هل يجوز صيام العشر من ذي الحجة بنيّتي القضاء والسنة؟.. "الإفتاء" ترد
ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، عبر خدمة البث المباشر، على الصفحة الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، يقول فيه سائل هل يجوز صيام العشر من ذي الحجة بنيتي القضاء والسنة؟.
وأجاب الدكتور محمد وسام، مدير إدارة الفتوى المكتوبة وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلًا: “الأيام العشر من ذي الحجة لها كم هائل وعظيم من الثواب، لذلك يجوز ونسأل الله أن يتقبلهم بالنيتين”.
وتساءل كثيرون عن صيام النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأوائل من ذي الحجة؟، وجاء الثابت من الأحاديث الواردة في السنن، أنه كان يصومها، ويحرص على زيادة الطاعات في تلك الأيام، لما لها من الفضل العظيم، ومُضاعفة الثواب الكبير.
أحاديث تؤكد صيام النبي
لقد ثبت عن حفصة رضي الله عنها، أنها قالت: "أربع لم يكن يدعهن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، صيام يوم عاشوراء، العشر، ثلاثة أيام من كل شهر، والركعتين قبل الغداة" رواه أحمد والنسائي وابن حبان وصححه.
وللتأكيد أيضًا أنه، صلى الله عليهم وسلم، كان يصوم التسع من ذي الحجة؛ فقد ورد حديث في "سنن أبي داود" وغيره عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر والخميس".
صيام العشر الأوائل من ذى الحجة
وورد حديث عن السيدة عائشة رضي الله عنها، أنها قالت: "ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صائمًا في العشر قط".
وشرح الإمام النووي في "شرحه على مسلم" (8/ 71-72) هذا الحديث مما يُوهم كراهة صوم العشر، والمُراد بالعشر هنا الأيام التسعة من أول ذي الحجة، وقالوا: “هذا مما يتأول، فليس في صوم هذه التسعة كراهة، بل هي مُستحبة استحبابًا شديدًا لا سيما التاسع منها وهو يوم عرفة”.
وجاء في "صحيح البخاري" أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: “مَا مِن أَيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَفْضَلُ مِنهُ فِي هَذِهِ” يعني العشر الأوائل من ذي الحجة.
وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان يصوم هذه العشر، ويحافظ على صيامهن؛ فعن أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها قالت: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ، وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ" رواه أحمد والنسائي وابن حبان وصححه.
وقد تكلم المحدثون في أسانيد أحاديث فضل صوم الأيام العشر من ذي الحجة، فلم يثبت فيها شيء صحيح. انظر: [نصب الراية 2/ 156]، ولكن ذلك لا يمنع فضل صوم هذه الأيام؛ لدلالة حديث البخاري رحمه الله السابق على عموم فضل الأعمال الصالحة فيه ومنها الصيام.
فضل العشر الأوائل من ذى الحجة
وتعد العشر الأوائل من ذي الحجة من الأيام المباركة التي يتضاعف فيها الأجر وتُغفر فيها السيئات، وقد شهد لها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها خير أيام الدنيا، وقال تعالى: “وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ لِمَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ” (البقرة: 203).