في ذكرى ميلاده.. أهم المعلومات عن الفيلسوف الألماني ماركوزه
تحل اليوم، ذكرى ميلاد المفكر والفيلسوف الألماني، هربرت ماركوزه، الذي ولد يوم 19 يوليو 1898، وتقوم فلسفته على النقد، وألف مجموعة من المقالات في الثلاثينيات من القرن الماضي، وخاصة كتابه: "العقل والثورة" دعا فيه إلى نظرية اجتماعية جدلية مناقضة للعلم الاجتماعي الوضعي.
كما عند أوجست كونت، وشتال، وفون شتاين خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر الميلادي؛ لأنها كانت تماثل بين دراسة المجتمع ودراسة الطبيعة، وما يلاحظ على “ماركوزه” أنه بنى نظريته الجدلية على أفكار هيجل، وحول فكر ماركس إلى هيجيلية راديكالية، فحصر اهتمامه في نقد أصول الفلسفة الوضعية والعلم الاجتماعي.
وعرف ماركوزه بعدائه الشديد للهيمنة التقنية، وكان يعتبر العقل المنغلق سببًا في استلاب الإنسان، وتحويله إلى آلة إنتاجية ليس إلا، ومن ثم، فقد بلور ماركوزه فلسفة تشاؤمية؛ بسبب اغتراب الإنسان في المجتمع الصناعي الحديث الذي تغلب عليه التقنية، ويضيع فيه الإنسان باعتباره ذاتا وكينونة ووجودا، وهي نفس النزعة التشاؤمية الموجودة عند ماكس فيبر، ويرجع هذا التشاؤم إلى شعور فئة معينة من المجتمع، أي: الشريحة العليا المثقفة من الطبقة الوسطى، أو الصفوة المثقفة بالإحباط وخيبة الأمل.
وبين ماركوزه في كتابه "الإنسان ذو البعد الواحد" باختفاء الدور التاريخي الفعال للطبقة البرجوازية والطبقة البروليتارية على حد سواء، وهناك قوة واحدة مخفية متحكمة في مسار هاتين الطبقتين معا هي العقلانية العلمية التقنية، وليست هناك طبقة معارضة، فقد تم استيعاب الطبقة العاملة واسترضاؤها من خلال تحفيزات مادية استهلاكية، وترشيد عملية الإنتاج ذاتها.
ولقيت أفكار ماركوزه تفاعلا لدى حركة الطلبة الأمريكية في أواخر الستينيات بمعارضتها، ولدى حركات طلابية أخرى في دول أوروبية شتى إلى حد ما، لكن الحركات الاجتماعية في ذلك الوقت كانت جميعها واقعة تحت تأثير تحليلات متنوعة عن البنية الطبقية المتغيرة، وعن مغزى التكنوقراطية والبيروقراطية، التي قدم علماء الاجتماع إسهامات ملحوظة بصددها".
وتتركز أفكار هربرت ماركوزه سياسيا حول ثلاث قضايا شائكة: دور الطلاب في العالم الرأسمالي، والحركة الطلابية في فرنسا عام1968م، ودور الطبقة العاملة الحديثة في الغرب.