السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الشائعة دماء في وريد الإخوان

الأحد 04/يوليو/2021 - 08:23 م

قبل إعدام المتهمين التسعة في قضية اغتيال النائب العام الأسبق، الشهيد هشام بركات، فوجئ الرأي العام المصري بتغريدة على الحساب الرسمي للمستشارة مروة هشام بركات، ابنة الشهيد، تقول فيها إن الإعدام ينفذ في 9 أبرياء، وإنهم ليسوا قتلة والدها. وهي التدوينة التي تلقفتها جماعة المواقع الإخوانية وغيرها من الموقع التابعة، لاستخدامها في حملة التعاطف  مع عناصرهم، والتشكيك في نزاهة القضاء المصري، وإثارة الرأي العام داخل وخارج مصر، وتحريض الآليات الدولية بالأمم المتحدة ضد مصر. 
ولكن بعد ساعات قليلة ظهرت ابنة الشهيد بركات، لتؤكد بنفسها أن حسابها على موقع فيس بوك تمت سرقته، ونفت تمامًا كتابتها لهذا الكلام على حسابها، مؤكدةً أن حسابها غير موثق بالأساس، ليكتشف الرأي العام المصري والدولي أنه كان ضحية لعبة الشائعات الإخوانية المستمرة والمتواصلة منذ سقوط نظامها عقب ثورة المصريين في 30 يونيو 2013. ولقد تطور الأمر عقب الثورة لنصبح أمام مصطلح يسمى كتائب "الجهاد الإلكتروني"، وهو الأسلوب الذي استخدمه التنظيم الإسلاموي لحث أنصاره على بث الخطاب التحريضي الذي يؤيد سياسات التنظيم، ويلعب أدوارًا تخريبية في صفوف التيارات السياسية التحريضية ضد مؤسسات الدولة، مستخدمين منابر التحريض الإعلامية، وهذا الجهاد له جانب فني وتقني قائم على سرقة وتهكير الصفحات والحسابات للنشطاء، وله جانب آخر وهو جانب المحتوى، فهو يبث الدعاية والأخبار المضللة التي تخدم أهداف وأجندات سياسية بعينها في كل مناسبة وكل منعطف من المنعطفات السياسية المختلفة.  

الفيلسوف والمفكر برنارد راسل، عندنا أراد تعريف كلمة "الحرب"، قال إنها نزاع بين مجموعتين تحاول كل واحدة قتل أو تشويه أو تعطيل أكبر عدد ممكن من المجموعة الأخرى، للوصول إلى هدف تسعى إليه، ويري فون كلاوزفيتر، منظر عسكري روسي، أن الحرب هي استمرار للسياسة بوسائل أخرى.
وإذا سألت مواطنًا مصريًّا: هل نحن في حالة سلم أم حرب؟ سيرد بكل تأكيد في حالة سلام، لأنه ينظر للحرب على أنها حروب الجيوش والسلاح والحدود، ولكن الحقيقة أننا في حالة حرب الفكر، وأدواتها وسائل التواصل الاجتماعي، ويتم ذلك من خلال عدة أساليب منها استخدام شباب لهم العديد من المتابعين عبر السوشيال ميديا، للقيام بنشر الشائعات "تحتوي على 10% حقيقة و90 % أكاذيب"، لسهولة تصديقها، وذلك بشكل مخطط، ويتم دراسة الحالة النفسية للشعب والتوقيت المناسب من أحداث استثنائية والأحداث الجارية وفترات الإثارة الجماهيرية وهي "الخوف والفرح والفزع المجتمعي لإطلاق الشائعة، والتركيز على توجيهها للشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي لوجودهم بمعدل 60 مليون مستخدم من الشباب، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بناء على آخر إحصاءات مركز التعبئة والإحصاء؛ وهدفها الأساسي تشوية الواقع في مصر وتزييفه لرموز ثورة يونيو، وهو الرئيس عبد الفتاح السيسي، وضرب انتماءات المواطنين في الدول الأخرى بطريقة سهلة وبسيطة وغير مكلفة ودون طلقة رصاص. 
لم يكن مواجهة الدولة لشائعات الجماعة الإرهابية بالأمر السهل، ولكن الدولة أيقنت مخاطر تلك الحرب مبكرًا، وهنا أود الرجوع إلى خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي، فور توليه، بقوله: “لا أحمل أي فواتير لأحد وأنا من أبناء الشعب المصري”، وإذا نظرنا إلى الاقتصاد المصري، رغم الشائعات التي اتبعتها المنابر الإعلامية للجماعة الإرهابية، نجده تحرر من أعباء، وتحول من العجز والعوز إلى إنجازات ونجاح ملهم.
لقد كان رهانًا على هزيمة الشعب المصري وتحول إلى سند للإقليم بأكمله، وكذلك وجود رؤية واضحة للسياسات الخارجية وإدارة العلاقات الخارجية، والاستفادة من مواطن القوة في السياسة الدولية الخارجية.
نجحت الدولة في لحظات كثيرة في توضيح حقيقة الموقف وكشف زيف الادعاءات الإخوانية، وظهرت تجارب جادة مثل مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، الذي يتعامل بشكل يومي على أكثر من مستوى، ونجح إلى حد كبير في مواجهة الظاهرة وتوفير المعلومات الصحيحة بأكثر من وسيلة، كإجراء وقائي أوّلي في مواجهة الشائعات، ووجود هيئة الرصد التي قام من خلالها النائب العام برصد الشائعات، وإصدار قانون مكافحة الشائعات وقانون العقوبات، ونص المادة 88 بالحبس مدة لا تتجاوز سنة، وغرامة لا تتجاوز 100 ألف جنيه، وقانون الصحافة والإعلام، وعدم نشر الأخبار الكاذبة، إلى أن تم نشر 261 تقريرًا يوضح الحقائق.

تابع مواقعنا