تغريدات أبي أحمد.. يحشد شعبه بالأمهرية ويطمئن المصريين والسودانيين بالعربية
بعدما استبق اجتماع مجلس الأمن الدولي، بتغريدات استفزازية جديدة لمصر والسودان، يحشد فيها شعبه باللغة الأمهرية حول ما وصفه بـ "الدفاع عن سيادة بلاده في ملف سد النهضة"، عاد آبي أحمد، رئيس الوزراء الإثيوبي، مساء اليوم، ليغرد مجددا لكن هذه المرة يحاول توجيه رسائل طمأنة لشعبي مصر والسودان، باللغة العربية.
ونشر آبي أحمد، أمس الخميس، تغريدة باللغة الأمهرية قبيل ساعات من انعقاد جلسة مجلس الأمن حول سد النهضة، تحدث فيها عن ضرورة تكاتف شعبه في مساندته بعدة مجالات ذكر من بينها الملء الثاني لسد النهضة، دعاهم فيها للدفاع عما وصفه بـ "سيادة إثيوبيا ودبلوماسيتها"، في تكرار جديد ضمني للاتجاه الإثيوبي بأن النيل الأزرق، هو نهر داخلي إثيوبي، وليس دوليا تحظى مصر والسودان بحقوق مشروعة فيه وفقا للقانون الدولي.
توهم إثيوبي يحبط جهود التفاوض
وفي كلمته أمس أمام مجلس الأمن، انتقد سامح شكري، وزير الخارجية، هذا النهج المضلل لأديس أبابا في قضية سد النهضة، قائلا إن هذا التوهم الإثيوبي بأن النيل الأزرق هو نهر داخلي يمكن لها استغلاله لمصلحتها الحصرية وإخضاعه لسيادتها وسيطرتها، "يجسد أساس وسبب المشكلة التي نحن بصددها، ويكشف عن حقيقة جلية وهي أن مرجع ومصدر هذه الأزمة سياسي بامتياز"، مشيرا في هذا الصدد إلى ما جاء في خطاب وزير الخارجية الإثيوبي، في 23 يونيو 2021، والموجه إلى مجلس الأمن: والذى ذكر فيه "إن ملء وتشغيل سد النهضة دون السعي للتوصل إلى اتفاق مع مصر والسودان، لهو مجرد ممارسة للحد الأدنى من حقوق إثيوبيا السيادية كدولة مشاطئة في مجرى مائي دولي".
وأكد شكري، أن السبب الأوحد للفشل والإخفاق المستمر في التوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن بشأن سد النهضة، هو التعنت الاثيوبي. وتصرفها من منطلق فرضية أن انخراطها في المفاوضات إنما يأتي من باب المجاملة أو المنّ، حيث دأبت إثيوبيا على تجاهل حقائق الجغرافيا وتوهما بأن النيل الأزرق هو نهر داخلي، موضحا أن "هذا النهج الإثيوبي المؤسف أحبط وأفشل كل الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق حول هذا السد، حيث انعكس هذا التوجه في مواقف إثيوبيا على مدار عقد كامل من المفاوضات".
رسائل متناقضة.. محاولة طمأنة رغم "السلوك فج"
وبالعودة إلى تغريدات آبي أحمد، الذي تعهد مسبقا في قلب القاهرة في رسالة بالعربية أيضا، أنه لن يضر بالمصالح المائية لمصر، فقد غرد اليوم، باللغة العربية، في رسالة تحمل محاولة طمأنة لشعبي مصر والسودان، قائلا "إنهم لن يتعرضوا أبدا لضرر ذي شأن بسبب ملء السد، لأنه لن يأخذ سوى جزء صغير من التدفق".
ويحاول رئيس الوزراء الإثيوبي، التأكيد على عدم الإضرار بالمصالح المائية لمصر والسودان، لكن دون اتخاذ أية خطوة حقيقية على أرض الواقع تحول هذه الرسائل إلى اتفاقية ملزمة تضمن حقوق الدولتين، وتكون بمثابة التزام إثيوبي بعدم الإضرار بمصالحهما كما يزعم آبي.
ورغم حديث رئيس الوزراء الإثيوبي، من قبل عن عدم الإضرار بمياه الدولتين، إلا أن إثيوبيا نفذت الملء الأول العام الماضي بشكل منفرد ودون تنسيق مع دولتي المصب، ما ألحق ضرار بالغا بالسودان وسد الروصيرص التابع لها، وفقا للبيانات السودانية، فيما بدأت إثيوبيا في تنفيذ الملء الثاني رسميا بخطوة أحادية جديدة، رفضتها كل من مصر والسودان بشكل مطلق.
ووصف شكري، في كلمته أمس لمجلس الأمن، "هذا السلوك الفج" بملء السد دون اتفاق يضمن حماية شعوب دولتي المصب ضد مخاطره، بأنه "لا يعكس فقط انعدام المسئولية لدى الجانب الإثيوبي وعدم المبالاة تجاه الضرر الذي قد يلحقه ملء هذا السد على مصر والسودان، ولكنه يجسد أيضا سوء النية الإثيوبية، والجنوح لفرض الأمر الواقع على دولتي المصب في تحد سافر للإرادة الجماعية للمجتمع الدولي والتي تم التعبير عنها وتجسدت في انعقاد هذه الجلسة لمجلس الأمن لمناقشة هذه القضية واتخاذ إجراء حاسمة بشأنها".
وتظهر تغريدات آبي أحمد، تناقضا بين تلك التي يدونها بالأمهرية ويدعو فيها شعبه للاحتشاد خلفه دفاعا عما وصفه "بالسيادة والدبلوماسية الإثيوبية"، والأخرى التي يحاول من خلالها إرسال رسائل طمأنة إلى كل من مصر والسودان باللغة العربية ويؤكد أنهم لن يتعرضوا لضرر ذي شأن.
