَكَّنَ النُّمْرُوْذُ فَضْلَ ذُبابَةٍ
سَكَنَتْ شميمَ الذَّنْبِ في إصرَارِ
وتَرَسَّمَ البَوْحُ ارتحالَ حبيبَةٍ
كَشَفَتْ مفاتنَهَا على أَسْرارِي
آهٍ من الفِتْنَاتِ شَهْوةَ مُذْنِبٍ
" مُتَطَلِبٍ في الماءِ جَذْوةَ نَارِ"
أنا ما تَكَلًفْتُ المَتَابَ أو الهَوَىْ
تجتاحُنِي "الأَعْرافُ" في أَوْكَارِي
آوِيْ إلى رُكْنٍ شديدِ المُبْتَغَى
ونَذِيرُ ذنبِيْ في ذُرَا مِشْوارِي
وطريقِيَ الظَّامِيْ نُبُوءَتُهُ سُدىً
شَرَقَتْ شوارِعُهُ بِشَرْبَةِ سَارِي
رَضَعَ الأمانيَ والأغانيَ والجَوَىْ
لَحْناً نَشَازاً في هَوَى أوتارِيْ
ما كنتُ أحسبُهُ خؤونَ توجُّعِي
نايُ الخِداعِ، ومَيِّتُ المِزْمَارِ
حتى صَحَوتُ على فَتِيْتِ مآربِي
غَمَسَتْ سَغِيْبَ الزَّادِ في إِفْطَارِي
ياربُّ فَلْتَزْرَعْ بأُفْقِيَ راحةً
تَهَبُ الضًّمِيْرَ مباديءَ الثُّوَّارِ
يتفيئونَ الضَّعْفَ فَاروقاً سَمَا
بينَ العدالةِ والمَخَافِ السَّارِي
بَرْدُ اليقينِ سُخُونَةُ القلبِ الَّذي
طَلَبَ المَتَابَ على الصِّرَاطِ الجَارِي