ذاكرة الأمثال (7).. "سِيخَكْ وِالسُّلْطِيحَةْ"
الأمثال ليست مجرد كلام يُقال لمجرد القول أو اللهو وفقط، بل هي ذاكرة تُمثل عادات الشعوب ومُعتقداتهم وما يؤمنون به، ومضارب الأمثال كثيرة ومتنوعة، ومن هذه الأمثال "سِيخَكْ وِالسُّلْطِيحَهْ".
يفسر أحمد شفيق باشا المثل بأن السيخ "بكسر الأول": السَّفُّود، وهو حديد يُنظم فيها اللحم ويُشْوَى، والسُّلْطِيحة "بضم فسكون مع إمالة الطاء"، وقد يقولون فيها: السَّلَطُوحَة "بفتحتين فضم": الأرض الصلبة المنبسطة الجرداء التي لا نبات بها ولا وهاد ولا نجاد.
ويواصل: والمراد: ليس في يدك إلا هذا السيخ وهذه الأرض أمامك، وهي لا تواري شيئًا فاغمد إن شئت سيخك فيها وابحث به، فإن عثرت على شيء فَخُذْهُ، وبعضهم يرويه: "سكاكينك والسلطوحة"، والمعنى واحد، يُضرَب للحمل على اليأس من شخص يُطالب بشيء، أو بالوفاء بدين وليس في مقدوره القيام به، ومن كناياتهم عن ذلك قولهم: "إيدك والأرض"، أي: "ليس إلا يدك والأرض ولا شيء سواهما، فماذا تأخذ؟".