ذكرى رحيل عثمان بن عفان.. كيف أصبح "ذو النورين" من أغنى الناس؟
تحل اليوم 17 يوليو 656 ذكرى رحيل الصحابي الجليل عثمان بن عفان حسب بعض الروايات التي تروي أنه قتل في 17 يونيو فيما يعرف بالفتنة الكبرى في التاريخ الإسلامي، وفي هذه المناسبة نتطرق إلى العقلية الاقتصادية لعثمان ابن عفان.
خلال شهر رمضان الماضي كان الدكتور أسامة الأزهري مستشار الرئيس للشؤون الدينية ضيفا دائما على الإعلامي أحمد الدريني في برنامج "رجال حول الرسول"، ومن ضمن ما تناوله الأزهري عثمان بن عفان كرجل اقتصاد، وقدر الأزهري قيمة ثروة عثمان بمقياس زماننا اليوم 100 مليون دولا بخلاف البساتين والبيوت، ما يعني يعني نحو 2 مليار جنيه مصري.
وأكد الأزهري أن عثمان بن عفان كان واسع الثراء أوتي حظًا عظيمًا من الثروة، وتوفرت له مصادرها، وكانت له ملكة كبيرة في استثمار الأموال وتعظيم الاستفادة منه وتنميتها، موضحًا أن عثمان كان يوظف هذه الأموال توظيفًا مجتمعيًا ويوجهها بكامل طاقتها للدور المجتمعي وخدمة المجتمع.
وضرب الأزهري أمثلة لتوظيف عثمان بن عفان ثروته لخدمة المجتمع عندما اشترى بئر اليهودي الذي كان يبيع الماء للمسلمين وجعلها وقفًا للمسلمين وما زالت موجودة حتى الآن.
وأوضح الأزهري المفاتيح الاقتصادي لعثمان بن عفان، عندما سُئل: قد كنت من فقراء المهاجرين فكيف صرت من أغنى الناس؟ فأجاب: "كنت أعالج وأنمي ولا أزدري ربحًا ولا أشتري شيخًا وأجعل الرأس رأسين".
وفسر الأزهري معاني هذه المفاتيح الخمسة في تجارة عثمان كاشفًا أن "أعالج" أي لا يتوقف عند الإخفاقات، إذ خاض في عملية تجارية وفشلت ولا تؤدي للربح المطلوب، فلا تنكسر عنده روح المغامرة، لكنه كان يبحث ويعكف على موضع الفشل ويعالجه.
وعن معنى كنت أنمي، أوضح الأزهري أنه بمعنى توجيه المال الباقي لملف استثماري جديد، فمهما كان حجم المال الفائض كان يفتتح به مشروعًا جديدًا فتتولد من الثروة ثروة جديدة، فكان المال يتسع بصورة أشبه بالمتوالية الهندسية.
و "ولا أزدري ربحًا": أي مهما كان هامش الربح قليلًا وضئيلًا لا أستحقره، و"لا أشتري شيخًا"، يعني لا أشتري موضات قديمة فات زمانها، أي عقل يرصد في التجارات مركز الثقل للتجارات القادمة أي يرصد المستقبل وينبأ المستقبل للتجارة.
و "أجعل الرأس رأسين" أي توزيع التجارة على مسارات وأصناف متعددة بحيث إذا أخفق المال في واحد من التجارة فلا يكون المال كله أصابه العطب "أي لا تجعل البيض كله في سلة واحدة".