بعد بدء الملء الثاني.. كيف رصدت الأقمار الصناعية تطورات بناء سد النهضة؟
أعلنت إثيوبيا، أمس الاثنين، بدء الملء الثاني لسد النهضة، وذلك في خطاب رسمي وجهته إلى مصر، وكشفت الأقمار الصناعية مدى التأثيرات الخطيرة الناجمة عن ملء إثيوبيا لسد النهضة، على الدولتين.
في 9 يوليو 2020، أظهرت صور القمر الصناعي "سنتينيل-1" أن ملء سد النهضة سيؤثر على هيدرولوجيا نهر النيل، خاصةً خزانات المياه وتدفقها في المجرى النهري.
وأوضح هشام العسكري، الباحث المصري بأمريكا، خلال دراسته التي اعتمدت على صور الأقمار الصناعية، أن الصورة التي تم التقاطها لأول مرة استرشادية توضح موقع إنشاء السد فقط، وذلك باستخدام تقنية Google Earth Engine، وليست لحجم المياه التي تم تخزينها فيه.
8 يونيو 2020
التقطت الأقمار الصناعية في تاريخ 8 يونيو 2020 صورة توضح ارتفاع المياه حتى 500 متر، وهذا أقصى ارتفاع للمياه؛ ما يعكس المراحل الأولية لموسم تساقط الأمطار التي يتم تخزينها داخل السد.
23 يونيو 2020
لم تكن الصورة التي تم رصدها بتاريخ 8 يونيو العام الماضي، أعلى منسوب لمياه النيل، بل أوضحت الأقمار الصناعية في 23 يونيو بعدها أن الارتفاع وصل لـ510 م؛ ما يوضح بداية موسم الأمطار وتأثيره على الهضبة الإثيوبية، كما يدل ذلك على أن تلك الأرقام ستشهد زيادة كبيرة مع بدء عمليات التخزين.
3 يوليو 2020
وفق ما ذكره “العسكري” في دراسته، فإن الصورة التي تم التقاطها بتاريخ 3 يوليو أظهرت زيادة كبيرة في ارتفاع مستوى المياه الذي وصل إلى 530 مترًا، ما يُبرز أن معدل الأمطار التي تصل من الهضبة الإثيوبية، أكثر مما يُسمح به بمروره بعد السد؛ ما يدل على غلق بعض البوابات الموجودة في جسم السد السفلي.
من جانبه، قال ويليام دافيسون، المحلل في مجموعة الأزمات الدولية، لوكالة أسوشيتد برس، إن القمر الصناعي "سينتينل-1" التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، التقط صورة لخزان ضخم بتاريخ 9 يوليو العام الماضي، وهو يعد تراكمًا طبيعيًا للمياه خلف السد خلال موسم الأمطار.
وذكر حينها: "حتى الآن لم يكن هناك أي إعلان رسمي من إثيوبيا بالانتهاء من جميع أقسام البناء اللازمة لإكمال إغلاق جميع المنافذ، والبدء في حجز المياه في الخزان".
وتابع المحلل في مجموعة الأزمات الدولية أن إثيوبيا لم تتراجع عن الموعد المُعلن لبدء حجز المياه وملء الخزان في منتصف يوليو، عندما يأتي موسم الأمطار ويُغطي النيل الأزرق.
وكان جدو أندرجاتشاو، وزير الخارجية الإثيوبي، نفى حينها في تصريحات صحفية بتاريخ 13 يوليو 2020، ما تم تداوله بشأن بدء ملء الخزان فعليًا، وقال إن حكومته لم تُصرح بهذا الأمر.
11 يوليو 2020
عكست صورة السد التي تم التقاطها عبر الأقمار الصناعية بتاريخ 11 يوليو مستوى ارتفاع منسوب المياه، إذ وصل إلى 540 مترًا ويقترب من الـ550 مترًا؛ ما يوضح الاستمرار في عمليات التخزين، ونفى أيضًا وزير الخارجية الإثيوبي، حينها الأمر في تصريحات صحفية صدرت بتاريخ 13 يوليو 2020.
12 يوليو 2020
كما كشفت الصورة التي تم التقاطها عبر الأقمار الصناعية في 12 يوليو عام 2020 أن عمليات التخزين مستمرة، كما أوضحت مواصلة ارتفاع منسوب المياه في 3 أماكن مختلفة، واعتبر تلك الصورة الأكثر دقة عن مثيلتها.
21 يوليو 2020
أوضحت صورة بتاريخ 21 يوليو تجاوز ارتفاع منسوب المياه الـ565 مترًا، واقترابها بشكل كبير من الـ570 مترًا، تلك الصورة التي توضح اتخاذ إثيوبيا لقرارات بشكل فردي، تُلحق الضرر بالمصالح المصرية و السودانية، حيث تجاوز ارتفاع الماء جسم السد، ما يدل على غلق كافة البوابات الموجودة في جسم السد السفلي، وذلك يتنافى مع الأعراف الدولية، وبالتأكيد يضر الأمن المائي المصري.
سد النهضة عبر الأقمار الصناعية عام 2021
نشر الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، صورًا عبر الأقمار الصناعية، تكشف ارتفاع منسوب المياه بسد النهضة الإثيوبي.
وأوضح أستاذ الموارد المائية، عبر صفحته الشخصية عبر موقع "فيس بوك"، أن الصور تُبرز ارتفاع منسوب المياه نحو 565 مترًا؛ ما يجعلها تصل لنسبة 600 مليون متر مكعب في شهر أغسطس، وهو بمعدل زيادة 250 مليون متر مكعب مقارنة بالأسبوع الماضي، ليصل حجم البحيرة 4.25 مليار متر مكعب، إلى أن وصلت لـ4.9 مليار متر مكعب في أغسطس من العام الماضي.
وأضاف “شراقي” أن حواف البحيرة ظهرت باللون الفاتح؛ نتيجة تراجعها بعد فتح البوابتين في منتصف أبريل الماضي الذي بدأ يضيق في بعض المناطق مثل التي بداخل المستطيل الأبيض هذا الأسبوع.
وأكد أستاذ الموارد المائية أن منسوب البحيرة سيتعدى المنسوب التي وصلت إليه العام الماضي، حتى لو انخفضت كميته من 13.5 إلى أقل من 4 مليارات متر مكعب، ولكن سيظل بناء السد فكرة مرفوضة من قبل مصر والسودان، مشددًا على أنه جارٍ اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد إثيوبيا من خلال مجلس الأمن.
