"وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ".. سبب التضحية أول أيام العيد
يحل علينا اليوم الثلاثاء، أول أيام عيد الأضحى المبارك، الموافق 10 ذي الحجة، ويعود الاحتفال به تيمنًا بقصة سيدنا إبراهيم عليه السلام، الذي كان يدعي ربه أن يرزقه أولادا، قائلًا: "رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ"، فرزقه الله بإسماعيل وإسحاق.
وقال تعالى في كتابه العزيز: "يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ"، فحينما كبر إسماعيل وأصبح مُرافقًا لأبيه في الطرقات، رأى إبراهيم -عليه السلام- ذات ليلة في منامه أنه يذبح ولده إسماعيل.
ومن المعروف أن رؤيا الأنبياء وحي، ولذلك أخبر ولده بمنامه، "فَانظُرْ مَاذَا تَرَى"، وليس المقصود من تلك الآية هو مُشاورة الابن في تنفيذ أمر الله، ولكن كان إبراهيم يرغب في معرفة ما في نفس ولده، فجاء جواب إسماعيل: "يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ".
"فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ"، أخذ إبراهيم ابنه إسماعيل وابتعد عن البيت حتى لا تشعر أمه، ووضعه على جبينه، فقال الابن لأبيه: "يا أبت اشدد رباطي حتى لا اضطرب، وأكفف ثيابك لئلا ينتضح عليها شيء من دمي فتراه أمي فتحزن، وأسرع مر السكين على حلقي ليكون الموت أهون علي، واقذفني للوجه، لئلا تنظر إلى وجهي فترحمني، ولئلا أنظر إلى الشفرة فأجزع، وإذا أتيت إلى أمي فأقرئها مني السلام".
فهمّ عليه إبراهيم يُقبّله وهو يبكي ويقول له: "نِعم العون أنت يا بُني على أمر الله، فمر السكين على حلقه فلم تقطع".
فنودي لإبراهيم: "نَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ"، صدق إبراهيم وإسماعيل مع ربهما، وجاء له جبريل معه كبش من الجنة، فقال تعالى: "وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ"، والمقصود هنا أن الخالق تعالى خلص إسماعيل من الذبح، وجعل الكبش فداءً له.