ذكرى وفاة أم المؤمنين عائشة.. أفقه النساء وأكثرهن رواية للحديث
تَمُر اليوم 13 يوليو من عام 678 ذكرى وفاة السيدة عائشة، رضي الله عنها، زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحب نسائه إليه، وهي أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر القرشية التيمية المكية، كناها رسول الله بأم عبد الله، ولدت بعد البعثة بأربع سنين، وتزوجها رسول الله في شوال، بعدما نزل عليه جبريل عليه السلام كما ورد في حديث عائشة "أن جبريل جاء بصورتها في خرقة حرير خضراء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقال له: إن هذه زوجتك في الدنيا والآخرة" رواه الترمزي، وهي البكر الوحيد التي تزوجها الرسول.
كانت أفقه النساء، وأكثرهن رواية للحديث، بل إن مرتبتها في الرواية الثانية بعد أبي هريرة، إذ إنها رويت أكثر من ألفين ومئتي حديث عن الرسول، كما كان لها عديد من الفتاوى والمواقف السياسية الحازمة، ومن فتواها أنها أفتت ببيع كسوة الكعبة، فكان من عادة الصحابة تغيير كسوة الكعبة في كل عام بكسوة بيضاء من الحرير، ويقومون بدفن القديمة تكريمًا وتقديسًا لها، فأفتت بأن تباع الكسوة القديمة، وتستغل أموالها في خدمة المسجد الحرام، وقد عمل الصحابة بتلك الفتوى.
قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، عندما سأله عمرو بن العاص رضي الله عنه، أي الناس أحب إليك يا رسول الله؟ فقال له: عائشة، وورد عنها أنها قالت: "إنَّ مِن نِعَمِ اللَّهِ عَلَيَّ: أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تُوُفِّيَ في بَيْتِي، وفي يَومِي، وبيْنَ سَحْرِي ونَحْرِي، وأنَّ اللَّهَ جَمَع بيْنَ رِيقِي ورِيقِهِ عِنْدَ مَوْتِهِ؛ دَخَلَ عَلَيَّ عبدُ الرَّحْمَنِ وبِيَدِهِ السِّوَاكُ، وأَنَا مُسْنِدَةٌ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَرَأَيْتُهُ يَنْظُرُ إلَيْهِ، وعَرَفْتُ أنَّه يُحِبُّ السِّوَاكَ، فَقُلتُ: آخُذُهُ لَكَ؟ فأشَارَ برَأْسِهِ: أنْ نَعَمْ، فَتَنَاوَلْتُهُ، فَاشْتَدَّ عليه، وقُلتُ: أُلَيِّنُهُ لَكَ؟ فأشَارَ برَأْسِهِ: أنْ نَعَمْ، فَلَيَّنْتُهُ، فأمَرَّهُ، وبيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ -أوْ عُلْبَةٌ؛ يَشُكُّ عُمَرُ- فِيهَا مَاءٌ، فَجَعَلَ يُدْخِلُ يَدَيْهِ في المَاءِ فَيَمْسَحُ بهِما وجْهَهُ، يقولُ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، إنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ، ثُمَّ نَصَبَ يَدَهُ، فَجَعَلَ يقولُ: في الرَّفِيقِ الأعْلَى، حتَّى قُبِضَ ومَالَتْ يَدُهُ".
