رسائل الرئيس.. والدولة القوية
قرأت، مثلما فعل المصريون جميعًا، إشارات الفخر بما حققناه، والثقة في قدراتنا، والشعور بالأمان على بلادنا، وكأنها ثلاث رسائل واضحة من خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته خلال حفل تدشين وإطلاق مبادرة "حياة كريمة" أمس، وهي مبادرة تهدف إلى تخفيف الأعباء عن المواطنين بالمجتمعات الأكثر احتياجًا في الريف والمناطق العشوائية في الحضر، وتعتمد على تنفيذ مجموعة من الأنشطة الخدمية والتنموية لضمان حياة كريمة للمواطنين، وهي خطوة من خطوات بناء الجمهورية الجديدة.
ووسط هتافات الجماهير والتعليقات الحماسية لهم شعرنا جميعا أننا نعيش في عصر العزة والكرامة، وكمواطنة مصرية كنت أشاهد الخطاب وأقرأ الرسائل التي يطلقها الرئيس ويؤكد عليها، ولاحظت أن الرئيس كرر أكثر من مرة كلمة الثقة مطالبًا المواطن أن يثق في نفسه ويعرف قدرات بلاده في مواجهة الأزمات، كل ذلك ذكرني بأيام دراستي في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية والحديث عن أساسيات بناء الدولة التي كان من أهم أركانها الثقة بين الشعب والقيادة السياسة لتحقيق النجاح، وهو ما حدث بالفعل فقد مرت مصر بالعديد من العقبات التي زالت بالترابط والثقة المتبادلة بين الشعب والرئيس ومؤسسات الدولة المختلفة.
ومنذ بداية تحمله المسئولية عن القوات المسلحة حمل الرئيس السيسي على عاتقه ثقة الشعب المصري التي وضعها فيه كاملة قبل حتى أن يتولى رئاسة الجمهورية، عندما مدَّ يده لإنقاذ البلاد من خطر التفكيك والضياع بعد سنة كبيسة من حكم تنظيم الإخوان الإرهابي، وبعد أن مرت مصر بوقت عصيب كان التعاون بين الشعب والرئيس ومؤسسات الدولة المختلفة هو عنوان المرحلة الحرجة.
والآن جاء الوقت الذي تقف فيه مصر مرة أخرى على قدميها بشموخ وعزة وكرامة وهو ما نادى به الرئيس موصيًا وبشدة الشعب بعدم الشعور بالقلق مما هو قادم خاصة في مسألة سد النهضة وتأثيره على حصة مصر من مياه النيل.
أما جوهر قضية السد الإثيوبي فإنني أعتقد أن هناك ثقة كبيرة من المصريين في قوة وصلابة بلادهم، وقدرة مواجهة الدولة المصرية الجديدة بقيادة الرئيس السيسي لأي محاولات مستقبلية للتعدي على حصة مصر وحقها المشروع، فمصر كانت وما زلت هي الحارس لجيرانها ومصدر أمان لمن يلجأ إليها، ولكن يجب على من يتخيل أنه يستطيع الوقوف أمام مصالحها ومقدرات شعبها أن يرجع للوراء ويقرأ التاريخ البعيد والقريب منه ليعرف مصيره النهائي ويعود خطوة للوراء ويراجع نفسه.
وأنه يجب الآن أن نعرف جميعًا أن ملف سد النهضة ملف دبلوماسي من الدرجة الأولى وليس على الجميع سوى المراقبة لما سوف تفعله القيادة السياسية فيما يخص هذا الملف دون الحديث أو الدخول في تفاصيل لن نصل بها إلى نتيجة حقيقية.
ودائمًا ما كانت مصر تمر بمراحل انتقالية بعد المحاولات الفاشلة لإسقاطها، ولكن سرعان ما تعود لتقف مرة أخرى على قدمين ثابتتين وتبني من جديد دولة أقوى من سابقتها قادرة على حماية حقوق أبنائها ومقدرات شعبها العظيم.