السبت 30 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

طبيب الغلابة المجري.. محمد مشالي جديد في أوروبا

الطبيب المجري
ثقافة
الطبيب المجري
الخميس 08/يوليو/2021 - 08:39 ص

 

كتب: د. عبدالله عبدالعاطي النجار

تعودنا في الأعوام الأخيرة سماع العديد من الأخبار عن الأطباء الموقرين القائمين على خدمة مجتمعاتهم بكل ما يملكون من طاقة ومجهود بل وأحيانا كثيرة يدفعون من جيوبهم لمداواة مرضاهم من الفئات الكادحة التي آلت بهم الظروف إلى العيش في ظل أوضاع صعبة. 

 

ولعل أكثر ما تداولات الصحافة وصفحات السوشيال ميديا أخبارا وحكايات هو الدكتور محمد مشالي، الذي عاش ومات من أجل أبناء منطقته ومدينته طنطا من الفقراء، وظل يفحص المرض بمقابل مادي زهيد للغاية يكاد يكفي قوت يوم الطبيب نفسه الذي عاش ومات زاهدا محترما متمتعا بكم جبار من المحبة والمودة من الغني قبل الفقير.

 

كنت أظن أن هذا النوع من الأطباء .. أطباء الغلابة .. موجود فقط في بلادنا العربية وخاصة مصر، إلا أنني وجدت طبيبا يسير على نفس الدرب، لكن هذه المرة ليس في مصر وإنما في المجر.

 

 الطبيب الذي نتحدث عنه الآن هو دكتور لاسلو فاندليك ذو الأصول السلوفاكية، وقد أبى أن يعيش في العاصمة بودابست تاركا الأضواء والشهرة والمال والثراء، ليذهب لمداواة المرضي الفقراء في القرى المجرية النائية البعيدة عن العاصمة، والتي لم يرغب أحد من الأطباء الآخرين الذهاب والعيش فيها، أكثر من نصف قرن من مساندة الفقراء عاشها طبيبنا.

 

لم تكن حياة الطبيب المجري معروفة بالنسبة لكثيرين حتى سلطت وسائل الإعلام المجرية والأوروبية الأضواء على قصته قبل عام واحد مضى، وكأن القدر أراد أن يكافئه ويكلل مسيرته، إلا أنه ومع ذلك يتمتع د. لاسلو بشهرة كبيرة واحترام منقطع النظير في كافة القرى المحيطة بعيادته الخاصة أو المستشفى الحكومي الذي يعمل به، فحينما تسير إلى جانبه في شوارع المدينة أو طرقات القرية ويقابله الناس تشعر وكأنك ترافق أحد أعضاء مجلس النواب من ذوي المكانة الرفيعة.

 

 يداوي لاسلو مرضاه مجانا في المستشفي الحكومي على الرغم من بلوغه سن الثانية والثمانين، كما يداويهم بأجر بسيط للغاية لا يضاهي، بل ويقل كثيرا عما يتم دفعه لطبيب في عامه الأول لممارسة المهنة، ومع ذلك فهو لا يمتعض، بل ويفعل ذلك بكل حب، وفي كثير من الأحيان لا يقبل أجرا من مرضاه القادمين إلى عيادته الخاصة، بل ويقدم لهم العون والمساندة كلما أتيحت له الفرصة دون تردد.

 

إلا أن الغريب هذه المرة أن هذا الطبيب ليس فقيرا وإنما ميسور الحال، فهو يعمل طبيبا منذ قرابة الستين عاما منها عشر سنوات كاملة عمل فيها في ليبيا في أوج ثرائها، مما ساهم في رفع مستواه المادي.

 

 وهناك في ليبيا تعلم اللغة العربية فضلا عن العادات العربية الأصيلة التي يتمتع بها البدو في الأول، ولعل كان لها نصيبا في تشذيب فكره وابتعاده عن البحث الأجوف عن المال الذي صار ملاذا وهدفا رئيسا لجل أطباء الأجيال الحالية.

 

وعلى الرغم من تخطيه الثانية والثمانين خريفا، وفي ظل ظروف وأوضاع كورونا الكاحلة وخطورته البالغة على من في هذه المرجلة العمرية، ناهيك عن بعض أمراض الشيخوخة التي يعاني منها أقرانه، إلا أنه رفض رفضا تاما البقاء بين جدران منزله القابع على هضبة مزهرة خلابة الجمال، وظل يذهب إلى عيادته الخاصة والمستشفى الحكومي الذي يعمل به، علاوة على عدم انقطاعه عن عادته اليومية بتشذيب زهور حديقته الغناء بأشجارة المثمرة.

 

وصدق المثل القائل "وراء كل عظيم امرأة".

 هنا أيضا تتجلى هذه المقولة، حيث إن زوجته تساعده في كل شيء يتعلق بالمسائل الإدارية سواء لعيادته الخاصة أو عمله الحكومي، وتسانده وتؤازه في كل أفعاله الخيريه، ولا تققل من عزيمته وإنما تزيدها ترفع منها على الدوام.

 

Description: C:\Users\yoiur\Desktop\Vandlik Laci طبيب الغلابة\20190614_120009.jpg
طبيب الغلابة المجري
Description: C:\Users\yoiur\Desktop\Vandlik Laci طبيب الغلابة\20190421_151219(1).jpg
طبيب الغلابة المجري مع زوجته إلونا

 

 

 

                

تابع مواقعنا