"زي النهاردة".. قصف الإسكندرية وتدمير معالمها بمدافع الإنجليز
وقف في مثل هذا اليوم 11 يوليو من العام 1882، أسطولًا بحريًا تابعًا للجيش الإنجليزي بالقرب من شواطئ الإسكندرية، مكون من 15 سفينة حربية مجهزة بالمدافع الثقيلة، متراصين وموجهين مدافعهم إلى المدينة، وعلى الفور قام الجيش بتحصين المدينة بقيادة أحمد عرابي، وتم نصب المدافع وأسلحة الدفاع فوق الأسوار والقلاع، تأهبًا للرد على الإنجليز.
وكان مقصد ذلك الهجوم دعم الخديوي توفيق، وتحجيم قوة أحمد عرابي الثائر عليه، وبدأ القصف العنيف على المدينة واستمر القصف في هذا اليوم لمدة عشر ساعات متواصلة دون توقف، أمطر فيها الأسطول الإنجليزي الإسكندرية بآلاف القنابل، ورد المصريين عليهم بالمدافع لكن دون جدوى، فلم يتوقف القصف وظل يومين حتى دمر فيها الكثير من المنازل والقلاع والمستشفيات، ومات المئات من سكان المدينة.
اضطر أحمد عرابي إلى سحب قواته إلى كفر الدوار هربًا من القصف العنيف، واستغل الإنجليز ذلك التراجع فأنزلوا قواتهم البرية على سواحل الإسكندرية، وكان عدد الجنود قرابة الثلاثون ألف، ثم قرروا الزحف إلى القاهرة، لكن قوات عرابي تصدت لهم في كفر الدوار لعدة أسابيع رغم الفوارق في الإمكانات، إلى أن نجحت قوات عرابي في إجبار قوات الإنجليز على التراجع إلى الإسكندرية، وبعدها قرر الإنجليز الدخول من ناحية قناة السويس، وهناك دارت المعركة الفاصلة في التل الكبير في سبتمبر 1882.